عيد ليبيا برائحة الخوف.. طرابلس تغلي وحراك يلوح بالتصعيد

تعيش العاصمة الليبية طرابلس والمنطقة الغربية على وقع توتر متصاعد، في ظل هدنة هشة بين أطراف النزاع، واحتقان شعبي يغلي تحت السطح.
وفي ظل تلك الهدنة تتصاعد وتيرة المطالب الشعبية والسياسية بضرورة إنهاء الانقسام، وتفكيك المليشيات المسلحة، والشروع في مسار انتخابي واضح وشامل يعيد للدولة هيبتها ومؤسساتها.
تصعيد مرتقب وحراك ميداني
تحذير من عيد «يخضّب بالدم»
وفي مؤشر على تزايد الاحتقان، لوّح «حراك أبناء سوق الجمعة» – أحد أبرز الحراكات المدنية في طرابلس – بالتصعيد، متهمًا الجهات السياسية والعسكرية بالمماطلة، ومحذرًا من أن «العيد القادم قد لا يحمل فرحًا، بل قد يُخضّب بالدم»، على حدّ تعبير البيان الصادر عنه.
وقال الحراك إن تحركاته لا تهدف إلى الفتنة، بل تعكس نفاد صبر الشارع الليبي، متهمًا من وصفهم بـ«الباحثين عن الوقت» بعدم الجدية في تلبية مطالب المواطنين، والرهان على تهدئة مؤقتة لا تُفضي إلى تغيير حقيقي.
وأضاف البيان: «من قلب طرابلس، حيث لا يُرفع الصوت عبثًا، نعلن أن الخيارات بدأت تضيق، وأن زينة العيد قد تُزاحمها نُذر الشرّ إن لم تُسمع الأصوات وتُلبَّ المطالب».
دعم شعبي ورسمي للمطالب
في موازاة ذلك، أصدر عمداء خمس بلديات في غرب طرابلس، إلى جانب المجلس الاجتماعي للنواحي الأربع، بيانًا مشتركًا جددوا فيه المطالبة بحل الأجسام السياسية القائمة، والإسراع في تنظيم انتخابات شاملة، وتفكيك المليشيات دون قيد أو شرط.
وأكد البيان دعم مؤسستي الجيش والشرطة كمصدرين حصريين للسلطة الأمنية، مشددًا على ضرورة رفع الغطاء الاجتماعي عن جميع المنتسبين للمليشيات، وداعيًا كل من يحمل السلاح خارج مؤسسات الدولة إلى «العودة إلى بيته، وترك الكيانات التي تتاجر بالدين وتمارس الخطف والابتزاز»، وفق ما جاء في نص البيان.
شارع غاضب.. ومخاوف من الانفجار
تزامنت هذه التطورات مع موجة احتجاجات شعبية متكررة في طرابلس، تعبر عن رفض تغوّل المليشيات واستئثارها بموارد الدولة، وسط مطالب متزايدة بإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة، وتفعيل مسار سياسي حقيقي ومستدام بعيدًا عن الحلول العسكرية أو التفاهمات المؤقتة.
ويرى مراقبون أن هذه المطالب تعبّر عن تحوّل نوعي في المزاج الشعبي، في ظل تفاقم حالة السخط العام، وتزايد القلق من استمرار الفراغ السياسي والأمني، مع تحذيرات من أن استمرار الجمود قد يُفضي إلى انفجار جديد للأوضاع.
دعم أممي وتحذيرات دبلوماسية
دوليًا، تتواصل الدعوات لإنهاء حالة الانقسام وتوحيد المؤسسات، وسط تأكيد متكرر من الأمم المتحدة على ضرورة تفكيك المليشيات، والالتزام بخريطة طريق تقود إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية كحل وحيد لضمان استقرار البلاد.
وحذّرت مصادر دبلوماسية من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من النزاع، ما لم يتم التوصل إلى مسار واضح يعكس تطلعات الليبيين، ويضمن انتقالاً سلميًا وشاملًا للسلطة، مع ضمان بقاء المؤسسات الأمنية والعسكرية تحت مظلة الدولة وحدها.
وبين هواجس التصعيد وآمال الحل، يترقّب الليبيون ما ستؤول إليه الأيام القادمة، في بلد أنهكته المراحل الانتقالية، وتتوق غالبية شعبه إلى استقرار طال انتظاره.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzAg جزيرة ام اند امز