«عاصفة» في عقر الدار.. هل يعجل غضب مصراتة بـ«كارت أحمر» ضد الدبيبة؟
عاصفة غضب تستعر في مصراتة، مسقط رأس عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايتها وتنذر حممها بـ«كارت أحمر» يستبعد تشكيلة على الهامش.
تحركات حثيثة في مدينة مصراتة غربي ليبيا يجريها أعيان المدينة ضد حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية.
ورغم التحركات في الشرق والبرلمان الليبي خاصة منذ مدة وتعيين حكومة أخرى وبعد انتهاء قانون الانتخابات، طالب مجلس النواب بوجود حكومة موحدة تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في القريب العاجل.
إلا أن الرياح القادمة من الغرب تعد الأشد، حيث خرجت من معقل ومسقط رأس الدبيبة، وشملت توجيه الاتهامات له بـ"تفشي الفساد، ومحاولات المساس بمعيشة المواطنين"، وسط مطالبات للبعثة الأممية بالعمل مع الأطراف كلها لـ"تشكيل حكومة جديدة محايدة، مهمتها إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة".
أهالي المدينة الذين ظهروا في حراك يوم الجمعة الماضي واصلوا إصدار البيانات المختلفة والتظاهر واتهام حكومة الدبيبة بالتسبب فيما وصلت إليه البلاد.
فيما طالب أهالي وشباب وأعيان منطقة الغيران في مصراتة بإخلاء المقار المدنية بالمنطقة كافة من التشكيلات المسلحة، مؤكدين أن الانقسام السياسي في مؤسسات الدولة أصبح خطيراً، ويهدد وحدتها وأمنها واستقرارها وسيادته.
تطورات دفعت بالمبعوث الأممي عبدالله باتيلي للتحرك سريعا بلقاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أمس الثلاثاء، لمناقشة سبل دفع العملية السياسية، والتشديد على أهمية وجود قيادة ليبية موحدة تعمل على تحقيق المصالحة بجهود متضافرة ورؤية مشتركة.
وخلال اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة التعاون الوثيق من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن حكومة موحدة لقيادة البلاد إلى الانتخابات، وهو شرط أساسي لتحقيق سلام واستقرار مستدامين في ليبيا.
رفع الغطاء السياسي
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة الليبية، يوسف الفارسي، أن مصراتة ضاقت ذرعا من محاولة شق الصفوف بها وتهديد كيانها السياسي والاجتماعي، فسعت للخروج من أجل إنقاذ وحدتها وتشكيل حكومة جديدة توحد ليبيا.
وقال الفارسي، لــ"العين الإخبارية"، إنها "مفارقة غريبة أن يتحرك أهالي مصراتة والتي تضم عائلة عبدالحميد الدبيبة ويندرج منها للمطالبة بتغييره"، لافتا إلى أن الدبيبة يواجه معارضة متزايدة في مسقط رأسه.
وأضاف أن "رفع الغطاء السياسي من مصراتة عن حكومة جاءت بمباركتها بعد ملتقى جنيف يشكل ضربة قوية لتلك الحكومة خاصة في الوقت الحالي والتي تواجه فيه اعتراضات على وجودها من كافة الجوانب".
وعن أسباب هذا الحراك ضد حكومة الدبيبة في مسقط رأسه، أوضح الفارسي أن "الغضب يعود إلى الوضع المتأزم داخل المدينة وانتشار الفساد والمليشيات والتشكيلات المسلحة".
وقال: "رغم أن المدينة تعد مسقط رأس الدبيبة إلا أنها تنبذ الحكومة بالكامل الآن من أجل تشكيل حكومة موحدة تحفظ أموال الليبيين وترعى مصالحهم وتحافظ على الدعم الاقتصادي المقدم للأهالي والبحث عن أمل انتخابات حقيقي".
وبحسب الفارسي، فإن "من عطل الحكومة الجديدة هو الخلاف الدائر بين الأطراف السياسية الليبية حول الأطر الدستورية والقانونية للانتخابات، خاصة في ظل تفكير كل طرف بأن القانون يحابي الطرف الآخر".
وشدد على أن الحوار الدولي الآن عبر الدور الأممي يذهب بهذه الأمور ويضغط على الأطراف بالقبول ويقضي على الخلاف حول الأطر الدستورية والقانونية.
كما أكد وجود تحرك دولي ضاغط على جميع الأطراف للمشاركة في الحوار الخماسي الأممي، لافتا إلى أن مبعوث الأمم المتحدة يعمل الآن عبر لقائه مع الأحزاب السياسية ونشطاء عبر الفيديو كونفرانس بين جنيف وطرابلس على البدء بحوارات سياسية لمعايشة الانسداد قبل الذهاب إلى حوار جديد لحسم النقاط الخلافية بشكل كامل.
حراك شامل
من جانبه، قال رئيس حزب صوت الشعب الليبي، فتحي الشبلي: "نحن كأحزاب ليبية ممثلة في الشرق والغرب، مع الحراك المطالب بحكومة جديدة ومحايدة تكنوقراط (كفاءات مستقلة) تصل بالبلاد إلى بر الانتخابات".
وأضاف الشبلي لـ"العين الإخبارية"، أن "ما يحدث في مصراتة من صراع هو بين فريقين: أحدهما مؤيد للقبيلة وفريق آخر معارض"، معربا عن اعتقاده بأن "المحرك لهذا الصراع ليس الهدف الوطني وإنما المصلحة، ويجب تحويل ذلك لحراك شامل".
وأضاف أن "ما يحدث اليوم سواء من اللاعب المحلي أو الإقليمي والدولي هو تدوير للأزمة وكسب للوقت وخلط الأوراق ليبقى الأمر كما هو عليه".
وحتى ينجو حراك مصراتة، يرى الشبلي ضرورة "تحويله ليضم كافة المدن الليبية شرقا وغربا وجنوبا وألا يقتصر على مدينة فقط -على أهميتها- وتسميته حراك ليبيا من مساعد إلى رأس جدير حتى تكون الاستفادة للشعب ككل".
وطالب الشبلي القائمين على الحراك بـ"تجنب المحاصصة المحلية بهدف توحيد ليبيا، ومحاربة الفساد، وتشكيل حكومة موحدة تحقق مصالح الليبيين من أجل المساعدة في الوصول إلى ركب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".