أطفال أفرجت إسرائيل عنهم يتحدثون لـ«العين الإخبارية» عن «فرحة منقوصة»
على الأكتاف حُمل الأسرى الفلسطينيون المحررون من السجون الإسرائيلية مساء الأحد، وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية.
فمنذ الساعة السابعة من مساء الأحد ورغم البرد القارس تجمع آلاف الفلسطينيين في ميدان الشهيد ياسر عرفات برام الله في انتظار وصول الأسرى المحررين، وسط أجواء احتفالية، رصدتها "العين الإخبارية"، ممزوجة بالقهر والحزن على آلاف الضحايا في قطاع غزة، والدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي.
وما إن سُمعت أصوات الحافلات على مقربة من الميدان تدفقت الجموع نحوها، وحُمل الأسرى على الأكتاف هاتفين لهم، ورفعت الأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أفرجت مساء الأحد عن 39 من الأطفال المعتقلين، عند سجن "عوفر" العسكري" المقام على أراضٍ في بلدة بيتونيا غربي رام الله، ومن معتقل "المسكوبية" في القدس، ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل مع حركة حماس.
في المقابل أفرجت حركة حماس عن 13 إسرائيليا مدنيا، و3 عمال تايلانديين، وروسي.
فرحة منقوصة
القاصر موعد عمر عبد الله الحاج (17 عاما)، من مخيم عين السلطان قرب مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، يقول إن الفرحة منقوصة، لا تكتمل إلا بإطلاق كل الأسرى.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "الحمد لله الذي من علينا بالفرج".
وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية اعتدت عليهم بالضرب، وسحبت كل مستلزمات الأسرى، وسط اقتحامات يومية وتنكيل.
واعتقل الحاج في مايو/ أيار الماضي، وصدر بحقه حكما بالسجن لمدة 24شهرا، حيث كان في الصف الحادي عشر.
وقال الحاج الذي لا يزال يحتفظ بملامح الطفولة رغم كل شيء "إن شاء الله أعود للحياة من جديد، وأحقق ما أحلم به".
البرد في الأسر
بدوره، قال أسامة مرمش، من مدينة نابلس، الذي أمضى 5 شهور في السجن، إن الأسرى يعيشون حياة صعبة في ظل البرد والجوع.
وأضاف "يوميا يتم اقتحام الغرف، يتعرض الأسرى لضرب إهانة دون سبب".
وأشار إلى أن السجانين رشوا الأسرى قبل أيام بالمياه رغم برودة الطقس.
وقال "الغرف شبه فارغة من مستلزمات الأسرى، أغطية بسيطة لا تتناسب مع برودة الجو".
وأضاف أن "كل أسير غطاء واحد فقط رقيق للغاية، الملابس شحيحة، الطعام سيء كما ونوعا.
والدا مرمش كانا إلى جواره بميدان ياسر عرفات في رام الله، وقال والده نايف لـ"العين الإخبارية" إن "الفرحة منقوصة، صحيح أن عودة أسامة غالية، لكنها جاءت بدماء آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين في غزة".
ولفت إلى أن نجله اعتقل من بلدة حوارة جنوبي نابلس، بعد تعرضه للرش بالغاز والضرب.
مناشدات
وحيد اسماعيل جميل صبيح، من بلدة كفر راعي بمحافظة جنين قبل قدم والده، فور لقائه في رام الله.
وقال صبيح لـ"العين الإخبارية" إن "الأسرى ورغم القمع بخير ومعنوياتهم عالية لا يمكن كسرها".
وأكثر ما يفتقده صبيح الشعور بالدفء، وقال "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بقينا دون ملابس، ولا أغطية رغم البرد".
وطالب صبيح بتدخل المؤسسات الدولية وعلى نحو عاجل لتوفير حياة إنسانية للأسرى وتوفير الغذاء والملابس، ووقف سياسة الإهانة والضرب.
مشاعر متناقضة
هدى شيحة والدة الأسير المفرج عنه أحمد قادري شيحه، من بلدة عناتا بمحافظة القدس، قالت لـ"العين الإخبارية" إنها تعيش أجواء مختلطة من الفرح بالإفراج عن نجلها، وحزن وألم على فقدان الآلاف في غزة".
وتضيف "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، انقطع الاتصال بالأسرى، لا نسمع عنهم شيئا غير ما يرد في وسائل الإعلام من قمع وتنكيل وضرب وإهانات".
وتابعت: "كان الألم كبيرا بين ما يجري في غزة ومصير الأطفال غير المعروف.
ولفتت إلى أن نجلها حكم بالسجن سنة وثمانية شهور، وقد أمضى عاما كاملا في السجن.
والحاجة هدى مريضة بالسكر ورغم ذلك حضرت من بلدة عناتا إلى رام الله لاستقبال نجلها.
وتقول إن الأهالي أعدوا بعض الحلويات والزينية فرجا بتحرير نجلها غير أن السلطات الإسرائيلية اتصلت بهم وهددتهم إذا ما تم تنظيم أي فعاليات احتفالية أو توين لمنزل.
ولفتت إلى أن الجيش هدد باعتقال نجلها شيحة وأشقاءه الخمسة.
الأسرى في أرقام
وبحسب معطيات نادي الأسير الفلسطيني تعتقل إسرائيل في سجونها 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم مئات المرضى والجرحى.
وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل اعتقلت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 3200 أعلاها في محافظة الخليل.
ومن بين المعتقلين 120 سيدة بما فيها من داخل أراضي 1948 (إسرائيل)، و145 طفلا، و41 صحفيا تبقى منهم 29 رهن الاعتقال.
معطيات نادي الأسير تشير أن أوامر الاعتقال الإداري بلغت 1624 أمرا ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد.
كما قتل 6 فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.