المشري وصالح في القاهرة.. لقاء ليبي-ليبي يمهد الطريق لحكومة موحدة

في خطوة لافتة على طريق توحيد السلطة التنفيذية في ليبيا، احتضنت العاصمة المصرية، لقاء جمع رئيسي مجلسي النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، الإثنين، والأعلى للدولة، خالد المشري، في العاصمة المصرية القاهرة.
لقاء بحث آخر تطورات المشهد السياسي في ليبيا، وسُبل التوصل إلى توافق وطني حول تشكيل حكومة جديدة موحدة، تمهد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، وفق خارطة طريق واضحة تحظى بقبول وطني واسع.
دعم رئاسي مصري
يأتي اللقاء بعد أقل من 48 ساعة من استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرئيس مجلس النواب الليبي، لعقد مباحثات أكد خلالها على أهمية الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة مؤسساتها الوطنية، مشددا على دعم القاهرة الكامل للمسار السياسي الليبي.
وأكد السيسي أن تسوية الأزمة الليبية يجب أن تكون شاملة، وتتضمن توحيد المؤسسات التنفيذية والعسكرية، بما يتيح تنظيم الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لتمكين الشعب الليبي من اختيار قياداته واستعادة الاستقرار.
لقاء حفتر في العلمين
وقبل أيام، استقبل الرئيس المصري المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، في مدينة العلمين، لبحث الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا.
وأكد الرئيس المصري خلال اللقاء على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيراً إلى أن استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وأن القاهرة مستمرة في دعم جهود إعادة بناء الدولة الليبية على أسس وطنية خالصة.
كما شدد السيسي على أهمية توحيد الصف الليبي، وتعزيز التنسيق بين جميع الأطراف، لوضع خارطة طريق تفضي إلى انتخابات حرة وشفافة، مجدداً موقف مصر الثابت من ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية.
تحركات مصرية مستمرة
التحركات السياسية تأتي ضمن جهود مصرية متواصلة لدعم الاستقرار في ليبيا، شملت استضافة اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، واجتماعات المسار الدستوري والاقتصادي، التي تهدف لتوحيد المؤسسات وتعزيز التوافق بين الفرقاء الليبيين.
وفي إطار تلك التحركات، أجرى رئيس المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، أول زيارة خارجية له إلى ليبيا أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، التقى خلالها المشير حفتر، في مؤشر على الزخم الأمني والدبلوماسي الذي توليه القاهرة للملف الليبي.
سطوة المليشيات
وفيما تتسارع الجهود السياسية، تبقى طرابلس بؤرة للتوتر الأمني والمعيشي، وسط سطوة متزايدة للمليشيات المسلحة التي تُحكم قبضتها على مؤسسات الدولة، ما تسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وشهدت العاصمة مؤخراً موجة من المظاهرات العفوية، رفع خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بإنهاء تغوّل الجماعات المسلحة، وتحقيق العدالة في توزيع الثروات، وسط دعوات محلية ودولية متصاعدة لحل المليشيات، وتوفير بيئة آمنة وشفافة للانتخابات المقبلة.
آفاق الحل السياسي
ويرى مراقبون أن تحركات القاهرة الأخيرة، بدعم مباشر من القيادة السياسية، تمثل محاولة حقيقية لتهيئة الظروف المناسبة لإنجاز توافق ليبي – ليبي، يفتح الباب أمام استحقاقات انتخابية طال انتظارها، تنهي سنوات من الانقسام وتعيد الأمل إلى الشارع الليبي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز