مكتبة الموصل تتطهر من دنس داعش (صور)
تكبّد العراق خسائر كبيرة خلال سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدد من المدن في أحداث يونيو/حزيران 2014.
ويبقى المشهد الأكثر نزفاً لخزانة البلاد المعرفية والعلمية هو تحوّل أكبر مكاتب جامعة الموصل إلى أطلال ورماد.
"إكسبوجر 2022" يتكفل بتعليم "الطفل القارئ"
فقدت المكتبة المركزية في جامعة الموصل التي يعود إنشاؤها إلى حقبة الستينيات، أكثر من مليون كتاب ومخطوطة نادرة جراء عمليات الحرق والسلب التي عاشتها إبان حكم التنظيم الإرهابي.
وقبيل استباحة الموصل، كانت المكتبة تضم كتباً تعنى بمواضيع مختلفة مثل الأدب والعلوم والفلسفة والقانون والثقافة، فضلاً عن خرائط قديمة ومخطوطات وصحف.
اليوم وبعد نحو 5 سنوات على انتهاء سيطرة التنظيم، تعود المكتبة المركزية لاستقبال مريدي العلم والمعرفة أواخر شهر فبراير/شباط الجاري، بعد الانتهاء من إعادة ترميميها بشكل كامل خلال فترة استغرقت نحو عام.
وبكلفة 11 مليون دولار، بالمشاركة بين الحكومة الاتحادية ومنظمة التنمية التابعة للأمم المتحدة، أعيد ترميم المكتبة المكونة من أربعة طوابق لتحتضن 32 ألف كتاب في رفوفها كمرحلة أولى.
يقول رئيس جامعة الموصل، قصي الأحمدي، إن "عودة المكتبة الثرية في جامعة الموصل من رماد الحرق انتصار على عصر سحيق ومظلم أراد تعميم الجهل ونشر اللاوعي".
ويضيف الأحمدي لـ"العين الإخبارية" أن "الدمار الذي ضرب جامعة الموصل بكلياتها ومختبراتها العلمية كان كبيراً ولكن عظيم الكارثة كان أشد عند المكتبة المركزية".
خلال الأيام الأولى لاجتياح التنظيم للمدينة، أقدم عناصر من داعش على اقتحام جامعة الموصل وعمدوا إلى حرق آلاف الكتب وتحطيم مبانيها.
وبعد نحو عام، كشفت مصادر أن عناصر من داعش حملت نحو 8 آلاف كتاب في شاحنات وذهبت بها إلى خارج المدينة وأضرمت فيها النيران، وهو ما عدته اليونسكو "فعلاً ممنهجاً لمحو وتدمير الإرث الحضاري للعراق".
يؤكد الأحمدي أن "المكتبة المركزية فقدت مخطوطات وكتب لا تقدر بثمن لها وقعها العلمي والأثري وخصوصاً أن البعض يعود إلى فترات زمنية موغلة بالقدم"، لافتاً إلى أن "الدمار الذي طالها يؤكد فداحة وقبح الفكر الداعشي وسوداوية تلك المرحلة".
وكانت أولى خطوات إعادة إعمار جامعة الموصل من خلال حملات تطوعية لطلبة وأكاديميين وأوساط ثقافية، بدأت قبل ثلاث سنوات، من خلال التبرع بآلاف الكتب بهدف إعادة الحياة فيها من جديد.
جمعة القاسم، أستاذ الآثار في جامعة الموصل، في حديث لـ"العين الإخبارية"، لفت إلى أنَّ "المكتبة المركزيَّة كانت تحوي 200 ألف أطروحة ورسالة ماجستير ودكتوراه، علاوة على ذلك كانت المكتبة تضم 7000 مطبوع حكومي وقديم منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921".
ويضيف القاسم: "عودة المكتبة المركزية اليوم يبلسم وجع جراحنا بفقدان وتلف آلاف الكتب والوثائق المهمة".
وعمد تنظيم داعش الذي اتخذ من مدينة الموصل، عاصمة لخلافته المزعومة، على تدمير وهدم الكثير من المعالم الحضارية والأثرية التي تتعارض مع فكره المتطرف.
وتسببت تلك الفترة التي استمرت نحو ثلاث سنوات، بإلحاق ضرر كبير في المدن التي استباحها التنظيم خصوصا في نينوى التي لم يترك فيها "حجر على حجر".
سيف الأشقر، الأمين العام لمكتبات جامعة الموصل، أثنى على الجهود الكبيرة التي بُذِلت لاسترجاع المكتبة المركزية وما لها من انعكاس إيجابي على حركة العلم والبحوث.
وأكد لـ"العين الإخبارية": "ستكون الخدمات الورقية والإلكترونية في متناول يد الباحثين والطلبة عبر رفوف المكتبة المركزية".
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز