السيسي: ليبيا شهدت تراجعا ملموسا في نشاط التنظيمات الإرهابية
كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن ليبيا شهدت في الآونة الأخيرة تراجعا ملموسا في نشاط التنظيمات الإرهابية بعد التقدم الذي حققه الجيش الوطني في هذا الاتجاه.
وأضاف في الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا، أن هناك اتفاقا سياسيا يمثل الأساس الوحيد المقبول لأية تسوية شاملة في ليبيا.
وتابع أن "الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً ملموساً في نشاط التنظيمات الإرهابية في ليبيا، وهو ما يرجع بالأساس إلى انخفاض مستوى الدعم الذي تقدمه بعض الأطراف إلى تلك التنظيمات خلال الأشهر الأخيرة، فضلا عن التقدم الذي حققه الجيش الوطني الليبي على هذا الصعيد".
وأوضح أن الوضع مهيأ، سياسيا وميدانيا، لإحداث الانفراجة المطلوبة في ليبيا.
وبيَّن السيسي أن إنجاز هذه المهمة التاريخية مرهون بتحقيق أربعة شروط أو مبادئ أساسية، هي: أولها دعم المجتمع الدولي للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا، يتوصل إليها الليبيون أنفسهم ويتوافقون عليها، دون محاولة من أي طرف لفرض الوصاية عليهم.
وثاني هذه المبادئ هو العمل على التوصل، بشكل سريع، لتسوية شاملة قبل انتهاء الفترة الانتقالية التي حددها الاتفاق السياسي في 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وبما يجنب الاحتمالات الخطيرة للانزلاق إلى فراغ سياسي وأمني.
وذكر أن الغرض من هذه التسوية الشاملة، هو معالجة كافة القضايا العالقة في الاتفاق، وإنشاء إطار شرعي ودستوري يتوافق عليه الليبيون، لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية سياسيا واقتصاديا وأمنيا، تمهيداً لعقد الانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا خلال عام 2018.
وأكد أنه لا مجال لتجزئة عناصر الحل في ليبيا، مشيرا إلى أن الخروج من الأزمة السياسية الحالية لن يكون إلا بحزمة واحدة من التفاهمات تتناول قضايا الحكم، بشقيها المتعلق بالمجلس الرئاسي وبحكومة الوفاق الوطني، وإدارة المرحلة الانتقالية، وتوحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادتها الشرعية، والتوافق على قانون وطريقة إدارة الانتخابات النيابية والرئاسية، وتضمين كل ذلك في تعديل دستوري يصدر عن مجلس النواب.
وجاء ثالث المبادئ عن طريق تشجيع قادة المؤسسات الليبية الشرعية على المزيد من التواصل وإبداء المرونة السياسية والتوصل لتسويات تاريخية في جميع القضايا السابقة، والامتناع عن اتخاذ أية خطوات أحادية من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد الوضع وتعميق أزمة الثقة بين القادة الليبيين.
والمبدأ الرابع هو زيادة جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا، موضحا أنه لا توجد فرصة حقيقية للتسوية في ليبيا بدون مواجهة شاملة وحاسمة مع التنظيمات المتطرفة، وكل طرف إقليمي ودولي يقف وراءها ويدعمها سياسيا أو ماليا.
وأشاد الرئيس السيسي بالنجاحات التي تحققت مؤخراً في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة في عدة مناطق ليبية، وخاصة في بني غازي وسرت.
وفي السياق نفسه، نوه السيسي إلى نجاح الاجتماع الذي عقد بالقاهرة أول أمس، وجمع عسكريين من كافة أنحاء ليبيا، وما شهده من توافق كامل حول أهمية دعم وحدة المؤسسة العسكرية الليبية، والحفاظ على مهنيتها وتعزيز قدراتها؛ لتتمكن من أداء مهامها على أكمل وجه، حمايةً للدولة الليبية ومؤسساتها الشرعية.
وقال إنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على تشكيل لجنة فنية ستجتمع خلال الفترة القادمة لتفعيل هذه المبادئ.
من جهته، تحدث رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج مثنيا على المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وعلى اهتمامه وسعيه للالتقاء مع جميع الأطراف السياسية الليبية لإيجاد حلول عملية وسريعة للأزمة الراهنة.
وقال: إن ليبيا قامت بها ثورة تستهدف التغيير إلى الأفضل لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تنعم بالأمن وتراعى فيها كرامة المواطن وتكفل حقوقه وتضمن عدم عودة الدكتاتورية.
وأشار السراج إلى أن ليبيا تواجه منذ سنوات عدة تحديات كبرى تتطلب أن يدرك أبناؤها جميعا مستوى المسؤولية الوطنية، وأن يدرك الجميع أن حل الأزمة الراهنة يكمن في الوفاق، كما يتطلب أن تتوقف التدخلات الخارجية السلبية التي تؤجج الصراع.
وشدد على أنه رغم الإنجازات التي تحققت إلا أنه لا تزال هناك بؤر إرهابية في ليبيا، وأن بلاده عازمة على القضاء عليها، وستظل الحرب على الإرهاب قضية دولية.