"لا تقاطعوا الانتخابات".. صرخة ضد حزب الله في لبنان
تتوالى الدعوات السياسية والدينية لعدم مقاطعة الانتخابات النيابية المقررة الشهر الجاري في لبنان، لمنع انفراد حزب الله بالسلطة.
ومع إجراء انتخابات المغتربين في اليومين الماضيين، وبدء العد العكسي للانتخابات النيابية في لبنان، تتوالى الدعوات لعدم مقاطعة الاستحقاق على لسان مسؤولين وسياسيين ورجال الدين.
وتتركز الدعوات بشكل أساسي في أوساط الطائفة السنية، بعد أن أثر تعليق رئيس "تيار المستقبل" ورئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، عمله السياسي، سلبا على القاعدة الشعبية للأحزاب السنية، وتراجع الحماس للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي في 15 مايو/أيار الجاري.
نشاط المفتي
وفيما يحرص مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، بشكل دائم على الدعوة للاقتراع بكثافة، كان آخرها في خطبة عيد الفطر المبارك، تشدد شخصيات سنية أخرى وطوائف أخرى معارضة لـ"حزب الله"، على أهمية المشاركة في الانتخابات، لعدم ترك المجال لحزب الله للانفراد بالسلطة والسيطرة بشكل أكبر على قرار الدولة في لبنان.
وكان دريان حازما في دعوته، حيث حذّر من "خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات أو انتخاب الفاسدين السيئين"، داعيا إلى المشاركة الكثيفة، وقول الحق في ورقة التصويت".
وفي الإطار نفسه، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمشاركة بكثافة في الانتخابات، والتعبير عن الرأي عبر التصويت، وقال في مقابلة عبر "تلفزيون لبنان الرسمي": "فليعبّر كل شخص عن رأيه في الانتخابات وهذا الأمر يعني كل اللبنانيين".
وتعتبر شخصيات معارضة لـ"حزب الله"، وخبراء في الانتخابات أن مقاطعة الانتخابات بشكل عام، وفي الطائفة السنية بشكل خاص، ستصب في مصلحة المليشيات التي تبذل جهودا لتوسيع تمثيلها والحصول على أكبر عدد من النواب في البرلمان المقبل، بحيث تصبح قادرة على الإمساك بصنع القرار.
تحذير قوي
من جهته، أثنى رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة على موقف دار الافتاء من الاقتراع، وقال في حديث تلفزيوني: "الموقف الذي يتخذه المفتي ودار الفتوى كان موقفاً جيداً، ليضع حداً لهذا الضياع بشأن المشاركة بكثافة في الاقتراع"، داعيا إلى "دفع هذه الإرادة الوطنية الجامعة للبنانيين من أجل النزول والمشاركة في الاقتراع".
فيما أكد الوزير السابق أشرف ريفي في حديث تلفزيوني أن "مقاطعة الانتخابات من قبل السنة ستصب في خانة محور حزب الله"، ورأى أن رئيس الحكومة الأسبق الحريري ارتكب "خطيئة" حين دعا لمقاطعة الانتخابات النيابية.
وحذّر ريفي من عدم المشاركة في الاقتراع، وكتب على حسابه في "تويتر": "من يدعو السُّنة إلى مقاطعة الانتخابات النيابية، إنما يخدم المشروع الآخر"، أي مشروع "حزب الله".
وأضاف ريفي في حديث تلفزيوني لاحق: "الحريري ارتكب خطيئة حين دعا لمقاطعة الانتخابات النيابية، وهي إذا حصلت ستصب في خانة محور حزب الله".
وبالإضافة إلى الطائفة السنية، تجمع المرجعيات في طوائف أخرى على ضرورة المشاركة في الاقتراع، وهو ما عبّر عنه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ سامي أبي المنى، بعد لقائه مفتي لبنان، قبل يومين.
وشدد أبو المنى على أن "المشاركة في الانتخابات واجب وطني من أجل المساهمة في إنقاذ البلد، وتحقيق التغيير المطلوب والعودة إلى القيم الوطنية والروحية التي بني عليها لبنان، والتي لا نريد له أن يتخلى عنها".
دور البطريرك
كذلك، يلعب البطريرك الماروني بشارة الراعي والمطارنة الموارنة دورا أساسيا في حث المواطنين على الاقتراع، علما بأن الراعي يدعو بشكل دائم إلى ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وتطبيق الحياد، وأهمية الانتخابات في تحقيق التغيير في لبنان.
وفي آخر اجتماع لهم قبل يومين، شجّع المطارنة الموازنة في بيان، جميع المواطنين على الاقبال بكثافة على ممارسة حقهم الدستوري، بضمير واع والتزام وطني صادق، من أجل اخراج البلاد من الإنهيار الذي يداهمها".
كذلك تتوافق أيضا توقعات الخبراء في الانتخابات مع ما يحذّر منه السياسيون المعارضون لـ"حزب الله"، إذ يجمعون على أن حزب الله سيكون المستفيد الأول من المقاطعة، بشكل مباشر عبر الحصول على عدد أكبر من نواب كتلته في البرلمان التي بلغت في البرلمان السابق 13 نائبا، أو بشكل غير مباشر عبر حلفائه الذي يشكل معهم الأكثرية النيابية.
وجرت المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين في عشرة دول الجمعة الماضي، وتجرى اليوم الأحد في 48 دولة، على أن يكون الحدث الأكبر في 15 مايو/أيار، مع إجراء الاقتراع في الداخل اللبناني.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4yMzEg جزيرة ام اند امز