محللون لـ"بوابة العين": حزب الشيطان دفع بلبنان إلى "نفق مظلم"
استقالة الحريري جاءت من الرياض لتؤكد "التحول الاستراتيجي في السياسة السعودية تجاه لبنان" في ظل توغل إيران عبر حزب الله في شؤونه
دخل لبنان أزمة سياسية جديدة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، من المرجح أن تطول في ظل إصرار مليشيا حزب الله الإرهابي على تسليم البلاد لإيران، وقد تتطور إلى مواجهة عسكرية.
محاولة اغتيال الحريري.. اتهامات تحاصر إيران وحزب الله
هذا ما اتفق عليه محللون سياسيون قامت "بوابة العين الإخبارية" باستطلاع آرائهم بشأن هذه الاستقالة وتداعياتها على لبنان، معتبرين أن "حزب الشيطان" قاد البلاد إلى "نفق مظلم".
ووفق المحلل السياسي علي الأمين فإن استقالة الحريري جاءت من الرياض لتؤكد "التحول الاستراتيجي في السياسة السعودية تجاه لبنان" في ظل توغل إيران عبر حزب الله في شؤونه.
كما رأى أن "هذا ما عبّر عنه المسؤولون السعوديون بشكل واضح، لا سيما الوزير السبهان (ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي). فالسياسة السعودية الجديدة تتسم بمزيد من العقوبات على حزب الله، وإظهار كلفة وجود حزب الله بهذه الصيغة التي باتت تشكل خطرًا على المنطقة، ولاسيما الدول العربية والخليج".
وفي هذا السياق، لفت المحلل السياسي كمال ريشا أنه على اللبنانيين تحديد موقفهم بشكل واضح "لأن المواجهة بدأت بالتصاعد، والمعطيات تفيد بأن الهدف هو إظهار حجم كلفة حزب الله على لبنان، وحجم المخاطر التي يتسبب بها عليهم بفعل نشاطاته الخارجية".
أما رئيس المركز العربي للحوار والدراسات، الشيخ عباس الجوهري، فرأى أن "المنطقة ككل أمام مشهد توغل للدور الإيراني، واستيقاظ متأخر من قبل العرب الذين تنبهوا لضرورة أن يقفوا أمام مصالحهم".
وعلى هذا دعا إلى لغة الحوار والتعقل "لأن المنطقة إذا ما ذهبت إلى التفجير الكامل، سوف يدفع الجميع أثمانا باهظة.".
أما ريشا فرأى أن الهدف الأساسي هو "إعادة تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، ومنع إيران من تحقيق المزيد من التوسع والتأثير في الدول العربية وإثارة القلاقل فيها، لأنها وصلت إلى مكان تريد من خلاله تهديد الأمن القومي للدول العربية، وبالتالي فإن أي خطوة عربية تتخذ تأتي في سياق الدفاع عن النفس وعن الأمن القومي الخليجي والعربي".
في حين لفت الجوهري إلى أن "لإيران أطماع في عمق ومدى استراتيجي أبعد من جغرافيتها، وعملت بشكل دقيق من أجل الوصول إلى استحكام قبضتها على بعض العواصم العربية، رافعة في ذلك شعارات مذهبية وشعارات تخص الصراع مع إسرائيل".
وكان الوزير السعودي ثامر السبهان قال الأسبوع الجاري خلال مداخلة على قناة العربية، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أبلغ رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري تفاصيل عدوان حزب الله على السعودية، مشدداً على ضرورة أن تعي الحكومة اللبنانية خطر مليشيات حزب الله على السعودية.
وأكد السبهان أن مليشيات حزب الله تشارك في كل عمل إرهابي يهدد المملكة، مؤكداً أن الرياض ستستخدم كل الوسائل السياسية وغيرها لمواجهة حزب الله الإرهابي واصفاً إياه بـ"حزب الشيطان".
الحكومة المقبلة
سياسياً، لن يغامر حزب الله بتشكيل حكومة جديدة تُحسب عليه، وفق ما قال الأمين لأن حزب الله يهرب دائما من تحمل المسؤولية، بمعنى أنه مهتم بوجود حكومة يسيطر عليها ويتحكم بقراراتها، لكنه يرفض أن يكون في واجهتها على قاعدة "لي الغنم ولكم الغرم".
أما ريشا فاعتبر أن كل الكلام عن تشكيل حكومة جديدة "هو للهروب من الواقع ومن مواجهة حقيقة الأمور، لأن أي حكومة ستضم حزب الله أو ستكون موالية له، يعني أن ذلك سيتسبب باتخاذ إجراءات مالية واقتصادية بحق لبنان، وهذا هو مضمون كلام الوزير ثامر السبهان الذي قال إنه سيتم التعامل مع أي حكومة لبنانية بأنها حكومة إعلان حرب على السعودية".
وعن احتمال توجيه ضربة عسكرية لحزب الله ردّ الأمين بأن "المسار الدولي والإقليمي بعد نهاية داعش وضع أولوية أساسية عنوانها النفوذ الإيراني في المنطقة، وخصص حزب الله بشكل واضح وصريح كهدف في المرحلة المقبلة".
وذكّر بما جاء من تصريحات أمريكية خلال إحياء ذكرى تفجير مقر المارينز في بيروت عام 1983، إلى جانب قمة الرياض التي جمعت الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بأكثر من زعيم دولة عربية، ووضعوا تنظيم داعش إلى جانب إيران، إضافة إلى العقوبات التي صدرت عن الكونجرس الأمريكي ضد إيران وحزب الله".
وفي هذا الإطار قال الجوهري: "لا شك أننا نسمع طبول الحرب منذ أشهر، ونحن نرى أن هناك قرارًا دوليًا في مقاضاة حزب الله وإيقاع القصاص به".
واختتم بقوله: "قبل الاستقالة كان الجميع ينظر إلى الاستحقاقات الديمقراطية الانتخابية كسبيل للتغيير الطبيعي والسلمي والديمقراطي والشرعي، عبر صندوق الاقتراع، لكن عندما تنشب الأزمات وتشتد العصبية يصبح التعويل على الانتخابات ضربًا من المزاح، فالحرب إذا اندلعت لن توفر (تترك) أحدا، وفي آخر المطاف لن يكون أمام العرب إلا أن يواجهوا هذا التوغل الإيراني في المنطقة العربية".