بالصور.. ليبيا.. معركة الإرهاب والسيادة "على الطريقة المصرية"
نحو 5 مدن بطول الساحل الليبي شهدت أمس مسيرات تدعم الجيش الوطني في حربه على الإرهاب.
تزامناً مع الذكرى 85 لرحيل مناضل الاستعمار الإيطالي عمر المختار، وعلى أنغام أغنية النسخة الليبية من "تسلم الأيادي"، شهدت نحو 5 مدن بطول الساحل الليبي، أمس، مسيرات تدعم الجيش الوطني في حربه على الإرهاب، وتحتفي بسيطرته على الهلال النفطي ببنغازي، وتسانده في مواجهة الرفض الأمريكي الأوروبي لهذا التطور الذى غير المعادلة السياسية في ليبيا.
المسيرات خرجت استجابة لدعوات أطلقها نشطاء بنغازي على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في مسيرات تأييد للجيش من ساحة الكيش، تحت شعار "سنعيد سيادتنا"، والذي ما لبث أن تحول إلى هاشتاق تصدر موقع تويتر هناك، بث خلاله الليبيون صور المسيرات التي أعقبت صلاة العصر، ومقاطع فيديو للمؤيدين للجيش الوطني وقائده المشير خليفة حفتر وأعضاء "النواب الليبي" ورئيسه المستشار عقيلة صالح.
وخرجت المسيرات، بكثافة متفاوتة، في بنغازي والبيضاء وطبرق والزنتان والرجبان وسبها، فيما شهدت طرابلس تجمعات محدودة، بطبيعة الحال، باعتبارها مقر حكومة الوفاق التي تحظى بالدعم الغربي، بينما شكلت انتصارات "الهلال النفطي" لحفتر والجيش ضربة قاصمة لأحلامها ببسط السيطرة على كامل ليبيا، ويجبرها على التراجع بطلب الحوار تجنبا للاقتتال الداخلي.
ذلك الحوار استضافته القاهرة أمس في إطار مساعيها لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، بمشاركة المبعوث الدولي لليبيا مارتن كوبلر؛ حيث تم تأييد الاتفاق على أن يتولى الجيش سلطة الحماية على المنشآت النفطية، الأمر الذي صاحبه إعلان مصر دعمها الكامل للجيش الليبي وما قام به تحت قيادة حفتر من تأمين الهلال النفطي وبنغازي من قبضة الإرهاب.
وفي الوقت الذي بدت فيه ليبيا وكأنها تحاول الاستعانة بـ"التجربة المصرية" في التوحد خلف الجيش لمواجهة المتطرفين، تداولت وسائل الإعلام المصرية مشاهد المسيرات الليبية التي ترفع صور الرئيس السيسي، وفي خلفيتها أغاني دعم الجيش، تتصدرها النسخة الليبية من أغنية "تسلم الإيادي"، والتي انطلقت على موقع يوتيوب في مارس/آذار من العام الماضي.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أعلن، أمس، دعم مصر للجيش الوطني الليبي بكل ما يحمله من شرعية، وشدد على تأييد مصر التام لتحرك الجيش الليبي للحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا وتأمين الثروات البترولية الليبية.
ورداً على دعوة أمريكا و5 دول أوروبية الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالانسحاب من منطقة الهلال النفطي بعد قيامه بتحرير هذه المنطقة من سطوة العصابات المسلحة، قال شكري إن البيان الصادر من هذه الدول كان متسرعاً ولم يراع الاعتبارات الخاصة بالأوضاع الداخلية في ليبيا.
وشن الجيش الليبي، يوم الأحد الماضي، هجوماً على المرافئ الرئيسية في منطقة الهلال النفطي، وتمكن خلال 3 أيام من السيطرة على كامل المنطقة التي يصدر منها نحو 80% من النفط الليبي.
ثم أعلن الجيش، الأربعاء، تسليم إدارة موانئ التصدير إلى المؤسسة الوطنية للنفط التي تدين بالولاء إلى حكومة الوفاق، مع احتفاظها بالوجود العسكري لحراسة الموانئ، ثم أعلنت المؤسسة، الخميس، رفع حالة "القوة القاهرة" عن الموانئ، ما يفتح الباب امام استئناف التصدير بشكل قانوني منها.
ورغم أنه من المفترض أن تذهب الأموال التي تدفع مقابل النفط إلى مصرف ليبيا المركزي في طرابلس الذي يتبع سلطة حكومة الوفاق، تتيح سيطرة الجيش على الموانئ التحكم بمصير عمليات التصدير عبر إقفال الموانئ وإعادة فتحها وفق ما يرتئيه.
وفي ظل أولويات المصلحة، أبدت أمريكا، والمبعوث الدولي قبولاً لهذه التسوية المؤقتة، حرصاً منها على استمرار تدفقات النفط عند مستوياتها بغض النظر عمن يتولى حمايتها، لتظل الأوضاع في ليبيا مفتوحة على كل الاحتمالات، وتبقى الأيام المقبلة فاصلة في معركة الليبيين من أجل سيادتهم وفي مواجهة الإرهاب.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg جزيرة ام اند امز