الراعي "يتنبأ" بسر تعثّر تأليف الحكومة بلبنان
حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي، السياسيين من إسقاط لبنان، مشيرا إلى نية لدى الفرقاء في تأجيل الانتخابات المقبلة.
وحمل الراعي اليوم الأحد في عِظته الأسبوعية المسؤولين والسياسيين في لبنان، مسؤولية مآل الوضع الحالي، قائلا إن هؤلاء هم من "أوصلوا البلاد إلى هذا الانحدار من البؤس السياسي والاقتصادي والاجتماعي".
واتهم البطريرك الماروني سياسيي لبنان بالتكبر، والعمل وفق مصالحهم الشخصية، حيث قال: "لو تحلّى المسؤولون السياسيون وأرباب السياسة عندنا بالتواضع والوداعة لسكنت المحبة قلوبهم ولتجرّدوا من مصالحهم وتصالحوا مع الشعب والدولة ولسلمت العلاقات في ما بينهم".
وفي ما يشبه التنبؤ بأسباب تعثر تشكيل الحكومة تساءل الراعي: "هل وراء الأسباب الواهية لعدم تأليف الحكومة نيّة عدم إجراء انتخابات نيابية في أيار المقبل ثم رئاسية في تشرين الأول؟"، ليرد بالقول: "ربما هناك نيّة لإسقاط لبنان بعد مئة سنة من تكوينه دولة مستقلة، ظناً منهم أنهم أحرار في إعادة تأسيسه من جديد".
وواصل الراعي في عظته الأسبوعية، انتقاد أصحاب القرار السياسي بلبنان، مسترسلا: "يحاول المسؤولون في هذه الأيام العصيبة إنقاذ نفوسهم ومصالحهم، لا إنقاذ الوطن، ويتصرّفون وكأنه لا يوجد شعب ولا دولة ولا نظام ولا مؤسسات ولا اقتصاد ولا فقر ولا جوع ولا بطالة".
رجل الدين اللبناني أردف في ذات الاتجاه: "المسؤولون لا يعنيهم الشعب اللبناني الذي ما عاد يحتمل الذل والقهر والعذاب".
ومشهرا سيف الدفاع عن لبنان أكد الراعي أن الشعب لن يسمح بـ"الواقع المضطرب والقوة العابرة"، مضيفا: "نحن شعب لا يموت ولو أصبنا في الصميم لذا لن نسمح لهذا المخطط أن يكتمل ولن نسمح بسقوط أمتنا العظيمة ولن نسمح بتغيير نظام لبنان الديمقراطي"،
وفي ذات السياق أضاف الراعي: "لن نسمح بتزوير هويّته (لبنان) ولن نسمح بتشويه حياة اللبنانيين الحضارية ولن نسمح باستمرار توريطه بصراعات المنطقة".
وتأتي تصريحات الراعي قبل أسابيع من توجهه نحو الفاتيكان، لشرح الوضع اللبناني؛ حيث أعلن البابا فرنسيس أنه سيجمع رؤساء الطوائف المسيحية، الموجودة في لبنان، مطلع الشهر المقبل، لما سماه "يوم تأمُّل حول الوضع المقلق في البلاد وللصلاة معًا من أجل عطية السلام والاستقرار"
وتراجعت الآمال مؤخرا وتلاشى الأمل حول إمكانية إنهاء أزمة تأليف الحكومة في لبنان، خصوصا بعد تفاقم الخلافات بين الفرقاء المعنيين بالتشكيل، لا سيما بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جهة، ورئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل من جهة ثانية.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز