كيف قد تزيد مصابيح «الليد» من خطر السكري والخرف؟

منذ سنوات قليلة، اكتسحت مصابيح "ليد" الأسواق العالمية باعتبارها البديل الأكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة مقارنة بالمصابيح التقليدية.
لكن خلف هذا النجاح البيئي والاقتصادي، يلوح جدل متصاعد حول آثارها الصحية الخفية، وسط مخاوف من أن الضوء المنبعث منها قد يرتبط بأمراض خطيرة مثل السكري والخرف.
الضوء الأزرق.. متهم رئيسي
وأبرز ما يميز مصابيح "ليد" الحديثة هو إصدارها كميات كبيرة من الضوء الأزرق، ورغم أن هذا الطيف الضوئي يساعد على زيادة اليقظة نهارا، إلا أن تعرض الإنسان له ليلا يربك الساعة البيولوجية للجسم ويعيق إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
ويقول باحثون من معهد الصحة العالمية في برشلونة إن هذا الاضطراب لا يقتصر على الأرق، بل يتعداه إلى مضاعفات صحية أعمق، حيث وجدت دراسات أن الأشخاص الأكثر تعرضا للضوء الأزرق ليلا معرضون لخطر أعلى للإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 60%، نتيجة ما يحدثه من خلل هرموني واستقلابي.
كما أثبتت تجارب على الحيوانات أن الضوء الأزرق قد يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع مستويات القلق، ما يربطه العلماء مباشرة باضطرابات التمثيل الغذائي الممهدة للإصابة بالسكري.
غياب الضوء الأحمر
على الجانب الآخر، يرى خبراء أن المشكلة لا تكمن في الضوء الأزرق وحده، بل أيضا في غياب الضوء الأحمر من طيف مصابيح " ليد"، فالضوء الأحمر، بحسب الأبحاث، ينشّط الميتوكوندريا، وهي محطات الطاقة في الخلايا، ما يساعدها على إنتاج الطاقة بكفاءة ويقي من ضعف وظائفها مع التقدم في العمر.
ويحذر البروفيسور غلين جيفري، أستاذ علم الأعصاب في جامعة لندن، من أن "الضوء الأزرق يستنزف طاقة الخلايا، بينما الضوء الأحمر يعيد شحنها".
ويشير إلى أن دراساته أظهرت تحسنا ملحوظا في الرؤية لدى أشخاص تجاوزوا الأربعين بعد تعرضهم لبضع دقائق يوميا من الضوء الأحمر، إضافة إلى مؤشرات على تحسن التحكم في مستويات السكر لدى مرضى السكري.
جدل علمي قائم
ورغم هذه النتائج المثيرة، لا يزال الجدل محتدما بين الخبراء. فبينما يدعو البعض إلى إعادة النظر في الاعتماد المفرط على مصابيح "ليد"، يرى آخرون أن المخاطر لا تزال غير مؤكدة وأن الحديث عن "خطر مباشر" على الصحة العامة سابق لأوانه.
ويقول الدكتور خوان مارتينيز، الباحث في فيسيولوجيا النوم: "صحيح أن الضوء الأزرق يؤثر على النوم والساعة البيولوجية، لكن ربطه بشكل مباشر بالسكري أو الخرف يحتاج إلى دراسات طويلة المدى على البشر، وهو ما لم يتوفر بعد".
وحتى تُحسم هذه المسألة علميا، يوصي الخبراء باتباع إجراءات وقائية بسيطة، مثل الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، استخدام نظارات حجب الضوء الأزرق ليلًا، وإدخال إضاءة دافئة أو حمراء في غرف النوم لتقليل الاضطراب البيولوجي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg
جزيرة ام اند امز