"الليبرالية في القرن العشرين".. أحمد أمين وابنه نموذجا
كتاب (الليبرالية في القرن العشرين) عن شخصيتين ثقافيتين عرفتا في مصر في القرن العشرين هما؛ أحمد وابنه الكاتب والمترجم حسين أحمد أمين
عن شخصيتين ثقافيتين عرفتا في مصر في القرن العشرين هما؛ التنويري الراحل أحمد أمين صاحب موسوعة "فجر الإسلام"، و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام"، وابنه الكاتب والمترجم حسين أحمد أمين، تدور فصول كتاب (الليبرالية في القرن العشرين)، الذي صدر أخيرا عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة، للكاتب الياباني ماكوتو ميزوتاني، ومن ترجمة علا صلاح.
وبحسب بيتر سلاجليت، الأستاذ الزائر في مجال البحوث بمعهد الشرق الأوسط، جامعة سنغافورة الوطنية، فإن الكتاب دراسة جادة وعميقة للإسهام الثقافي والفكري الذي قدَّمتْه شخصيتان شهيرتان، هما أحمد أمين وابنه حسين. وربما يكون السبب الأكبر وراء شهرة أحمد أمين هو سلسلة كتبه عن تاريخ الفكر الإسلامي التي بدأها بكتابه "فجر الإسلام" (1928م) الذي تُرجم إلى الفارسية والأوردية ومعظم اللغات الأوروبية الرئيسة، وكتابه "حياتي" الذي يعرض سيرته الذاتية. كما قام أحمد أمين أيضًا بكتابة عدة مئات من المقالات الطويلة والقصيرة حتى يتمكن من التواصل مع قطاع أوسع من جماهير القراء. وقد سار ابنه حسين -الذي وُلد عام 1932- على خطى أبيه؛ فاستخدم المقالات في طرح وجهات نظره حول مجموعة من الموضوعات المتصلة بالدين والتاريخ والسياسة والثقافة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تغيرت بصورة جذرية منذ زمن والده. ويمكن وصف كلا الرجلين بأنهما "ليبراليان" بالمعنى الذي عبَّر عنه ألبرت حوراني في كتابه "الفكر العربي في العصر الليبرالي". ونظرًا لأن مسألة الدور "اللائق" بالإسلام في الدولة الحديثة هي المحور الرئيس لكتابات كلٍّ من أحمد وحسين أمين، فإن دراسة الباحث الياباني ميزوتاني تكتسب أهميةً خاصة في لحظة تاريخية مهمة.
ووصف كل من ـ الأستاذ شبلي ملّاط، أستاذ قانون زائر بكلية الحقوق، جامعة ييل، والأستاذ أوسكار م. روبهاوزن، أستاذ غير متفرغ بكلية الحقوق، بجامعة ييل أيضا، كتاب ماكوتو ميزوتاني بأنه مبتكر وعلمي، "بحث جادّ وعميق بامتياز". بالإضافة إلى أن الزاد الفكري الذي تركه أحمد وحسين أمين فريد من نوعه ولا يوجد من هو أفضل ـ حتى في مصر ـ من الدكتور ميزوتاني الباحث الياباني المتميز والخبير بالشؤون العربية للتعريف بهما. وهذا ما جعل كتابه مبتكرًا وجديدًا؛ حيث تتبع بكل دقة ومهارة الخيط الذي يربط بين الكنوز التي تركها لنا أحمد أمين ـ مؤلف أفضل دراسة عربية للتاريخ الإسلامي حتى وقتنا هذا ـ وبين فكر ابنه حسين التحليلي المتفتح وتجلياتها على أحوال مصر خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين. ولذلك، سيستشعر القارئ للكتاب قدرة ميزوتاني المستمدة من خبراته العلمية والدبلوماسية على سبر أغوار القضايا التي شغلت مصر بقوة في القرن الماضي من خلال استدعاء فكر اثنين من أبرز مؤلفيها شاءت الصدفة أيضًا أن يكونا أبًا وابنًا.