لبنان تحت المجهر الفرنسي بموفد خاص.. التوقيت والدلالة؟
في مسعى جديد نحو حل "توافق وفعال"، سمى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان موفدا خاصا إلى لبنان، عدها محللون ضمن محاولات تسريع حل الأزمة السياسية.
ووفق مسؤول في الرئاسة الفرنسية فإن لودريان (75 عاما)، الذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة خمسة أعوام (2017- 2022)، سيكلف بالمساعدة في إيجاد حل "توافقي وفعال" للأزمة اللبنانية التي تفاقمت خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020".
لودريان "يخطط إلى الذهاب إلى لبنان قريباً جداً" بحسب فرانس برس، التي أشارت إلى أن ماكرون طلب منه "أن يقيّم له سريعاً الوضع" في هذا البلد.
يأتي ذلك بعد أيام من دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية ظهر الأربعاء 14 يونيو/حزيران الحالي، هي الـ12، بعد إخفاق المجلس على مدار 11 جلسة في انتخاب رئيس جديدة للبلاد منذ 29 سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب انقسام القوى السياسية، وإصرار حزب الله على فرض مرشحه الوزير الأسبق زعيم تيار المردة سليمان فرنجيه.
وجاء إعلان بري عن الجلسة الـ12 بعد توقف دام لأكثر من أربعة أشهر عن انعقاد جلسات انتخاب رئيس جديد للبلاد، حيث كانت آخر الجلسات في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتوقف بعدها رئيس المجلس عن الدعوة لجلسات جديدة لحين التوافق على مرشحين جديين للانتخابات.
رغبة أوروبية بتسريع الحل
وفي تعقيبه على تسمية "لودريان" موفداً خاصاً إلى لبنان، قال فادي عاكوم المحلل السياسي اللبناني في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن الأمر يعني أن فرنسا تضع لبنان تحت المجهر، كون لورديان على علاقة وثيقة مع كافة الأطراف، ويمسك بتفاصيل الملف بشكل أكبر من غيره من السياسيين الفرنسيين.
"عاكوم" أكد أن هناك إرادة أوروبية وفرنسية لإنهاء الملف الرئاسي سريعا، مشيرا إلى أن التدخل الفرنسي الحالي قد يستهدف دفع النواب الذين يقفون في منطقة وسط لحسم اختيار أحد المرشحين، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاقتصاد اللبناني.
ونوه المحلل السياسي اللبناني إلى أن تعيين موفد بهذا الحجم والمكانة تعني رسالة بأن بيروت تحتل مكانة كبيرة في السياسة الفرنسية، إضافة إلى رغبة الأخيرة بالبقاء في الداخل كعامل مؤثر، خصوصا بعد التطورات على الصعيد الإقليمي والدولي.
إنهاء أزمة انتخاب الرئيس
من جانبه، أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية بحزب القوات اللبنانية ريشار قيومجيان، في تصريح مقتضب لـ"العين الإخبارية"، أن القرار الفرنسي الجديد يأتي في سياق الجهود الفرنسية لمساعدة لبنان في تخطي أزماته، وإنهاء أزمة انتخاب رئيس جديد للبلاد.
ونبه مراقبون إلى أن الخطوة الفرنسية جاءت كنتيجة مباشرة للقاء الذي جرى مؤخرا بين البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي أدت إلى تحولات في الموقف الفرنسي من الاستحقاق الرئاسي، حيث انتقل الملف من السفير باتريك دوريل إلى لودريان المعروف بقدرته وخبرته السياسية والدبلوماسية ونجاحه في إدارة الأزمات.
وينتقد مسؤولون لبنانيون، بعضهم زار باريس مؤخراً، فرنسا لدعمها -وفق قولهم وتقارير عدة- وصول فرنجية الى الرئاسة، الأمر الذي ينفيه دبلوماسيون فرنسيون.
وقبل أيام، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وأكد ماكرون دعمه "الجهود" التي يبذلها رأس الكنيسة المارونية لإخراج لبنان من "المأزق السياسي"، مطالباً كلّ القوى في البلد الغارق في الأزمات بانتخاب رئيس للجمهورية "بدون تأخير".
وبحسب الرئاسة الفرنسية، فقد شدّد ماكرون على أن "الانسداد" الراهن في لبنان يمثّل "عقبة" أمام الإصلاحات "التي بدونها لا يمكن أن يكون هناك نهوض واستقرار دائم للبنان".
وتقود باريس منذ أشهر حراكاً من أجل حض اللبنانيين على الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد وإجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم مالي دولي يخرج بلادهم من أزمته الاقتصادية المتفاقمة منذ 2019.
وفي فبراير/شباط الماضي، عقد ممثّلو خمس دول معنيّة بالشأن اللبناني بينها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية اجتماعاً في باريس من أجل مناقشة الوضع في لبنان، من دون تحقيق أي تقدم.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز