وزير العمل اللبناني يكشف لـ"العين الإخبارية" المأساة: نعمل في الظلام
مصطفى بيرم: نقود خطة التحول الرقمي في لبنان بـ"التبرعات"
أزمة اقتصادية خانقة يعاني منها لبنان، تؤثر على العمالة في البلاد ومرتبات العاملين، حيث تشكل صعوبات في مواجهة الحياة.
وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم أكد أن رغم الانهيار الحاصل في لبنان بما لم يمضِ له مثيل ولم نعهد له مثيلا، إلا أننا ندير أنفسنا بالموارد البشرية".
وزير العمل اللبناني يضيف في حديثه لــ"العين الإخبارية" أن بلاده تمر بمرحلة صعبة حقيقية ولكن أبناءها لا يوجد لديهم يأس، فلديهم العديد من مصادر القوة وانتزاع حقوقه في النفط والغاز دون قيد وشرط يستطيع النهوض مرة أخرى.
كيف تواجه وزارتك أزمة الوضع الاقتصادي بالبنان؟
حول الصعوبات التي تواجهها الوزارة في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية في البلاد، يقول "إني أدير الوزارة رغم عدم وجود لدينا كهرباء ولا مازوت ولا أوراق، لكننا راهننا على الموارد البشرية وأطلقنا روح المصداقية، لذلك فعلنا وقمنا بعمل لم يحصل في لبنان، واستطاع تأمين لوزارة العمل، رغم الانهيار، نصف احتياجاتها من الطاقة الكهربائية عبر الطاقة البديلة بالألواح الشمسية ومن دون أن أكلف خزينة الدولة اللبنانية ليرة واحدة".
شاركت في اجتماعات وزراء العمل العرب الأسبوع الماضي؟ هل حان الوقت للتحرك بشكل جماعي؟
قدمت وعملت مع الجميع للتفكير بطريقة جماعية والاستفادة من الموارد البشرية والمواهب الفردية المتوافرة في دولنا، لافتا إلى أن يجب الانتقال إلى المرحلة المؤسساتية ومتابعة الأحداث والتطورات في العالم ومنها التحول الرقمي.
إننا أمام تحد كبير جدا منها استعادة الهيبة العربية والموقف العربي في القضايا الاستراتيجية والتعاون في القضايا البينية، إنه لا يعقل ولا يجوز أن تمتلك الدول العربية العديد من المواهب وأكبر كتل شبابية ولا نستطيع الاستفادة منها فيما بيننا.
إننا كوزراء العمل العرب عملنا على وضع نظرة جديدة وتطلعات وطموحات لدعم قضايا العمال لمواجهة البطالة وتشغيل ذكي وآمن ومواكبة التطورات الحديثة ومعرفة المهن التي سوف تلغى، وكذلك التي سوف تستحدث ويأتي وقتها من خلال استشراف المستقبل لتهيئة البلاد العربية لذلك.
ماذا عن التحول الرقمي في لبنان؟
وعن دخول بلاده إلى اتجاه التحول الرقمي، يقول الوزير إنه من لا يستطيع مواكبة التاريخ فإنه يلفظه، فلبنان رغم المشاكل البنيوية يستطيع النهوض مرة أخرى، لافتا إلى أنه عبر تبرُّعات من أجل التحوُّل الرقمي استطاعت وزارته مع الفرع الإقليمي لمنظمة العمل الدولية عمل مزايدة لتأمين البنية التحتية الأساسية للتحول الرقمي، من أجل الوصول إلى صفر ورق بما يُهوِّن على المواطن وبما يؤدي أيضاً إلى مواكبة العصر والتطورات والتحولات الرقمية في زمن الذكاء الاصطناعي الذي كان عنواناً لمؤتمرنا السابق".
وتابع بالإضافة إلى تأمين العديد من أجهزة الحاسوب وإطلاق مسار للتدريب المهني المُعجَّل ومواكبة غلاء المعيشة قدر المُستطاع، ليس فقط لكي نحمي العمال، الفريق الأكثر تضرُّراً، ولكن أيضاً لنضمن التوازن بين فرقاء الإنتاج الثلاثة، وكذلك إطلاق مسار التدريب المهني المُعجَّل في المناطق النائية، لأننا نؤمن بقاعدة اسمها قاعدة الاستعداد والفرصة، التي تعني أنك عندما تكون مستعداً فإنك ستلتقي بفرصة هنا وفرصة هناك".
