"خط انسحاب".. لبنان يثبت تحفظاته في جولة أممية على الحدود
وسط أجواء من التوتر بين لبنان وإسرائيل، ثبتت بيروت تحفظاتها على الخط الأزرق عند الحدود الجنوبية خلال جولة لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وأكّد منسق الحكومة اللبنانية مع القوات الدولية العاملة جنوب لبنان "اليونيفيل" العميد الركن منير شحادة أن بلاده تتحفظ على 13 نقطة على الخط الأزرق عند الحدود الجنوبية، وذلك خلال جولة ميدانية نظمتها قيادة الجيش على الخط الأزرق لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعتمدين في لبنان.
ونظمت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، الثلاثاء جولة ميدانية على طول الخط الأزرق لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعتمدين في لبنان، برئاسة العميد الركن منير شحادة، وحضور قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن رودولف هيكل وقائد اللواء الخامس العميد الركن إدغار لوندوس وضباط من الجيش. وتخلل الجولة عرض عن الخط الأزرق وتفاصيل نقاط الخلاف المتعلقة به.
وانطلقت الجولة، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية" عند نقطة /بي1/ في رأس الناقورة"، ولدى وصول الوفد الدولي والصحفيين اخترق زورقان حربيان إسرائيليان المياه الإقليمية اللبنانية على مرأى من الوفد الدولي، حيث سجل خرقا فاضحا لزوارق العدو الإسرائيلي عند رأس الناقورة".
وقال العميد منير شحادة في كلمة له إن "لبنان متحفظ على تلك الخروقات ومنها 13 نقطة عند الحدود الجنوبية وهذه النقاط مسجلة منذ اعتماد الخط الأزرق وبالتالي بأنه هو خط انسحاب وليس ترسيم للحدود".
وأعلن أن "ترسيم الحدود تم في العام 1923، قامت به لجنة بوللي نيو كامب، ومن ثم تم تكريسه في اتفاقية الهدنةً في العام 1949".
وشدد على أن "لبنان لا يعنيه ما يحكى عن ترسيم بري وأن هذه الكلمة ليست موجودة في قاموسنا كجيش لبناني وكحكومة لبنانية، فنحن نتحدث عن تثبيت الحدود وإظهار للحدود اللبنانية وليس ترسيم الحدود".
ولفت إلى أن "الخط الأزرق عندما وضع في العام 2000 من قبل الأمم المتحدة وقد جاء في أكثر من مكان لا يتطابق مع الحدود الدولية وأسميناه نحن خط انسحاب وليس خط حدود وبالتالي نحن نسعى لأن يصبح الخط الأزرق متطابقا مع الحدود الدولية".
وأضاف "سنحافظ على حق لبنان في كل حبة تراب من أرضه وهذا ما نقوم به".
والخط الأزرق رسم في العام 2000 من قبل الأمم المتحدة ومن خلال لجنتين منفصلتين الأولى لبنانية - أممية والثانية إسرائيلية – أممية، ليشكل أداة للتحقق من خروج إسرائيل من الأرض اللبنانية.
وتأتي الجولة في وقت تشهد في الحدود توترا بين إسرائيل ومليشيات حزب الله اللبنانية.
واتهمت إسرائيل عناصر حزب الله باختراق متكرر للحدود كما احتجت كذلك على خيام أقامها الحزب في منطقة حدودية.
وتنظر إسرائيل إلى ما يجري على أنه "استفزاز" من قبل الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله، في محاولة لاختبار إسرائيل مع تصاعد الاحتجاجات داخلها على خلفية قوانين الإصلاح القضائي.
ومؤخرا عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة مشاورات أمنية وتقييم للوضع فيما يتعلق بالساحة الشمالية بمشاركة العديد من الشخصيات والقادة في المخابرات والجيش الإسرائيليين، وبينما دعا إسرائيليون إلى الرد عسكريا على حزب الله بشكل محسوب لعدم انجرار الأمور إلى حرب، فإن أصواتا دعت لوساطة طرف ثالث من أجل رسم الحدود البرية بين البلدين، بعد أن تم رسم الحدود البحرية العام الماضي بوساطة أمريكية.