أزمة النائب اللبناني آلان عون.. سحب صيف ساخن تتبدد سريعا
قلل مراقبون من التداعيات المحتملة لفصل النائب اللبناني آلان عون من "التيار الوطني الحر".
وكان التيار الوطني الحر قد أعلن الأحد فصل عون ابن شقيقة الرئيس السابق ميشال عون، في قرار كان يتوقعه المطلعون على النقاشات في أروقة التكتل المسيحي.
ولم يتأخر الرئيس السابق ميشال عون في إعلان موقفه من قرار فصل ابن شقيقته، وعبر شاشة "التيار"، أكد عون موافقته القطعية على القرار، مشيراً إلى أنه جاء نتيجة العديد من الأخطاء التي ارتكبها آلان.
وأوضح أن القرار صدر من داخل التيار، مبرزاً عدم قبول النائب عون للملاحظات وتفرده بأمور أضرت بالتيار ورفضه تصحيح الأخطاء.
وبات من المعروف أن آلان عون لم يكن على توافق مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل حتى قبل تسلم الأخير رئاسة الحزب.
وأظهرت الانتخابات النيابية لعام 2009 بوضوح غياب الكيمياء بين الشخصيتين، حيث حلّ آلان عون في المرتبة الأولى في الاستفتاء على الأسماء المرشحة، بينما حلّ النائب السابق حكمت ديب في المرتبة الثانية، والنائب السابق ناجي غاريوس في المرتبة الثالثة، رغم أن ميشال عون كان اختار غاريوس كمرشح أول.
انتظر آلان عون طويلاً عندما تقرر استبعاده من لائحة المرشحين للانتخابات النيابية، لكن تدخل والدته لدى شقيقها ميشال عون ساهم في عبور هذه العقبة ودخول البرلمان اللبناني.
من جانبه، شرح الباحث والمحلل محمد شمس الدين في تصريح لـ"العين الإخبارية" تداعيات قرار فصل آلان عون على الانتخابات النيابية.
وأشار إلى أن الحيثية التي يملكها آلان عون تأتي من انتمائه للتيار الوطني الحر، مشدداً على أن موقف الرئيس السابق ميشال عون كان واضحاً في دعمه لهذا القرار، وأن الانتخابات ستثبت حيثية عون وتكرسه لاعبا أساسيا في الدائرة.
واستناداً إلى إحصاءات عدة دورات انتخابية والتحالفات المصاحبة، يرى شمس الدين أن معظم المرشحين يستمدون حيثيتهم من الحزب الذي ينتمون إليه. المثال الأبرز هو نزيه منصور، الذي حصل على 1500 صوت عند ترشحه منفرداً في الجنوب، بينما رفع انضمامه إلى لائحة حزب الله نسبة التصويت إلى حوالي 200 ألف صوت.
وفقاً لشمس الدين، فإن وضع النائب آلان عون الانتخابي بعد قرار فصله سيكون ضبابياً بسبب ضيق خيارات التحالفات. لا يمكنه الانضمام إلى لائحة "حزب الله" من جهة أو لائحة "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" من جهة أخرى. إذا تحالف مع المستقلين، فسيشكل رافعة لهم، لكنه يبقى في دائرة خطر السقوط.
في المقابل، فإن "التيار الوطني الحر" جاهز ببديل لعون وهو فادي بو رحال. ومع ذلك، لا يمكن البناء على تفاعل القاعدة الحزبية مع آلان عون قبل اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي الذي يفصلنا عنه عامان.
من جانبه أكد المحلل السياسي علي الأمين أن إقالة النائب آلان عون من التيار الوطني الحر لن تؤثر بشكل نوعي على مسار التيار، مشيرًا إلى أن التيار يشهد تصدعات منذ فترة طويلة بدأت في منتصف عهد ميشال عون، الذي فشل في تحقيق أي من شعاراته داخل البيئة المسيحية اللبنانية.
وأوضح الأمين أن قوة التيار تعتمد على "دعم وهمي" من حزب الله الذي ساهم في توسعة كتلة عون، وعلى القوة الحقيقية المتمثلة في عصب ميشال عون الذي بدأ يتراجع.
ولفت إلى أن قدرة التيار ستظل قائمة طالما استمر الوزير السابق جبران باسيل في تحالفه مع الحزب، مشيرًا إلى أن خروج آلان عون وآخرين قد يؤدي إلى تشكيل قوة جديدة تواجه ميشال عون. ومع ذلك، توقع الأمين أن تمر هذه المسألة دون تأثيرات كبيرة أو نوعية.
وتأتي أزمة فصل عون فيما يترقب لبنان تصعيدا في المشهد الجنوبي حيث يعتزم حزب الله الرد على مقتل رئيس أركانه فؤاد شكر في غارة إسرائيل على الضاحية الجنوبية قبل أسبوع، الأمر الذي يبدد سحب الأزمة سريعا إذا ما خيمت غيوم الحرب على البلاد.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC42NSA=
جزيرة ام اند امز