اتفاق لبنان.. «الأخ الأكبر» يبقي الباب مواربا وإسرائيل تضغط بالنار
بينما يترقب الشرق الأوسط رد حزب الله اللبناني على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، سعى الجانبان إلى الضغط بالنار لتحسين الموقف.
وتحت القصف الكثيف من قبل الطيران الإسرائيلي على مختلف المناطق جنوبي لبنان، تفقد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قرية كفر كلا جنوبي لبنان.
- «فضائح المكتب» تحاصر نتنياهو.. ومستقبله رهن «دقائق فاصلة»
- «سبت رمادي» من لبنان إلى غزة.. الضاحية «تحترق» وبيت لاهيا «تختنق»
وقال هاليفي إن الجيش الإسرائيلي يواصل القتال، وتنفيذ الخطط، والتقدم أكثر، والهجوم بعمق، وإلحاق أضرار كبيرة جدا بحزب الله، وإنه لن يتوقف إلا عندما يتأكد من توافر الأمن للسكان (في شمال إسرائيل).
وأضاف "حزب الله يدفع ثمنا باهظا مع انهيار سلسلة القيادة، ومقتل العديد من العناصر، وتدمير البنية التحتية، هذا التنظيم سيستمر في إطلاق النار".
وجاءت هذه الزيارة غداة إعلان السلطات اللبنانية دراستها مقترحا أمريكيا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
ويتولى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إدارة المفاوضات، ويطلق حزب الله على زعيم حركة أمل أبرز حلفاء الحزب "الأخ الأكبر".
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق تفاصيل المقترح الأمريكي الذي تسلمه لبنان، وتضمن 12 بندا أبرزها: إقرار إسرائيل ولبنان بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701، إلى جانب قوات اليونفيل سيكون الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في جنوب لبنان، ووفقا للقرار 1701، ومن أجل منع إعادة تأهيل وإعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان ستشرف الحكومة اللبنانية على أي بيع أو إنتاج للأسلحة في لبنان.
ومن ضمن بنود المقترح أيضا تفكك الحكومة اللبنانية أي بنية تحتية مسلحة لا تمتثل للالتزامات الواردة في الاتفاقية، وتشرف الولايات المتحدة ودولة أخرى على الانسحاب الإسرائيلي، إضافة إلى في غضون 60 يوما من توقيع الاتفاق سيتعين على لبنان نزع سلاح أي جماعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان.
ويتضح أن ثمة نقطتين أساسيتين يتحفظ عليهما لبنان، النقطة الأولى هي تشكيل لجنة إشراف على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 تضم عددا من الدول، أما النقطة الثانية فهي مطلب إسرائيل بضمانة أمريكية بأنه سيكون من حقها مهاجمة أهداف قد يقيمها حزب الله في جنوب لبنان دون اعتبار ذلك انتهاكا للاتفاق.
توسيع دائرة النار
في الأثناء، وسع الجيش الإسرائيلي من حلقة النار على مختلف المناطق في الجنوب اللبناني، إذ وجه إنذارا بإخلاء عدد من المباني في مناطق برج الشمالي، ومعشوق الحوش شرقي صور بجنوب لبنان.
كما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف للمرة الثالثة مقرات عسكرية لحزب الله بضاحية بيروت الجنوبية، وشدد على أن المنظومة الأمنية قررت زيادة حدة الغارات الجوية بهدف دفع حزب الله إلى قبول المقترح الأمريكي للتسوية.
توقيت الرد اللبناني
ومن التصعيد العسكري إلى دبلوماسية وقف إطلاق النار، نقل إعلام محلي عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله إنه "يمكن القول هذه المرة إن التفاؤل أكبر، وحظوظ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار تتجاوز 50%"، وأوضح بري في حوار لصحيفة "الديار" المحلية أن هذا التفاؤل يعود إلى التأكيد الذي حصل عليه من المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، الذي أبلغه بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لدفع المحادثات قدماً من أجل التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار".
ضوء أخضر أمريكي
ورغم فشل محاولات وقف إطلاق النار في أوقات سابقة يرى بري أن المفاوضات هذه المرة أكثر جدية بفضل الدعم الأمريكي المباشر من الرئيس المنتخب، الذي أعطى توجيهاته للضغط باتجاه تحقيق وقف إطلاق النار.
وشدد على أن المسؤولين اللبنانيين يدرسون في هذه الأثناء مسودة المقترح الأمريكي، ورجح أن يتم تسليم الرد اللبناني للولايات المتحدة في غضون 3 أيام.
وتطرق بري إلى الآليات الحاكمة لأي اتفاق مستقبلي، لافتا إلى أن لبنان لن يقبل بأي تعديل أو إضافة على القرار 1701، الذي يعتبره الإطار الوحيد الذي يمكن أن يُبنى عليه أي وقف للعدوان الإسرائيلي على لبنان.
وتابع "القرار 1701 يشكل مرجعية أساسية لضمان الأمن والاستقرار في لبنان".
aXA6IDE4LjE4OC45NS4xNzAg جزيرة ام اند امز