الفنان اللبناني يونس الكجك لـ"العين الإخبارية": لا حضارة بلا أساطير
من لبنان إلى العالم حلق الفنان التشكيلي يونس الكجك في فضاء النجاح، حيث تمكن من حفر اسمه على لوحات عرضت في أهم المعارض وأشهر القصور.
واليوم يعمل الكجك على تجسيم مجموعة أساطير يونانية ورومانية من خلال رسمها في لوحات مائية تمهيداً لعرضها في معرض إما في بيروت أو باريس بحسب ما تهيئه له الظروف.
في حديثه لـ"العين الإخبارية" غاص الكجك في عالم الفن الذي عشقه ومنحه وقته وحاول نقله إلى الطلاب، فدرّس مادة الرسم والتصوير في العديد من المدارس والمعاهد بين بيروت وباريس.
في فرنسا كان لدى الفنان معهد لتعليم الرسم والتصوير، كما عمل في متحف أورساي الفرنسي.
ومن المحطات اللافتة في مسيرته ترميم المتحف العسكري في الكلية الحربية في لبنان ووضع اسمه على لائحة الشرف عند مدخل المتحف.
الفن بالنسبة للكجك "رسالة وحضارة الشعوب ولغتها"، وعن ذلك يقول: "بدأت برسم الأساطير اليونانية والرومانية كونها مهد الحضارات، فلا توجد حضارة لشعب من دون ثقافة فنية وأساطير".
ويضيف: "أقمت 25 معرضاَ فردياً بين بيروت، باريس، أمستردام، بلجيكا وهولندا وغيرها، وشاركت في مهرجانات الأرز الدولية عام 2007 - 2008".
أعمال مميزة لفنانين لبنانيين قدمها الكجك ولاقت صدى مميزا حيث كرّم المبدعين برسمهم على لوحات تشبه الطوابع البريدية، منهم زكي ناصيف، وديع الصافي، فيروز، صباح، خضر علاء الدين، هند أبي اللمع، سميرة توفيق، ماجدة الرومي ومارسيل خليفة، وغيرهم.
لا ينسى الكجك أن يشير إلى لوحاته التكعيبية التي أقام لها 3 معارض في لبنان سنة 2014 و2015 و2016، حيث رسم كما قال: "الطبيعة الصامتة، والمناظر الطبيعية من خلال المدرسة التكعيبية والتأليف التكعيبي".
آخر معارض الفنان التشكيلي اللبناني حمل عنوان "عم برسمك يا حلم يا لبنان" سنة 2019، محوره كما شرح "كيف يرى السياسيون ورجال الدولة لبنان، من خلال رسمهم الخطوط العريضة للوحة بالرصاص، وكان من المقرر أن يتزين بها القصر الجمهوري، والقصر الحكومي ومجلس النواب، لكن اندلاع الثورة اللبنانية حال دون إكمال المشروع".
بعدها رسم الكجك الثورة اللبنانية بريشته، من خلال عدة لوحات، وعند وقوع انفجار مرفأ بيروت كان الكجك قد غادر لبنان إلى فرنسا، ما دفعه إلى التعبير عن حزنه وغضبه من خلال ريشته التي رسمت ما يختلج صدره.
وقال: "حجم الوجع على مدينتي وسكانها ساهم بإطفاء بصري، فقد كنت أعاني من ورم في العين اليسرى إلى أن فقدت البصر فيها كلياً في حين أن العين اليمنى بدأت تتلف شبكتها، لم يعد باستطاعي الرسم، سوى فقط رسومات مائية أعمل عليها بدقة".
واليوم يسابق الفنان التشكيلي الزمن، إذ يسعى لبيع لوحاته لتوفير مبلغ يصل إلى 150 ألف يورو لعملية زرع قرنية سيجريها في بلجيكا، قبل فوات الأوان.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز