أسبوع على استقالة الحريري.. هل يسبق الغموض حربا بلبنان؟
الوضع اللبناني يزداد غموضاً مع مرور أسبوع على استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض.
يزداد الوضع اللبناني غموضاً مع مرور أسبوع على استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض، ثمة اجتماعات يجريها مفتي الجمهورية عبداللطيف الدريان، ومشاورات رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون للبحث عن مخرج وحلول، لكن حتى الآن لم تصل هذه الاجتماعات إلى نتيجة، فيما يؤكد عون أنه لايزال بانتظار عودة الحريري لشرح ملابسات الاستقالة.
السلطة اللبنانية غير قادرة على مقاربة الأزمة
التقى رئيس الجمهورية ميشال عون البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يتوجه في زيارة إلى السعودية مطلع الأسبوع المقبل، وسيجتهد للقاء الحريري والوقوف على رأيه، كما سيقوم الرئيس اللبناني غداً بلقاء سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من السفراء العرب، وذلك للبحث معهم في أفق سحب فتيل الأزمة والتوتر، وإيجاد مخرج لهذه الأزمة. إلا أن كل هذه المحاولات بحسب المحلل السياسي كمال ريشا، لن تأتي بفائدة، فالسلطة اللبنانية غير قادرة على تقديم مقاربة جدية لهذه الأزمة.
ويقول ريشا في حديث خاص لـ"بوابة العين الاخبارية": "لا يزال المسؤولون اللبنانيون يدورون حول أنفسهم، ويقاربون مواضيع لا علاقة لها بحقيقة الأزمة، ولا البحث في أسبابها الحقيقية وظروفها الإقليمية والسياسية، المشكلة ليست دستورية ولا إجرائية، هي مشكلة سياسية كبيرة، ويجب التعاطي معها على هذا الأساس".
وعن أسباب الأزمة، يقول النائب نبيل دو فريج لـ"بوابة العين الإخبارية": "إن المواقف الإيرانية والتدخلات بالشأن السياسي اللبناني، والتطاول على السيادة، إضافة إلى محاولات التطبيع مع سوريا من قبل حلفائهم في لبنان، والزيارات التي قام بها بعض الوزراء إلى دمشق، شكلت طعنة في ظهر رئيس الحكومة سعد الحريري، وهذا ما أدى إلى طفح الكيل، فكانت الاستقالة".
أما وزير التربية مروان حمادة، فأشار، في حديث خاص، إلى ضرورة التوقف عند نصّ استقالة الحريري وليس فقط عند الشكل، لأن الأساس يبقى في المضمون وفي المشكلة الأساسية التي أدت إلى هذه الأزمة، لافتاً إلى أن "الحكومة أخفقت في الملفات التي ترسّخ الوحدة الوطنية وتستعيد الثقة، وتراجعت وفق المؤشرات الاقتصادية والمالية".
حرب تلوح في الأفق؟
شكلت دعوة المملكة العربية السعودية رعاياها لمغادرة لبنان في أقرب فرصة،في خطوة اتخذتها أيضا الإمارات والكويت، وعدم التوجه إليه من أي وجهة دولية، إنذارا حادا بأن الأمور متجهة نحو الأسوأ، وأن حربًا تلوح في الأفق.
وهنا لا يستبعد ريشا إمكانية توجيه ضربة عسكرية ضد حزب الله، معتبراً أن "الإجراءات ستكون متصاعدة ومتتابعة، إجراءات اقتصادية ومالية، وقد تصل إلى حدّ طرد لبنانيين من السعودية، لا سيما الذين يدينون بالولاء لحزب الله أو من يدعمه ويواليه". أما عن دعوة السعوديين إلى مغادرة لبنان، فهذا "يعني احتمال حصول عمليات عسكرية، أو تخوّف من توتر أمني على الساحة اللبنانية من جهة، بالإضافة إلى اعتبار هذا الإجراء، خطوة أولى على طريق مقاطعة لبنان من جهة ثانية".
الحريري مطالب بالعودة إلى لبنان
وفي ظل عدم وضوح الرؤية اللبنانية، برز موقف آخر لتيار المستقبل، المحسوب على الحريري، تسبب في بعض الشكوك، إذ إن البيان أكد انتظار عودة الحريري، وكأنه يتماهى مع موقف "حزب الله" وفريق رئيس الجمهورية، إلا أن مصادر في كتلة المستقبل تؤكد لـ"بوابة العين" أن هذا الموقف ضروري، لأنه ليس لدى التيار معطيات حول حقيقة الأمر، وليس لديه معلومات، ولذلك لا يمكن اتخاذ موقف آخر سوى انتظار الحريري.
وفي هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي علي الأمين لـ"بوابة العين الإخبارية"، أن موقف تيار المستقبل مفهوم في ظل غياب المعطيات لديهم، "فالحريري لا يريد العودة في هذه اللحظة التصعيدية الحرجة، لأنه لا يريد أن يكون في فوهة المدفع، فهو يرى حرباً كبرى تلوح في الأفق ولا يريد تحمّل أوزارها، خوفاً على مستقبله السياسي، وبما أنه لن يكون قادراً على إحداث أي تغيير فيها، فلذلك يبقى بعيداً؛ لأن الداخل اللبناني سيكون تفصيلًا".
أما الوزير مروان حمادة فقال: "لا أتوقّع أن يعود الحريري إلى لبنان، والنص الذي وضعه الحريري هو إعادة تذكير بما كانت عليه حكومة الوحدة الوطنية، لكن عندما تحوّلت هذه الحكومة، إلى تغطية لانحراف معيّن نحو نوع من توجّه معيّن أو محور في المنطقة، بدأت الأمور تزداد سوءا، وشدّد على أنّه "يجب التوقف عند ما قاله الحريري، والإشاعات لا توصل إلى حل للأزمة اللبنانية. قد نكون في أوائل أزمة وطنية طويلة، والحريري لن يعود عن استقالته".