مكافحة الإرهاب ودعم الشرعية الزائفة.. معاول أردوغان الاستعمارية بليبيا
أطماع اقتصادية وأوهام استراتيجية ودوافع أيديولوجية تقف وراء النعرة التوسعية والاحتلالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان
أطماع اقتصادية وأوهام استراتيجية ودوافع أيديولوجية تقف وراء النعرة التوسعية والاحتلالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مخططات غالبا ما تتدثر بذريعة مكافحة الإرهاب أو دعم شرعية زائفة.
ووضع أردوغان نصب عينيه التغلغل والعبث بالشأن الليبي؛ لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وأيديولوجية، فألقى بثقله خلف مليشيات الإخوان في طرابلس ودعمها بالسلاح والرجال والقيادات العسكرية.
استراتيجية توسعية تعتمد في هذا البلد المثقل بحرب لم تضع أوزارها منذ 8 سنوات، على تزويد حكومة الوفاق بالسلاح، تماما كما اعترف أردوغان بذلك في تصريحات أدلى بها في يونيو/حزيران الماضي، معربا عن نيته تحقيق أهدافه الخبيثة بالقوة.
واعتمد تدخله على الدعم بالسلاح وإرسال ضباط أتراك متقاعدين للإشراف المباشر على سير المعارك وإنقاذ الإخوان من السقوط، بهدف عرقلة تقدم الجيش الوطني الليبي الساعي لتوحيد البلاد وإعادة الاستقرار.
لكن الاستقرار هو أكثر ما يخشى أردوغان حصول ليبيا عليه، على الأقل طوال الفترة التي تسمح له بتحقيق أكبر المكاسب والمنافع، وهو الذي يقوم مخططه على تحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل الإيهام بانسداد الأفق والدعوة إلى الحل السياسي.
النفط والغاز
وتحتل ليبيا المرتبة الخامسة عالميا من احتياطات النفط، بمعدل 74 مليار برميل تكفي لتصدير النفط لمدة 112 عاما مقبلة.
في المقابل، تعاني تركيا من شح في موارد الطاقة، ما يجعلها تستورد 90% من احتياجاتها النفطية المقدرة بـ500 ألف برميل يوميا، ولذلك تشكل ليبيا الحل المقدم لأزمتها على طبق من ذهب.
الاستثمارات والمشاريع
وتعتبر ليبيا من أكثر بلدان المعمورة احتضانا لمشاريع الشركات التركية، بقيمة 28.9 مليار دولار، لكن الغضب الشعبي الليبي من أردوغان وتدخلاته ببلادهم، جعلهم يرفعون "الفيتو" بوجه الشركات التركية فيها، لتتوقف بذلك استثماراتها.
ولم يترك هذا بديلا أمام أردوغان سوى فرض تلك الاستثمارات بالقوة، من خلال اتفاقيات واتفاقات مشبوهة مع حكومة الوفاق غير الدستورية في طرابلس.
النفوذ بمنطقة البحر المتوسط
وأكثر ما يثير جنون أردوغان هو إفلات أي مصدر للطاقة من تحت يده، ولهذا يسعى إلى تحجيم نفوذ القاهرة في البحر المتوسط والشرق الأوسط، من خلال العمل على الحد من احتكارها تصدير الطاقة بالمنطقة عبر زعزعة الأمن على حدودها الغربية.
وفي هذا الإطار، تأتي مذكرتا التفاهم الموقعتان مؤخرا بين تركيا وليبيا، وخصوصا المتعلقة منها بترسيم الحدود البحرية، والتي تهدف بشكل خاص إلى ضرب اتفاقيات ترسيم الحدود الموقعة بين كل من مصر واليونان وقبرص، بما يسمح له بالسطو على غاز المتوسط.
فابتلاع ليبيا، يعطي أردوغان مجالا للضغط على أثينا من جبهتين، لإجبارها على التنازل عن جزر بحر إيجة لصالح أنقرة.
قاعدة لتحقيق الوهم العثماني
أما العامل الأيديولوجي الكامن وراء الدعم التركي لمليشيات طرابلس، فيشمل اللعب على حبلين؛ أولهما اتخاذ ليبيا قاعدة لإحياء وهم الإمبراطورية العثمانية، وثانيهما إنقاذ مشروع الإخوان بعد سقوطه في مصر والسودان وانتكاسته في تونس لفشلهم في الحكم.
وهذه الأهداف لن تتحقق إلا عبر دعم التنظيمات الإرهابية تحت لافتة مكافحة الإرهاب أو مساندة الشرعية، وفي الحالتين، يظل الهدف واحدا بالنسبة لأردوغان.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز