انتخابات الرئاسة والعمق العربي.. رسائل لقاءات ساسة لبنان بسفير السعودية
إنقاذ لبنان من فراغ دستوري بانتخاب رئيس يلبي تطلعات الشعب، وتأكيد أن خلاصه لا يكون إلا بعمقه العربي.
تلك كانت فحوى رسائل ولقاءات السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، اليوم الثلاثاء، مع قوى وتكتلات نيابية، تقدمها ملف الاستحقاق الرئاسي.
وفي ظل تعثر تشكيل الحكومة، يقف لبنان على مسافة 40 يوما من انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون، وسط أوضاع اقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة.
والثلاثاء، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في بلدة معراب، بالسفير السعودي وليد بخاري.
العمق العربي
وعقب اللقاء، قال جعجع إن "الاجتماع مع السفير السعودي كان طويلا وشهد على جولة أفق للمنطقة ولبنان، وجرى التركيز على جوهر الأزمة اللبنانية".
وأوضح:"تحدثنا عن الانتخابات الرئاسية. ولا خلاص للبنان إلا بعمقه العربي".
وأضاف: "لم يتطرق إلى أي أسماء لرئاسة الجمهورية، إنما كان الحديث عن المواصفات، ومن الطبيعي ألا يقبلوا بالتعاطي مع رئيس يدعم الفساد، أو يفضل اللادولة على الدولة"، وفقا لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام.
وأكد جعجع أن "الخلاص الوحيد للبنان تمسك أهله فيه وبدستوره وباتفاق الطائف"، وقال: "أنا لم ألمس إلا اهتماما سعوديا بلبنان، لكن المطلوب دولة للتعاطي معه".
وتابع: "لدينا مقومات للنجاح والإنقاذ، ولكن هذه المقومات لها رجالاتها وباتت المسؤولية علينا لتقديم صورة لبنان الجميلة، لا صورة الفساد والنفايات وتصدير الثورات إلى سوريا والعراق واليمن".
وصفة الاستقرار
كما التقى السفير السعودي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بحضور النائبين تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور، في لقاء استغرق 45 دقيقة.
وقال "جنبلاط" عقب اللقاء إن "السفير بخاري جدد التأكيد على حرص المملكة على الاستقرار اللبناني واتفاق الطائف".
وأضاف: "علينا نحن كلبنانيين أن نقدم على هذه الخطوة ونحترم النصوص الدستورية وننتخب رئيساً".
وشملت لقاءات السفير السعودي، أيضا رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي.
ووفق بيان صادر عن مكتب مخزومي، الثلاثاء، وتلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، شكر النائب اللبناني السفير بخاري على الجهود المبذولة لمد الجسور بين المملكة ولبنان.
وأكد أن "السعودية لم تتوقف يوماً عن مساعدة ودعم لبنان وشعبه، وهي لا تتدخل بشؤونه الداخلية، كما أن المملكة لن تترك لبنان من غير دعم ومؤازرة".
وأشار إلى أن "المملكة تتطلع إلى مستقبل لبنان وتنظر إليه ضمن الخطط التنموية التي تعدها للبنان المقبل"، مضيفا: "أثق أن التغيير آت لا محالة، فالانتخابات النيابية أفرزت طبقة جديدة ولن نسمح باستمرار النهج القائم".
إصلاحات ومخاوف
من جهته، قال بخاري إن "رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المستقبلية والمشاريع التي تعدها المملكة ليست للسعودية فحسب بل للشرق الأوسط كله".
وشدد على أنه "من الضروري أن يباشر لبنان الإصلاحات وإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، مع تمنياتنا بأن ينهض لبنان ويزدهر بعد هذا المخاض الصعب".
وما لم يتم هذا الاتفاق، فسيكون لبنان على موعد مع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حين شهدت البلاد فراغا رئاسيا استمر لمدة عامين ونصف العام، نتيجة تعطيل "حزب الله" وحلفائه النصاب قبل التوصل لتسوية قادت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا.
وفي ظل التوازنات الهشة داخل المجلس النيابي المنبثق من الانتخابات البرلمانية المقامة في مايو/أيار الماضي، يبدو من الصعب تأمين نِصاب قانوني لجلسة انتخاب رئيس للبلاد دون التوصل إلى نوع من الاتفاق أو تسوية معينة بين العدد الأكبر من الكتل النيابية.
ويتطلب انتخاب الرئيس اللبناني حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب أي 86 من أصل 128.