بين واشنطن وتل أبيب.. هل تسلك «اليونيفيل» نهاية طريقها في لبنان؟

تتزايد التكهنات حول مصير قوة اليونيفيل في جنوب لبنان، في ظل تقارير إعلامية تتحدث عن خطوة أمريكية إسرائيلية محتملة.
هذا ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام إسرائيلية بينها "جيروزاليم بوست" و"إسرائيل هيوم"، والتي أشارت إلى أن تل أبيب وواشنطن تدرسان "حل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة اليونيفيل في جنوب لبنان".
وأفادت تلك التقارير بأن إسرائيل تدعم إنهاء عمليات اليونيفيل، وتعتبر وجودها زائدا عن الحاجة. ومن المقرر أن تجدد الأمم المتحدة تفويض قوة حفظ السلام في أغسطس/آب القادم.
ووفق ما أوردته صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن "مسؤولين أمريكيين يدرسون سحب دعم واشنطن من قوات اليونيفيل، في محاولة لخفض التكاليف المرتبطة بعملياتها".
وفي حال مضت الولايات المتحدة قدما في قرارها بسحب الدعم من هذه الهيئة الأممية، فإن إسرائيل ستدعم القرار، وذلك انطلاقا من رغبتها في مواءمة نفسها مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي ضوء تعاون المؤسسة الأمنية مع الجيش اللبناني منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب الصحيفة نفسها.
ما الدافع وراء الخطوة المحتملة؟
ولفتت الصحيفة إلى أن وجود القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان "أثبت فاعليته النسبية في صد تهديد حزب الله ومنع الجماعة من إعادة تسليح نفسها، مما يجعل جزءا كبيرا من عمليات اليونيفيل في المنطقة غير ضرورية".
لكن مصادر مطلعة كشفت لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الولايات المتحدة لم تحسم أمرها بعد بشأن دعمها المستقبلي لليونيفيل، لكنها ترغب في رؤية إصلاحات جذرية، مما قد يعني سحب الدعم.
وبما أن تفويض اليونيفيل يُمنح بموجب قرار سنوي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن الولايات المتحدة قد تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد القرار التالي، المقرر طرحه في أغسطس/آب.
وحتى كتابة هذه السطور لم يصدر أي تعليق رسمي عن الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن هذه التقارير المتعلقة بقوة حفظ السلام الأممية.
كيف تأسست اليونيفيل؟
وتعمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان منذ عام 1978، عندما أُنشئت للإشراف على انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة بعد انتهاء الصراع بين البلدين.
وسّعت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة نطاق مهمتها في أعقاب حرب لبنان الثانية عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، مما سمح لقوات حفظ السلام بالانتشار على طول الحدود الإسرائيلية لمساعدة الجيش اللبناني على بسط سلطته في جنوب البلاد لأول مرة منذ عقود.
بهدف إنهاء حرب عام 2006، دعا القرار 1701 أيضا إلى وقف كامل للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله ونزع سلاحه. ومنذ ذلك الحين، يُجدَّد تفويض اليونيفيل سنويا.