العاصفة دانيال.. الأمم المتحدة تحصي ضحايا درنة الليبية وتحذر من القادم
قالت الأمم المتحدة إن الفيضانات التي ضربت ليبيا كنتيجة للعاصفة دانيال تسببت حتى الآن في أكثر من خمسة آلاف قتيل، وعشرة آلاف مفقود.
وهو آخر إحصاء قامت به في نهاية ليلة أمس الثلاثاء، وأرجعت الأمم المتحدة في بيان صدر عنها، هذه الكارثة بشكل أساسي إلى تغير المناخ، قائلة: "مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، من المتوقع أن نشهد مزيدا من هطول الأمطار الغزيرة، الذي يؤدي إلى فيضانات أكثر شدة، لأن الهواء الأدفأ يحمل مزيدا من الرطوبة".
وأوضحت المنظمة أن العاصفة دانيال طورت مع تحركها باتجاه ليبيا خصائص جديدة تسمّى "ميديكان"، ليصبح من الممكن وصفها بـ"إعصار البحر الأبيض المتوسط"، وتُظهر هذه الظاهرة المختلطة بعض خصائص الإعصار المداري، وخصائص أخرى لعاصفة "خطوط العرض الوسطى"، ويبلغ نشاطها ذروته تاريخيا بين شهر سبتمبر وشهر يناير.
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن ليبيا معرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ، بسبب الزيادات المتوقعة في درجات الحرارة، وزيادة وتيرة وشدة الظروف المناخية القاسية، وانخفاض هطول الأمطار، وارتفاع مستويات سطح البحر لتي تهدد استدامة إمدادات المياه، وتشكل خطراً وجودياً على المراكز السكانية الساحلية حيث يقيم حوالي 70 ٪ من سكان البلاد.
وتسببت الفيضانات في هذا العدد الضخم من الكوارث والضحايا بالرغم من أن المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا، أصدر إنذارات مبكرة قبل وقوع الكارثة بنحو 72 ساعة من حدوثها، وأخطر الجهات الحكومية التي اتخذت المزيد من الإجراءات الوقائية للاستعداد، وأعلنت حالة الطوارئ في المناطق الشرقية، وهو ما قد يعني أن أعداد الوفيات والمفقودين كانت ستكون أعلى بكثير لولا وجود هذه التحذيرات.
الحاجة إلى تحسين الإنذارات المبكرة
في السياق ذاته، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن هذه الكارثة تسلط الضوء على الحاجة إلى تكثيف العمل في "الحملة الدولية للإنذار المبكر للجميع" التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر الأطراف كوب 27 في مصر العام الماضي، والتي تستهدف تغطية جميع سكان العالم بخدمات الإنذار المبكر خلال الخمس سنوات المقبلة، من خلال خطة قيمتها 3.1 مليار دولار.
وفي التقرير الأخير الذي أصدرته المنظمة في شهر مايو الماضي، رصدت وقوع 11778 كارثة على المستوى العالمي، بين عامَي 1970 و2021 جراء الظواهر المتطرفة المرتبطة بالطقس والمناخ والمياه، وكانت النتيجة وفاة أكثر من مليونَي شخص خلال هذا الفترة، إضافة إلى خسائر اقتصادية قيمتها 4.3 تريليون دولار أمريكي، لكنها رصدت في الوقت نفسه تراجع هذه الخسائر في القرن الماضي بفضل تحسين الإنذارات المبكرة وتنسيق إدارة الكوارث
ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، فقد انفجر اثنين من السدود بسبب العواصف الشديدة، مما أدى إلى جرف أحياء بأكملها في مدينة درنة إلى البحر، كما وصلت مياه الفيضانات إلى ذروتها في شمال شرق ليبيا يوم الأحد، مصحوبة برياح قوية وصلت سرعتها إلى 80 كيلومترا في الساعة، ما أدى إلى انقطاع الاتصالات وسقوط أبراج الكهرباء والأشجار، وسجلت مدينة البيضاء أعلى معدل لهطول الأمطار، وهو الوضع الذي وصفته هيئة الأرصاد الجوية الليبية بأنه "كارثي وخارج عن السيطرة".
الأمطار تؤثر على 1.8 مليون شخص في ليبيا
وقالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، خلال بيان صحفي: "الفيضانات كان لها أبعاد ملحمية، لم تكن هناك عاصفة بهذا الشكل والحجم في المنطقة من قبل، ذا فهي صدمة كبيرة".
وتابعت أن منظمة الصحة العالمية قامت بنشر إمدادات ومساعدات مخزنة مسبقًا في المناطق المتضررة، وقدرت أن الأمطار الغزيرة أثرت على ما يصل إلى 1.8 مليون شخص في لبيبا، كما دمرت بعض المستشفيات.
في السياق ذاته، أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى تأثير الكارثة على وضع المهاجرين في ليبيا أيضاً، إذ قالت إن ليبيا أصبحت نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين من أكثر من 40 دولة متجهين إلى أوروبا، وعلى الأرجح تأثروا بشدة بهذه الفيضانات، إذ يوجد ما يقرب من 600,000 مهاجر في ليبيا في هذا الوقت.
وقالت المنظمة: "نحن ندرك أن هناك سكان مهاجرون في بعض المناطق المتضررة في ليبيا، لكننا لا نستطيع الوصول إليهم في هذه المراحل المبكرة من الكارثة، وليس لدينا صورة واضحة عن مدى تأثرهم".
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز