وزير شؤون النازحين اللبناني لـ"العين": لن نتخلى عن اللاجئين السوريين
وزير الدولة لشؤون النازحين، معين المرعبي، يقول إن "لبنان متضامن مع أشقائه السوريين ولن يتخلى عنهم، ولن يسمح بإعادتهم إلى أراضيهم عنوة".
تعمل الحكومة اللبنانية الجديدة على إعداد دراسة شاملة لمقاربة مسألة اللاجئين السوريين، وذلك في محاولة لمعالجة تداعيات اللجوء المتراكمة، والتي بلغت حدها الأقصى منذ خمسة أعوام.
واستحدث لبنان وزارة جديدة في هذه الحكومة لمتابعة هذا الأمر، وعملت بدورها على تشكيل لجنة خاصة مؤلفة من اختصاصين في الوزارات المعنية، وذلك لإعداد دراسات بالتفاصيل والأرقام حول تداعيات هذا الملف وحجم الخسائر التي يتكبدها كل قطاع بما فيها الصحة والعمل والتربية والبنى التحتية.
ويوجد في لبنان ما يقارب مليوني لاجئ سوري يتوزعون بين مخيمات عشوائية وشقق، لا يقتصر الخدمات الموجهة لهم على التقديمات التي تؤمنها مفوضية شؤون اللاجئين وبعض منظمات الإغاثة الدولية، بل تنسحب على القدرة الاستيعابية للدولة التي تتحمل أعباء هذا الوجود على الصعد كافة.
وفي تصريح خاص لـ"بوابة العين" يقول وزير الدولة لشؤون النازحين، معين المرعبي، إن "لبنان متضامن مع أشقائه السوريين ولن يتخلى عنهم، ولن يسمح بإعادتهم إلى أراضيهم عنوة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية هناك".
وطالب الوزير في الوقت نفسه المجتمع الدولي والجهات المانحة والمعنية بضرورة زيادة الدعم للدولة اللبنانية التي تتحمل أعباء اللجوء.
كما طالب الدول التي تستقبل أعداداً قليلة من النازحين مقارنة مع مساحاتها الشاسعة وعدد سكانها القليل نسبياً، بمد يد العون للبنان الذي يتحمّل ما يفوق قدراته وطاقاته، آملا ألا تبقى الوعود التي تغدق على لبنان حبراً على ورق.
ويعتبر المرعبي أن الرؤية واضحة بالنسبة للخطة المحددة لأزمة النزوح السوري، لكن يجب وضع نقاط إضافية وإقرار ورقة وخطة حكومية للتعاطي مع الموضوع على مختلف الصعد والقطاعات.
وأكد الوزير أنه لا يستطيع القول أن لدى الحكومة اللبنانية خطة لإعادة النازحين إلى سوريا وتتحمل مسؤولية هكذا قرار في ظل المجازر والقصف الذي تشهده بلادهم، فهذا الأمر متروك للأمم المتحدة ومن مسؤولية النظام السوري.
وأشار إلى أن هذه الخطة تأتي بالتزامن مع زيارة أجراها المفوض السامي لشؤون اللاجئبن في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي إلى لبنان، حيث التقى المسؤولين.
وأوضح أن المفوضية تبحث مع الحكومة السورية في وضع مخططات لعودة تدريجية للنازحين السوريين الراغبين بالعودة، مضيفاً أن المفوضية رعت كذلك برنامجاً مع عدد من الدول لاستضافة نازحين سوريين، وقد تحقق حتى الآن استضافة 30 ألف عائلة في كندا وأمريكا.
وخلال لقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون، أشار غراندي إلى أنه "من الواجب تأمين الظروف الأمنية وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار، على الأقل بداية، كي تبدأ الحياة بالعودة تدريجياً إلى هذه المدن التي غدت مدن أشباح".
وتابع "بالنسبة إلينا، فنحن لا نعارض مطلقاً عودة من يرغب في ذلك الآن، بل نتمنى هذا الأمر، ونحن جاهزون لمساعدته. وهذا ما قلته للمسؤولين السوريين الذين التقيتهم. وسنوالي بحث الأمر هنا في لبنان وفي الدول المجاورة الأخرى كالأردن وتركيا".
من جهته اعتبر الرئيس اللبناني أن "بقاء النازحين السوريين في لبنان لا يمكن أن يدوم إلى الأبد. ولبنان ليس في وارد إلزام أي من النازحين العودة في ظروف أمنية غير مستقرة".
وأشار عون إلى أنه "على المجتمع الدولي تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلدهم". واكد أن "لبنان بدأ مرحلة النهوض على رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها والانعكاسات السلبية على اقتصاده نتيجة النزوح السوري، ولاسيما أن عدد النازحين فاق مليوناً ونصف مليون نازح".
هذا ويستعد رئيس الحكومة سعد الحريري للقيام بجولة خارجية لطرح ملف اللاجئين على الدول المعنية، وذلك فور الانتهاء من الدراسات التي يجري إعدادها، من أجل اتخاذ اللازم من إجراءات لتأمين المساعدات للدولة اللبنانية وليس فقط للاجئين من أجل ضمان استمرارها في استضافتهم، لأن خلاف ذلك سيدفع إلى واقع بالغ المرارة على لبنان والنازحين في آن واحد.
كما سيعرض ملف اللاجئين السوريين في لبنان على مؤتمر مجموعة الدعم الدولي المفترض عقده في باريس، علّه يساعد في توفير الدعم المادي بعدما بلغت كلفة النزوح نحو 15 مليار دولار.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg جزيرة ام اند امز