لبنان "مرفأ" والفساد "متفجرات".. كيف لخص انفجار بيروت واقع البلاد؟
قال نشطاء لبنانيون إن الفساد الذي فاق الحدود، والمليشيا المسلحة ركعا لبنان، وتحدثوا عن تلخيص مشاكل البلاد في انفجار مرفأ بيروت.
واستنادا إلى بيانات البنك الدولي، ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير السبت، أنه "منذ عام 2019، فقدت عملة لبنان أكثر من 90% من قيمتها، وعلقت مدخرات اللبنانيين في البنوك التي فرضت ضوابط تقديرية على رؤوس الأموال، كما دفع الانهيار المالي نصف السكان إلى ما دون خط الفقر".
وأضافت الشبكة الأمريكية أن "الاضطرابات السياسية فاقمت الأزمة، إذ استقالت الحكومة بعد انفجار مئات الأطنان من نترات الأمونيوم" التي تجاهلها المسؤولون بمرفأ بيروت، وأساءوا التعامل معها لسنوات؛ الأمر الذي خلف أكثر من 200 قتيل وآلاف المصابين.
وأشارت الشبكة إلى أن "قلب بيروت ما زال مشوهًا مع عدد لا يحصى من المباني المتضررة والمدمرة".
وبعد شهور من المشاحنات السياسية، تقف النخبة الحاكمة أمام طريق مسدود وتغلق أفق تشكيل حكومة جديدة. ويلقي البعض باللوم، على نظام تشارك السلطة في البلاد، الذي يخصص المقاعد بحسب الطائفة الدينية.
في المقابل، يريد جيل جديد من النشطاء، الذي ولد من رحم الانتفاضة الشعبية التي بدأت بمظاهرات في خريف 2019، والمعروفة باسم ثورة 17 أكتوبر/تشرين الأول، قلب هذا النظام السياسي الطائفي، وتوحيد الطوائف الدينية المتنوعة في لبنان.
وقال أبو عبده: "ما يجعلنا مختلفين هو أننا ليس لدينا بالفعل أي انتماء لأي فئة سياسية.. نساعد الجميع، وليس لدينا تمييز"، مضيفا "نساعد حقًا أي شخص ينتمي للمجتمع لأن هذه هي الطريقة التي نبني بها مجتمع أفضل".
وأضاف أن مشاكل لبنان معقدة، لكن السبب الرئيسي بسيط؛ وهو الفساد.
وفي أعقاب انفجار المرفأ، انتقد حسان دياب، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء المؤقت لحين تشكيل الحكومة، النخبة السياسية للبلاد بسبب دعمها "جهاز فساد أكبر من الدولة".
ويرى مراقبون أن "إخفاقات هذا النظام الفاسد الذي لا يخضع للمساءلة هي التي أدت في النهاية للمأساة الحالية".
ونقلت "سي إن إن" عن الصحفي الاستقصائي اللبناني البارز، رياض الكبيسي، قوله: "ما حدث في الرابع من أغسطس/آب (انفجار مرفأ بيروت) هنا في لبنان هو أن الفساد انفجر حرفيًا في وجهنا".
وأضاف: "(المرفأ) هو صورة مصغرة للنظام اللبناني بأكمله. قائم على الرشوة. قائم على المحسوبية".
وطبقًا لمؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية، يحتل لبنان المرتبة الـ149 من بين 180 دولة، مما يشير إلى مستويات مرتفعة من الفساد.
وألقى البنك الدولي باللوم في الكساد الاقتصادي على "النقص المتعمد في إجراءات السياسة الفعالة من قبل السلطات"، وذلك خلال تقريره لخريف عام 2020.
ويتراوح الفساد ما بين رشاوى بسيطة إلى مخطط "بونزي" المعقد، حيث يملك العديد من الساسة حصة بالبنوك التي تقدم القروض إلى الدولة بمعدلات فائدة مرتفعة لإعادة بناء البنية التحتية للبنان بعد الحرب الأهلية.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن الغضب حيال النظام تم تصويره من خلال رسومات جرافيتي على العديد من الحواجز الخرسانية حول البرلمان.
وتظهر كلمات مكتوبة مثل "مافيا" و"مليشيا" وبجانبها سؤال: "إن لم يكن الآن، متى؟".
وقال الكبيسي: "آمل أن يتمكن شعبي تدريجيًا من مساءلة هذه الطبقة السياسية. لا أتوقع تغييرا جذريًا. أتوقع تغييرا تدريجيا، وإصلاحات هيكلية ستحدث على مدار عقود زمنية، لكنها ستحدث في نهاية المطاف".
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز