لإحياء مشروع عام 1989.. ليبيا تترأس اتحاد الشباب المغاربي
احتضنت مدينة السعيدية في المغرب فعاليات "الجامعة الشبابية المغاربية" على مدار 3 أيام، وحضرها ممثلون عن الدول المغاربية الخمسة.
وجرت الفعاليات خلال الفترة من 25-27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وأُلقيت فيها كلمات تدعو لتفعيل الاتحاد المغاربي، وتطالب بإنشاء جسم يمثل الشباب المغاربي، يكون بمثابة أداة لتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات المغاربية وتحقيق التكامل.
وتناولت عدة جلسات مناقشات حول العدالة التصالحية، والتحول الديمقراطي، والاقتصاد المغاربي.
كما تضمّنت الكلمات تضامنا مع فلسطين ولبنان وسوريا والتنديد بالهجمات الإسرائيلية في البلدان الثلاثة.
مشاركة ليبية بارزة
شارك في افتتاح الجامعة الشبابية المغاربية أعضاء من حركة المستقبل الليبية، بالإضافة إلى الحزب الاشتراكي، والشبيبة الاشتراكية، وحزب الصواب، وممثلين عن كل المدن من شرق ليبيا وغربها وجنوبها، ومن كل تركيباتها الاجتماعية.
وألقى زعيم حركة المستقبل الليبية ووزير الخارجية في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، الدكتور عبدالهادي الحويج، كلمة أمام الحاضرين، تدعم خيار الشباب المغاربي، وتؤكد أهمية دوره في الدفع بعجلة الوحدة بين الدول المغاربية.
وفي أثناء الجلسات الحوارية، شكَّل المشاركون فريقا مهمته تأسيس اتحاد الشباب المغاربي، وتم انتخاب هيثم أحمد الورفلي، من ليبيا، رئيسا للاتحاد، والشاب هانيبال الصغير عضوا بالمكتب التنفيذي، بالإضافة لاختيار الأمين العام وبقية الأعضاء بالتساوي بين الدول المشاركة في الجامعة.
وبشأن الدول المُضيفة، اختير المغرب مقرا للاتحاد، فيما ستترأس ليبيا دورته الأولى، والمقرر أن تنعقد في مدينة بنغازي، وفق ما تمت الإشارة إليه خلال الفعاليات، وحصلت ليبيا كذلك على عضوية المكتب التنفيذي.
تخطّي الحدود
وعن أهداف الاتحاد، أكد الورفلي خلال فعاليات الجامعة، الحاجة للعمل على إعادة الاتحاد المغاربي، الذي تأسّس منذ زمن، إلى واجهة الأحداث السياسية، وذلك عبر ضغطٍ يمارسه الشباب المغاربي، لتفعيل كل الاتفاقيات المشتركة بين بلدانهم.
وعند اختياره عضوا للمكتب التنفيذي عن دولة ليبيا، قال هانيبال محمد الصغير إن عمل اتحاد الشباب المغاربي سيكون مكملا لعمل القادة المؤسسين للدول المغاربية.
وفي إشارة لطبيعة أنشطة الاتحاد القادمة، أضاف أن هذا الزمن هو زمن تحطيم الحدود، ودعم الاقتصاد، وتفعيل الأخوة المغاربية، وأن واجبنا أن نضغط لإلغاء التأشيرات ودعم الاتفاقيات المشتركة، مع مطالبة الأشقاء في المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية بإعادة العلاقات بينهما، والتنازل المشترك لأجل القضية المغاربية.
كما لفت إلى أن حركة المستقبل الليبية سيكون لها دور في تفعيل اتحاد الشباب المغاربي وتسهيل الإجراءات الخاصة ببنائه.
وكان اتحاد المغرب العربي تأسس عام 1989 بين 5 دول متجاورة، هي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، بهدف التكامل الاقتصادي وبناء هوية موحّدة، لكن الاتحاد تعرَّض لهزَّات نتيجة خلافات سياسية بين بعض دوله، بجانب تعرض تونس وليبيا لتغيير الأنظمة الحاكمة في عام 2011، عبر احتجاجات عارمة أتت بأنظمة حكم مختلفة في توجهاتها.