في ضاحية بيروت الجنوبية.. السكان فوجئوا بوجود مكتب لحماس
مبنى متواضع يقع في شارع مكتظ بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، لكنه لا يوحي أبدا بأنه يضم مكتبا لحماس.
وفي ذلك الشارع الذي ارتفعت وتيرة الازدحام فيه، انتشرت عناصر من الجيش اللبناني ومسعفون اليوم الأربعاء أمام المبنى المتضرر الذي استهدفته الضربة المنسوبة إلى إسرائيل وأودت بحياة قياديين بحركة حماس، وفاجأت السكان الذين لم يعلموا بوجود مكتب للحركة الفلسطينية به.
ومساء الثلاثاء، قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري مع ستة أشخاص آخرين من بينهم قياديان بجناحها العسكري، في الضربة التي يرجح أنها من طائرة مسيّرة، وأدت إلى تدمير طابقين بالكامل من المبنى المتواضع.
وتعد الضاحية الجنوبية معقلا لحزب الله اللبناني، والذي تربطه علاقة وثيقة بحماس.
وصباح اليوم الأربعاء، كان الجيش اللبناني يفرض طوقا أمنيا في منطقة الانفجار، بينما تم تسجيل تواجد كثيف لعناصر من الحزب بزيّهم الأسود.
وقال مسؤول من حزب الله في المكان رفض الكشف عن اسمه إن "ثلاث ضربات من مسيّرات إسرائيلية استهدفت المبنى"، مؤكدا سقوط 7 قتلى.
وفي أرض خلاء قبالة المبنى حيث سيارة متفحمة وسيارات أخرى تضررت بشكل كبير، كان مسعفون من هيئة صحية تابعة للحزب يجمعون الحطام ويبحثون عن أشلاء بشرية.
لا أحد يعلم
أحمد (40 عاما)، وهو موظف في متجر حلويات مجاور للمبنى المستهدف، ورفض الإفصاح عن اسمه كاملا، قال: "سمعت ثلاثة انفجارات، اعتقدت في بادئ الأمر أنه رعد".
وأضاف "لم يكن أحد يعلم بوجود مكتب لحماس هنا".
وتحيط بالمبنى متاجر ومبانٍ سكنية وعيادات. وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، كان المبنى يستضيف لدى وقوع الضربة، اجتماعا لتنظيمات فلسطينية.
وفي جادة قريبة، يعمل تجار على رفع حطام الزجاج المتناثر جراء الضربة.
من جهته، قال الإعلامي محمد برجي (46 عاما) "كنت عند طبيب الأسنان على بعد أمتار"، وندد بتنفيذ عملية اغتيال في وسط منطقة سكنية.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وأسفر ذلك عن مقتل 165 شخصا على الأقل في الجانب اللبناني، من بينهم 120 عنصرا من الحزب.
"لسنا ساحة حرب"
من جهته، قال النقيب علي فران قائد شرطة اتحاد بلديات الضاحية لفرانس برس: "نحن لسنا ساحة حرب هنا، ساحة الحرب على الحدود".
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التقى العاروري -الذي ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في الضفة الغربية بين عامي 1991 و1992- بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، يعقد مصطفى حمدان، أحد أبرز مسؤولي حركة حماس، مؤتمرات صحفية شبه يومية في قاعة على أطراف الضاحية الجنوبية ببيروت.
ويقيم عدة قياديين من حماس في المنفى واستقروا في لبنان بحماية من حزب الله.
ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي مباشرة على مقتل العاروري، لكنه أكد أنه "يستعد لكل السيناريوهات".