إعادة التسلح على المحك.. ضربة مالية تفقد حزب الله شريان تمويله

فيما يعاني حزب الله من أزمات مالية وعسكرية جراء الضربات الإسرائيلية الأخيرة، مُني بضربة جديدة،
«أجهضت» بعض مساعيه نحو إعادة التسلح، وترميم بنيته التحتية المدمرة.
ضربة تمثلت في إعلان وزارة المالية اللبنانية اعتراض شحنة مالية ضخمة تبلغ 2.5 مليون دولار كانت في طريقها إلى حزب الله، في عملية وصفت بـ«الاستثنائية».
وبحسب وزارة المالية اللبنانية، فإن الراكب القادم من تركيا، والذي كان يحمل الأموال في حقائب ظهر يدوية، تم احتجازه وتسليمه مع المبالغ المصادرة إلى إدارة التحقيقات في المديرية العامة للأمن العام.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن العملية تُعد الأولى من نوعها من حيث الحجم والطريقة، ما أثار تساؤلات حول شبكة التمويل المعقدة التي تعتمد عليها الجماعة المدعومة إيرانياً.
مقصلة العقوبات
ووفقاً لمصادر قريبة من التحقيق، كانت الأموال جزءاً من تحويلات أكبر يجري نقلها عبر قنوات غير رسمية، في محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على حزب الله وإيران. وتزامن الكشف عن العملية مع تصاعد اتهامات دولية لتركيا بدورها كمركز لإعادة تمويل الجماعات الموالية لإيران، عبر شركات وهمية وطرق برية تخترق الحدود السورية.
ماذا تعني العملية؟
يقول السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، لموقع «فوكس نيوز ديجيتال»: «نحن نشهد مؤشرات على أن حزب الله، الذي يتلقى تمويلات من إيران، لا يزال ملتزمًا بإعادة التسلح وإعادة بناء بنيته التحتية المدمرة. هذه محاولة أخرى من طهران لزعزعة استقرار الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن تل أبيب لن تتردد في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد من الشمال.
من جانبه، وصف الباحث الأمني ديفيد داوود، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، العملية بأنها «ضربة موجعة لشبكة التمويل الإيرانية»، مشيراً إلى أن استخدام تركيا كقناة يُظهر قدرة طهران على اختراق الحصار الغربي بأساليب مبتكرة.
وتساءل داوود عن حجم الأموال التي نجحت في المرور سابقاً دون رقابة، قائلاً: «هذا الكشف قد يكون غيضاً من فيض».
وتشير تقارير استخباراتية إلى أن طهران تعتمد على شبكة من الشركات الوهمية في إسطنبول لتحويل الأموال، إضافة إلى طرق برية لنقل الذهب عبر سوريا. ويفسر خبراء عملية الضبط الأخيرة في بيروت كجزء من جهود دولية لقطع هذه المسارات، خاصة مع تشديد واشنطن عقوباتها على البنوك التركية المتورطة في غسل الأموال.
وضع حزب الله
يأتي ضبط الأموال في وقت يعاني فيه حزب الله من أزمات مالية وعسكرية متشابكة. فمن ناحية، تسببت العقوبات الأمريكية والأوروبية المشددة بشل جزء كبير من تدفقاته النقدية، ما دفعه إلى الاعتماد على التحويلات النقدية المباشرة عبر المطارات والحدود.
ومن ناحية أخرى، تواجه قوات الحزب ضغوطاً ميدانية بعد سلسلة من الاشتباكات الدامية مع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، والتي أسفرت عن تدمير أجزاء من بنيته التحتية ومقتل عدد من قادته، بينهم حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية استهدفته في سبتمبر/أيلول الماضي. ومن اللافت أن الحزب لم يصدر أي رد فعل رسمي على الحادثة، في مؤشر محتمل على حالة الترقب التي يعيشها داخلياً.
aXA6IDE4LjExNi4yNy40MyA= جزيرة ام اند امز