الراعي ينتقد "مسيرات حزب الله" ويصف تأجيل تأليف الحكومة بـ"التخريبي"
انتقد البطريرك الماروني بشارة الراعي، قيام حزب الله بإطلاق المسيرات باتجاه حقل كاريش النفطي، كما رفض التلاعب باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، ووصف تأجيل تشكيل الحكومة بأنه عمل تخريبي.
ودعا الراعي، خلال حديثه في عظة الأحد الأسبوعية، إلى "انتخاب رجل دولة فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب"، معتبرا أن "عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية هو عمل تخريبي يؤدي إلى إبقاء قوى الأمر الواقع متحكمة بالقرار الوطني وبمصير لبنان"، في إشارة إلى حزب الله.
وتحدث الراعي عن ثلاث مشكلات يعانيها لبنان؛ إحداها "المراوغة واللامبالاة المستمرة في موضوع تشكيل الحكومة"، موضحا في هذا الصدد أن "عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية، وتتمتع بالصفة التمثيلية وطنيا وسياسيا وميثاقيا لهو عمل تخريبي".
كما أوضح أن "ترك البلاد بلا حكومة في نهاية عهد وعشية الاستحقاق الرئاسي، يؤدي حتما إلى إضعاف الصفة التمثيلية للشرعية اللبنانية كمرجعية وطنية للتفاوض مع المجتمع الدولي. فتبقى قوى الأمر الواقع تتحكم بالقرار الوطني وبمصير لبنان".
ورأى رجل الدين اللبناني أنه "من شأن ذلك أن يزيد انهيار الدولة وغضب الناس، كما من شأنه أن يجعل صراعات المنطقة وتسوياتها تتم على حساب لبنان كما جرت العادة في العقود الأخيرة".
ويأتي كلام الراعي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة، فيما لا يزال المسؤولون يتسابقون على الحصص الوزارية لتأليف الحكومة بعد أكثر من أسبوعين على إعادة تكليف نجيب ميقاتي بتأليفها.
صفات الرئيس القادم
وفي موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة قال الراعي: "نرفض أيضا مع شعبنا التلاعب باستحقاق رئاسة الجمهورية. نتمسك بضرورة احترام هذا الاستحقاق في وقته الدستوري، وانتخاب رئيس متمرس سياسيا وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته. ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحديا لأحد، ويكون قادرا على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية".
وشدد على أن "على جمع المتنازعين الشروع في وضع البلاد على طريق الإنقاذ الحقيقي والتغيير الإيجابي. وتقتضي ظروف البلاد أن يتم انتخاب هذا الرئيس في بداية المهلة الدستورية أي في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، لا في نهايتها ليطمئن الشعب وتستكين النفوس وتنتعش الآمال".
"تشويش" حزب الله
وحول قضية النزاع بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية انتقد الراعي مسيرات حزب الله التي أطلقها قبل أسبوعين وكادت تطيح بالمفاوضات بين البلدين، قائلا: "المشكلة الثانية، هي متابعة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فيتمكن لبنان من استخراج الثروات النفطية والغازية الموعودة من دون أي انتقاص من حقوقنا الواضحة منذ تأسيس دولة لبنان الكبير".
واعتبر أن "نجاح هذه المفاوضات يتوقف أساسا على متانة وحدة الموقف اللبناني وراء الشرعية، وعلى عدم التشويش عليها وتعريضها للفشل في ظرف دقيق للغاية. لا تستطيع الدولة أن تفاوض، وآخرون يمتحنون المفاوضات عسكريا. فرغم التطمينات الدولية التي تردنا، لا أحد يستطيع التنبؤ بما إذا كانت المنطقة عشية أحداث عسكرية أو سلمية، لكنها بالتأكيد عشية تطورات معينة. لذلك تقتضي مصلحة لبنان العليا تحييد ملف المفاوضات الحدودية عن اللعبة السياسية والاستحقاقات الداخلية والصراعات الإقليمية، إذ حان الوقت ليلتف جميع الأطراف حول مصلحة لبنان".
وكانت إسرائيل أعلنت مؤخرا، اعتراض ثلاث مسيّرات تابعة لحزب الله اللبناني كانت متّجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط.
وأتت هذه المسيرات في وقت تستمر فيه الجهود لاستئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية، التي كانت قد بدأت في مايو/أيار عام 2020 بوساطة أمريكية.
وصفة لانقطاع الكهرباء
أما المشكلة الثالثة، بحسب الراعي، فهي الطاقة الكهربائية، الأزمة التي يعاني منها لبنان منذ سنوات طويلة من دون أن يتمكن المسؤولون من إيجاد حل لها، وأوضح قائلا: "من الممكن تأمين الإنتاج حتى عشر ساعات يوميا، قبل إنشاء معامل للإنتاج، كما نعرف من أوساط الوزارة المعنية. وهذا يقتضي ثلاثة أمور: تأمين الفيول وبخاصة من مصر والجزائر، رفع التعرفة بما يتناسب مع الكلفة والجباية الصحيحة والشاملة. كل ذلك يحتاج إلى توافق سياسي ودعم من جميع الأطراف وبخاصة من أجل ضمانة الجباية الشاملة وعدالة التوزيع".
وأثنى الراعي على مجيء المغتربين إلى لبنان للسياحة في فصل الصيف قائلا: "من مدعاة الرجاء والفرح أن يأتي اللبنانيون من سائر بلدان الانتشار وبأعداد كبيرة لتمضية فصل الصيف في ربوع لبنان رغم الحال الدقيقة التي يمر فيها وطننا ورغم معوقات الحياة اليومية، وهذا يدل على تعلق الشعب بوطنه في جميع الظروف الحلوة والسيئة".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA=
جزيرة ام اند امز