العمال اللبنانيون يعانون من أزمة اقتصادية وتدني الأجور.. هل هناك حل؟
معاناة العمال اللبنانيين خاصة مع غلاء المعيشة قمنا بتفعيل لجنة المؤشر التي تقترح بدورها زيادة الأجور، وأنه على مدار عام ونصف من الاجتماعات المتواصلة لمواكبة التطورات وسط الانهيار السريع للعملة، حاولنا حماية العامل بقدر المستطاع ومراعاة أصحاب العمل، خاصة أن الأزمة يجب تحملها من الجميع.
كما العامل الطرف الأكثر تضررا في المعادلة الاقتصادية وحمايته بتحديد حد أدنى من الأجور يلزم به صاحب العمل ويصرح به للضمان الاجتماعي، واستطعنا لــ"9" ملايين ليرة بدلا من 675 ألفا، أي تم مضاعفته ما يزيد على 13 ضعفا، ولكنه ليس كافياً ولكن هذا قدر استطاعتنا.
هل خططت الوزارة للاستفادة من الموارد الشبابية والبشرية في لبنان؟
الموهبة اللبنانية متميزة جدا، فأينما يذهب العامل اللبناني يكون بارزا مما يزيد علينا المسؤولية في ضرورة استثمار هذه المهارة الإنسانية والاستثمار في الشباب بدلا من هجرتهم إلى دول أخرى غير عربية، كما أننا نحاول استقطاب الشباب اللبناني مرة أخرى لبلاده ليكون حاضرا في الميدان.
هل هناك تعاون من أجل الاستفادة من الكتلة الشبابية في العالم العربي؟
مفترض بما لدى العالم مخزون مدى قوي وموارد بشرية يجب أن يتم تثمير الموارد المادية لخدمة الإنسان العربي، فإننا نطرح الموقف العربي الموحد في الاستراتيجية السياسية الموحدة، وإن لم نستطع الوصول إليها يجب أن يكون هناك استراتيجية اقتصادية واجتماعية موحدة وفتح السوق العربية المشتركة، وكذلك العلاقات البينية والحدود المفتوحة وإزالة تأشيرات الدخول وتسهيل عملية الانتقال كما في أوروبا.
هل شكلت أزمة غياب الرئيس اللبناني على العمالة في البلاد؟
السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، فالاستثمار يحتاج إلى استقرار وهو بيد السياسية، والاقتصاد يقوم على الاستثمار وهناك مشكلة بالاستقرار، ولكن هناك أمل كبير خاصة بعد التقارب العربي العربي، وكذلك العربي الإسلامي، بالإضافة إلى المسؤولية الكبيرة على عاتق اللبنانيين لسرعة اللحاق بالركب حتى لا نكون متأخرين وإنقاذ البلاد.
فكلما كنا مهيئين في البلاد لمواكبة التطورات الإيجابية كانت هناك حظوظ أكبر في الوصول للأهداف، ومنها انتخاب رئيس للجمهورية واختيار حكومة فاعلة مكتملة الصلاحيات، تعطي نوعا من الثقة وعودة للأخوة العرب إلى لبنان، فرغم بعض الاختلافات بين الأشقاء العرب في بعض المسائل ولكنه لا يلغي من الود قضية، فنحن مصير وقدر واحد ويجب اعتناق عقلية رابح رابح لكي نفوز جميعا.
هل قاربت أزمة الرئاسة على الانتهاء؟
أعتقد ثمة مؤشرات إيجابية، ولكنها لم تكتمل بعد، ما زلنا في مرحلة الانتظار الإيجابي خلال الأيام القادمة.
ختاماً.. أطلقت هنا مبادرة الغيث والغوث العربيّين.. ما هي؟
لا يمكن أن يصدر منا الغيث ولا الغوث إلا بالتآزر والتآلف وبإطفاء الحرائق في العالم العربي، وأن نعود أمةً لها هيبتها ووزنها لأننا في زمن لا يحترم الضُّعفاء، ولن يحسب أحد لنا حساباً إذا كانت قدسُنا مسبية، لأنّ لا قومة لأمتنا بلا قدسية قدسنا، ولذلك دعوت بهذه المبادرة إلى الاقتصاد المُنتج وثقافة تقديس العمل، إلى العمل الذي يشعر فيه الإنسان بالمعنى، لا ثقافة التسوُّل والمساعدات وحسب.
إنني لا أتكلم بالشعارات ولا المثاليات، التاريخ يقول إنّ الأمة التي تتآزر وتستجيب للتحدّي وتصنع ريادة وتحوِّل الضعفَ إلى قوة وتصنعُ من نقاط الضعف قوة، أمةٌ ستزدهر، وأمتنا فيها الخير وفيها كلُّ عناصر القوة التي إذا ما اجتمعت تصنع من الأشياء الصغيرة أشياء كبيرة".