مزحة وسيناريو كابوسي.. رئاسيات لبنان تنتظر الجولة الرابعة
"أطرف ما في انتخابات الرئاسة، ادعاء جميع الكتل رفض الفراغ" و"مسرحية لا تخلو من المزاجية، أو الاحتفال السعيد"
هكذا قرأ رجال سياسة ودين في لبنان، وقائع الاستحقاق الرئاسي بعد فشل التكتلات النيابية في انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد 3 جلسات نيابية، فيما ينتظر لبنان جلسة رابعة غدا الإثنين، لن تختلف عن سابقيها، وفقا لمراقبين.
ويعقد مجلس النواب غدا الإثنين، جلسة رابعة؛ لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وسط ترجيح سيناريو مشابه للجلسات السابقة في ظل فشل النواب في التوافق على مرشح حتى الآن، وسط أزمة مالية خانقة.
وفي توصيفه للوضع الحالي، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن "أطرف ما في الانتخابات الرئاسية هو أن جميع الكتل والنواب يدعون أنهم لا يقبلون الفراغ، ويشددون على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، في حين أن ما يقومون به لا ينطبق أبداً مع ادعاءاتهم"،
وأشار جعجع خلال لقائه وفداً من الطلاب بالجامعة اليسوعيّة، في المقر العام للحزب، اليوم الأحد، إلى أنه "لم يتمكن حتى اللحظة من فهم شعار من خارج الاصطفافات" الذي يتحدث عنه البعض.
وأوضح: "لا أدري من أين أتى هذا الطرح لأنه بمثابة كلام حق يراد به باطل، باعتبار أن الآراء المختلفة هي التي تؤدي إلى الاصطفافات؛ لأن الناس لا تولد في اصطفاف معين".
وأردف: "هناك مشروعان في البلاد، وانطلاقاً من كل مشروع جاء هذا الاصطفاف، وكلما طٌرح رأي في البلاد يصطف البعض حوله، وآخرون يصطفون حول رأي مغاير وهذا أمر طبيعي، ما يعني أن رئيسا من خارج الاصطفافات هو شخص لا رأي له في أي مسألة مطروحة على طاولة البحث في البلاد".
وبحسب ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، جدد جعجع، دعوة النواب الـ22 إلى العودة إلى ضمائرهم، والتفكير ملياً وعملياً بما يجب عليهم القيام به.
وقال في هذا الإطار: "علينا التصرف بالخيار العملي الموجود بين أيدينا، وهنا أطرح سؤالاً أساسياً على هؤلاء النواب: ما هو الخيار الأفضل، الفراغ الرئاسي أم ميشال معوّض؟ ".
والنواب الـ22 هم من النواب التغييريين وبعض المستقلين الذين لم يصوتوا لميشال معوض مرشح حزب القوات اللبنانية في الجلسة الثالثة لمجلس النواب التي عقدت الخميس الماضي.
وأظهرت نتائج فرز أصوات النواب في الجلسة الثالثة، حصول الورقة البيضاء على 55 صوتا و44 صوتا للنائب ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، فيما اختار 17 نائباً أن يصوتوا بورقة كتب عليها "لبنان الجديد"، وصوت نائب واحد لصالح ميلاد بوملهب وتم إلغاء 4 أوراق.
ووفقا لما أسفرت عنه وقائع الجلسات السابقة بالبرلمان، قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي: "من يدقق في تحركات عدد من النواب أثناء الجلسات النيابية الأخيرة، يكتشف فورا أنهم في مسرحية لا تخلو من المزاجية، أو احتفال سعيد يقدمون من خلاله للبنان رئيسا مقبولا من اللبنانيين بعد طول أحزان وأزمات".
وأردف: "قلت رئيسا مقبولا يكون رجل دولة، لا رجل سياسة لا تعنيه إلا مصالحه الخاصة على حساب الخير العام".
وشن البطريرك الراعي هجوما حادا على التكتلات النيابية، لمسؤوليتها عن تعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين أول المقبل.
ومن جهته، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة،إنه: " من المؤسف التسليم بالفراغ والتهديد بما هو أبعد من الفوضى الدستورية والاجتماعية، وكأن هذه الفوضى ستطال فئة دون أخرى، أو ستؤذي مصالح فئة دون أخرى"، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وأضاف: "أليست الفوضى كارثة على كل البلاد وكل المواطنين؟ وماذا نجني من الفوضى سوى المزيد من الفقر والجوع والبؤس واليأس والخراب؟ لذلك تقع على النواب مسؤولية كبيرة، إن أحجموا عن القيام بها يكونون كمن ينحر وطنه".
وأبرز عودة: "أملنا أن يعي الجميع دقة الوضع، وأن يبذلوا كافة الجهود من أجل انتخاب رئيس دون مماطلة أو تعطيل".
وما زال اللبنانيون يبحثون عن مرشح "إنقاذ" توافقي لمنصب رئيس البلاد قبل نهاية المهلة الدستورية نهاية الشهر الجاري.
ولا تلوح حتى الساعة أي بادرة لانفراجة أو الوصول إلى توافق بين القوى السياسية اللبنانية على رئيس جديد، ينتخبه مجلس النواب اللبناني.
وما لم يتم هذا الاتفاق على مرشح توافقي لمنصب الرئيس، فسيكون لبنان على موعد مع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حين شهدت البلاد فراغا رئاسياً استمر لمدة عامين ونصف العام، نتيجة تعطيل "حزب الله" وحلفائه النصاب قبل التوصل لتسوية قادت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز