صراع «العمو» و«الفلاح» يدمي صبراتة.. حرب على المعابر في ليبيا

تفجَّر المشهد في مدينة صبراتة غرب ليبيا مع اندلاع اشتباكات دامية بين مليشيات مسلحة تتنافس على السيطرة على طرق التهريب والمعابر.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة اندلعت، اليوم الجمعة، بين مليشيات "العمو" ومليشيات "الفلاح" التابعة لقوة الردع، بقيادة عبدالرؤوف كاره، ما أثار حالة من الذعر والهلع في صفوف المدنيين.
وتقع مدينة صبراتة غرب العاصمة الليبية طرابلس، بالقرب من الحدود الغربية للبلاد، وهي منطقة تتصارع عليها مليشيات تعتمد في تمويلها على تسهيل عمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين.
وترتبط هذه المليشيات بشبكة معقدة من توازنات القوى في الغرب، وكذلك بخلفيات قبلية تزيد من حدة المنافسة.
وأوضح شهود عيان أن حدّة الاشتباكات تصاعدت بعد دخول مليشيات من مدينة الزاوية على خط الأزمة، حيث قدّمت مليشيات "الفار" دعمًا لمليشيات "العمو"، في حين ساندت مليشيات "الكابو" مليشيات "الفلاح"، ما وسّع رقعة المواجهات التي استُخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة داخل أحياء سكنية.
خلفيات الصراع
وتتكرر مثل هذه المواجهات المسلحة في مدن غرب ليبيا، خاصةً كلما تصاعدت الضغوط الدولية والإقليمية لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.
وتسعى ليبيا إلى إجراء المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية خلال شهر أبريل/نيسان الجاري.
وتندرج الاشتباكات الأخيرة ضمن صراع النفوذ بين المليشيات المنتشرة في المناطق الساحلية، كصبراتة والزاوية، على السيطرة على المعابر، وطرق التهريب، وبعض المرافق الأمنية التي تحوّلت إلى بؤر للنفوذ المليشياوي.
وتسيطر مليشيات "العمو" على مواقع استراتيجية في صبراتة، فيما تسعى مليشيات "الفلاح"، بدعم من قوة الردع، إلى فرض سيطرتها على تلك المواقع، ما أدى إلى تفجُّر القتال اليوم.
المجلس الرئاسي يحذر
بالتزامن مع الأحداث، أصدر المجلس الرئاسي الليبي بيانًا حذّر فيه من أي تحركات عسكرية أو أمنية دون إذن منه، مؤكدًا أن أي خرق للتعليمات يعرّض مرتكبيه للمساءلة دون استثناء.
وتعاني مدينة صبراتة، كغيرها من مدن الغرب الليبي، من فوضى أمنية مزمنة بسبب غياب الدولة المركزية وتداخل الصلاحيات، ما مكّن الجماعات المسلحة من فرض سيطرتها وتحويل المدينة إلى ساحة لصراعات النفوذ والابتزاز.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTkuMTU1IA== جزيرة ام اند امز