أمل أزهري لـ"العين الإخبارية": أصمم خارج السرب وأصنع موضتي
على عكس كل مصممي الأزياء، بدأت اللبنانية أمل أزهري من العالمية، حيث كان أول عروضها في مدينة كان الفرنسية.
وفرضت أمل بعد ذلك نفسها في هذا العالم لاسيما من خلال القفاطين التي حاكتها بأنامل الذوق والإبداع، فحولتها من مجرد لباس تقليدي إلى عصري.
عن انطلاقتها ومسيرتها الناجحة وما تصبو إليه بعد كل ما حققته، فتحت أمل أزهري قلبها لـ"العين الإخبارية".
عُرِفت أزهري بتصميم القفاطين، فكل قطعة صممتها بمثابة لوحة فنيّة تنافس أشهر الرسامين، وتعشقها المرأة العربية والغربية على حد سواء.
من الحكومة إلى عالم الأزياء
وبحسب ما قالته لـ"العين الإخبارية"، فإنَّ أمل أزهري درست إدارة الأعمال والتسويق، وحصلت على الماجستير في الشؤون الدولية والدبلوماسية، كما عملت 13 سنة في مجال الاتصالات، حيث كانت ضمن فريق رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، الذي شكّل اغتياله تغييراً في مسيرتها، إذ قررت ألا تبقى موظفة وأن تبدأ مشروعاً خاصاً بها.
أحبت أزهري القفطان منذ طفولتها التي أمضتها على شاطئ البحر كون عائلتها تملك منتجعاً وقالت: "كنت دائماً أرتدي القفطان، إذ كان يشعرني بالراحة على عكس باقي الملابس، عشقته إلى درجة أني كنت أبحث عنه لشرائه في أي بلد أزوره".
بداية الرحلة
وأضافت: "عندما رُزِقت بابني البكر اشتريت قطعة قماش وقمت بخياطتها قفطاناً، جميع مَن رآني ارتديها عبّر عن إعجابه بها وسألني من أين ابتعتها، عندها قررت أن انطلق في مشروع تصميم القفطان، سافرت إلى الهند كون هذا البلد معروف بقماشه الجميل وحريره الرائع، كما قصدت معارض القماش في تركيا".
سنة 2005 افتتحت أزهري دار الأزياء الخاص بها وقالت: "أول عرض أزياء كان في مدينة كان الفرنسية وبعدها مونتي كارلو، ميامي، نيويورك ولبنان، أي أني ابتدأت من العالمية".
لكن من أين تستوحي تصاميمها؟
عن ذلك شرحت: "هي مزيج من جميع الحضارات، تعكس ثقافات الدول التي أسافر إليها وكل شيء يحيط بي".
سر التميّز
وعمّا يميزها عن باقي المصممين، قالت: "الأقمشة، فأنا لا أعتمد الجاهزة منها أبداً بل أبتكرها، كذلك حرصي على تنفيذ النقوش والمزج بينهما، لتأتي القطعة فريدة لا مثيل لها".
سبعة عروض أزياء أقامتها أمل أزهري في الإمارات، وعن المرأة الإماراتية أشارت إلى أن "قلبها كبير، تتعاطف كما كل الشعب الإماراتي بقوة مع الشعب اللبناني، ومَن يتعاطف معنا أعتبره جزءاً مني".
وأوضحت: "أعشق أناقة المرأة الإمارتية ومواكبتها للموضة، وأدعوها كما أدعو نساء العالم إلى أن يبقين إيجابيات ويعملن على أنفسهن ليكونن الأفضل دائماً"، متابعة: "بالنسبة لي المرأة لا تتجزأ، وأنا أصنع تصاميم للمرأة كمرأة من أي حضارة".
المشاهير حول العالم ارتدين قفطان أزهري، ومنهن عارضة الأزياء الأمريكية سيندي كروفورد، وعن ذلك تقول مصممة الأزياء اللبنانية: "لم يعد القفطان تقليدي وأصبح يُلبس كذلك في الغرب وفي كل المناسبات على البحر، في حفلات الزفاف، مناسبات العشاء، وكل الأوقات".
وعن المصممين الذين تأثرت بهم، قالت: "أحب كريستيان لاكروا وفالنتينو، أعشق خليط ألوانهما وعملهما، لكني دائما أصمم خارج سرب المصممين، فأنا أصنع موضتي ولا أقلد أحداً".
بعد انفجار المرفأ، قررت أمل أزهري التوقف عن العمل ومغادرة لبنان، وقالت: "أصبت فيه بجروح ودمّر محلي، حينها رأيت الموت بأم عيني، سافرت ثم عدت ووقفت من جديد، والعتمة التي عشتها فضّلت أن أنيرها، أعددت مجموعتي الجديدة التي أطلقت عليها La Renaissance أي (الولادة من جديد) والتي عرضت في كل دول العالم".
وأوضحت: "كنت أبكي وأعمل"، وعن الذي يميز هذه المجموعة قالت: "الرسومات التي تشير إلى النوم مع الأعداء، فقد أصبحنا رهائن في بلدنا، حاولت أن تعكس الرسومات ألمي والمرارة التي عشتها حتى في الغربة".
بعد 5 أشهر أمضتها في تركيا قررت أزهري العودة إلى وطنها وعرضت مجموعتها في مصر، حيث نالت إعجاب الجميع ربما لأنها كما قالت: "حيكت من ألم وقلب مجروح".
في الشتاء ستعود أزهري إلى "الهوت كوتور" والكروكوديل والفرو والجلد.
بعد كل النجاح الذي وصلت إليه تحلم أمل أزهري أن توسّع أعمالها وأن لا تنطفئ علامتها التجارية وقالت: "كل نجاح يعلمني أن أعطي أكثر، وأنا أعتبر نفسي على أولى درجات النجاح، فالغرور لا مكان له في شخصيتي".
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز