"الشارقة للكتاب" تحتفي وتكرم الأمير الشاعر خالد الفيصل
جائزة خاصة لاسم الغيطاني..وتكريم الشاروني رائد أدب الأطفال
انطلق معرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة 1502 دار نشر من 64 دولة وبتكريم للأمير خالد الفيصل وبحضور حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي.
انطلق معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين بمشاركة 1502 دار نشر من 64 دولة وبحضور حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي، وبوقفة تكريمية للأمير خالد الفيصل أمير مستشار خادم الحرمين الشريفين منطقة مكة كشخصية العام الثقافية، وذلك تقديراً لإسهاماته الثقافية والخيرية والإنسانية وسعيه إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال وتشجيعه للحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة.
ويأتي التكريم تقديراً مستحقاً لمسيرة غنية طويلة حافلة بالعطاءات أمضاها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير في ميادين الفكر والفن والإبداع حتى أصبح علماً من أعلامها ورمزاً من رموزها، وهو ما أكده اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي اعتبر أن "عطاءات الفيصل لا تقتصر على نتاجه الإبداعي المبهر في مجال الشعر؛ بل تتخطاه إلى مجال النشاط المخلص الدؤوب في خدمة كل ما يتصل بالثقافة وشؤونها، ولعل جائزة الملك فيصل العالمية ومؤسسة الفكر العربي اللتين يقف على رأسهما تكفيان وحدهما للتدليل على حجم هذه العطاءات وثقلها وأثرها على المستويات العربية والإسلامية والعالمية، فضلا عن مواقع أخرى شغلها منذ شبابه وكان فيها نموذج المثقف العربي الأصيل المسكون بهموم أمته والتوّاق إلى رؤيتها كما يليق بها أن تكون في صدارة الأمم المتحضرة".
اختيار الفيصل كشخصية العام الثقافية له معنى خاص بحسب رئيس الاتحاد حبيب الصايغ، إذ "إن كلا منهما قد كبر بالآخر.. فخالد الفيصل علَم بين الأشخاص سيفخر المعرض أن يكون ممن يكرمهم، والمعرض علم بين المؤسسات الثقافية سيكون خالد الفيصل سعيدا بالتأكيد أن يكون حاضرا في أجوائه، وهو الذي يعرف حق المعرفة معنى العمل المؤسسي".
تكريم الأمير الشاعر خالد الفيصل هو "تقدير من إمارة الشارقة له على ما قدمه من إنجازات لإعلاء شأن الثقافة العربية والحضارة الإسلامية"، بحسب رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، الذي اعتبر أن التكريم أيضاً "تأكيد على مكانته الشعرية الرفيعة التي دفعت دور نشر عالمية إلى ترجمة قصائده إلى الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، ولغات أخرى عديدة، وهو ما أثرى التواصل الأدبي والشعري بشكل خاص بين ثقافات كثيرة حول العالم».
ورغم تخرجه في كلية العلوم السياسية والاقتصادية في جامعة أكسفورد البريطانية، فإن اهتمامات الأمير خالد الفيصل الثقافية والأدبية والفنية طبعت ملامح شخصيته، واحتلت الجزء الأكبر من سنوات عمره، حيث إن لديه العديد من الدواوين الشعرية والقصائد التي ألقاها بنفسه في أمسيات شعرية كثيرة، داخل السعودية وخارجها، جعلت صفة «الأمير الشاعر» اسماً لصيقاً به في كل مكان تواجد فيه".
تكريمان إضافيان مستحقان للإبداع
المعرض الذي افتتحه القاسمي بدعوة للمثقفين العرب إلى مؤتمر يسمى "المؤتمر الديمقراطي الثقافي العربي" نجتمع كلنا بكل تياراتنا يميناً ويساراً نفكر في مصلحة الثقافة العربية التي نحن نأمل أن نغذّي بها هذه العقول التي استولت عليها أفكار شيطانية" كانت له وقفتان تكريميتان إضافيتان شخصيتان كان لكل منهما دور خاص في الكتابة وتيسير سبل التثقيف وإنتاج الأعمال الإبداعية. رجلان حفرا اسميهما في العالم العربي: والكاتب الراحل جمال الغيطاني (1945-2015) ذو وجوه الكثيرة والجميلة، الروائي، والصحافي من طراز خاص، ويعقوب الشاروني، رائد أدب الأطفال الذي يبلغ من العمر أربعة وثمانين عاما، قضاها في خدمة قضايا الطفل والكتابة له.
"الطفل الشيخ" الذي يكتب للطفل
لكل طفل في العالم العربي مع هذا اسم يعقوب الشاروني الحكاية، ومن الصعب أن يبدأ طفل القراء بالعربية دون أن يكون قرأ عملا أو أكثر للشاروني، الذي ألّف أكثر من 400 عمل متنوع وبطرائق شتى في أدب الأطفال، وتوجه إلى كل الأعمار ومختلف المستويات بدءا من سن الثالثة وحتى الثامنة عشرة، ولم يترك سلسلة شهيرة من سلاسل الأطفال المعروفة لم يسهم فيها بالكتابة، «المكتبة الخضراء» مثلا، وهي أشهر سلاسل أدب الأطفال منذ خمسينيات القرن الماضي، ستجد أكثر من كتاب عليه اسم يعقوب الشاروني.
يعقوب الشاروني واحد من أشهر من كتبوا للطفل في العالم العربي لأكثر من ستين سنة، وكان المسرحي الكبير توفيق الحكيم قد رشحه عام 1963 ليحصل على منحة التفرغ للكتابة الأدبية وكتب "أُزكِّي هذا الطلب بكل قوة لما أعرفه عن السيد يعقوب الشاروني من موهبة تجلت في مسرحية «أبطال بلدنا» التي ظفرت بالجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى للفنون والآداب".
هو الذي توقفت الرائدة الكبيرة سهير القلماوي عند إبداعاته فقالت في اقتباسها الشهير عن أسلوبه الذي حقق برأيها "آفاقا بعيدة المدى، سهولة وبساطة وتعليمًا. إنه أسلوب واضح المعالم، مُستجيب لكل ما نطمع فيه من حيث اللغة التي نــُخاطب بها الأطفال".
ولا بد من التذكير بأشهر الأبواب التي ارتبطت باسمه لعقود طويلة "ألف حكاية وحكاية" في جريدة الأهرام المصرية الذي كان يحرره يوميا ويقوم برسم الحكايات الفنان البطراوي، وهو الباب الذي بدأ يحرره منذ العام 1981 وحتى توقفه قبل سنوات قليلة.
الغيطاني.. رغم الرحيل
أما الكاتب الراحل الكبير جمال الغيطاني (1945-2015) فذو وجوه كثيرة ومتعددة، فهو لم يكن فقط روائيا ممتازا من الطبقة الأولى بين أدبائنا المعاصرين، ولا كاتبا وصحفيا من طراز خاص، بل مؤسسة بأكملها، مؤسسة لها تاريخ، ذاكرة حية، ومنجز ضخم، من الصعب على شخص واحد جمع أطيافه المختلفة والمتنوعة. بدأ الغيطاني الكتابة في أواخر الخمسينيات، ونشر قصته الأولى عام 1963، ومنذ تلك السنة اتصلت كتابته ولم تنقطع، وتنوع إنتاجه ما بين الرواية والقصة والدراسة والمقال والتحقيق الصحفي.. من مجموعاته القصصية «أوراق شاب عاش منذ ألف عام» (1969)، «الزويل» (1975)، «حكايات الغريب» و«أرض.. أرض» (1976)، و«ذكر ما جرى» (1978)، و«أحراش المدينة ـ مختارات قصصية» (1985).
أما رواياته؛ بعد «الزيني بركات» 1971 و«وقائع حارة الزعفراني» 1976، فمنها: «خطط الغيطاني»، و«كتاب التجليات في ثلاثة أسفار» (1983-1985) و«رسالة البصائر في المصائر» 1989، و«شطح المدينة» 1990، و«هاتف المغيب» 1992، و«متون الأهرام» 1994، و«حكايات المؤسسة» 1997، وخلال الفترة بين عامي 1993 و2005، أخرج الغيطاني سلسلة «دفاتر التدوين»، وهي على الترتيب: «دفتر الغربة»، «خلسات الكرى»، «دنا فتدلى»، «رشحات الحمراء»، «نثار المحو»، «كتاب الرن».
كان الغيطاني أحد مؤسسي "جاليري 68" وهي الدورية الأدبية التي سرعان ما أصبحت اللسان الناطق باسم جيله من الكتاب. تعتبر أعمال الغيطاني بحثا عميقا في علاقة الإنسان بالزمان والمكان في عمق الكون، وجاءت إبداعات الغيطاني الروائية متميزة بلغتها التي فارقت اللغة السردية التقليدية واتجهت للبحث عن لغة جديدة تمتح من معين التراث وتتمثل لغة كتاب الحوليات التاريخية ومؤرخي مصر الإسلامية بالأخص، فاستلهم لغة المؤرخ ابن إياس صاحب كتاب «بدائع الزهور في وقائع الدهور» في عمله الفذ «الزيني بركات»، كما استلهم لغة شيخ مؤرخي مصر الإسلامية المقريزي صاحب «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار» في عمله الكبير «خطط الغيطاني» و«وقائع حارة الزعفراني».
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز