الجيش الليبي: قطر تقاتلنا بـ"ودائع القذافي"
مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي يقول إن معمر القذافي أودع 30 مليار دولار بالبنوك القطرية أواخر حكمه.
قال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، الأحد، إن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قام بوضع وديعة بقيمة 30 مليار دولار بالبنوك القطرية خلال عامي 2009 -2010.
وأضاف المحجوب، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية" أن "الدوحة لم ترد تلك الودائع إلى ليبيا حتى الآن".
وتابع أن: "الأموال التي ينفقها أمير قطر تميم بن حمد على المليشيات المسلحة في ليبيا، ويشتري بها أسلحة يتم توريدها في سفن ضخمة عبر طرابلس هي من أموال الشعب الليبي".
وأكد أن حكومة الوفاق غير الدستورية في طرابلس، والتي يسيطر عليها تنظيم الإخوان، لا تستطيع المطالبة باسترداد هذه الأموال الليبية لخضوعها لقطر وتركيا.
وثائق تكشف الدعم القطري
وكانت "العين الإخبارية" قد انفردت في وقت سابق بكشف الدور القطري المبكر في ليبيا في تقرير مدعم بالوثائق المسربة من مكتب علي بن فهد الهاجري مساعد وزير الخارجية القطري، يظهر دعم الدوحة المباشر لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا.
بالوثيقة التي كانت بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2013، وصادرة من مكتب مساعد وزير الخارجية القطري، موجهة إلى رئيسه خالد العطية، وزير الخارجية القطري آنذاك (وزير الدفاع القطري حاليا)، تفيد بإتمام تحويل مبالغ مالية لأعضاء الجماعة الإرهابية في ليبيا بالصك رقم 9250444 بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2013.
تلك الأموال اقتطعت من حقوق الشعب القطري، لتذهب إلى قيادات حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا.
الوثيقة كشفت أيضاً عن أنه تم سحب المبلغ من جانب محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء التابع للجماعة الإرهابية، والذي قام بتوزيعه على 19 من أعضاء الجماعة الإرهابية (الذين كانوا يشغلون مناصب مهمة في المؤتمر الوطني العام وقتها، وما زالوا يشغلون مناصب مهمة الآن في حكومة الوفاق).
وعلى رأس هؤلاء خالد المشري، الذي يترأس مجلس الدولة الحالي في ليبيا، ونائبه منصور الحصادي، والقيادي الإخواني نزار كعوان، وعبدالرحمن الديباني.
وجاءت الوثيقة المذكورة المسربة ردا على خطاب سري وعاجل من العطية موجها لمساعده الهاجري، ويحمل رقم 21245 بسرعة تخصيص وإرسال مبلغ 250 ألف دولار لصالح قيادات الجماعة الإرهابية.
تشكيل مليشيات في ليبيا
ولم يتوقف الدور القطري عند حد الدعم المالي فقط، حيث أكدت مصادر أمنية وسياسية ليبية، في تصريحات متطابقة لـ"العين الإخبارية"، أن للدوحة دورا كبيرا في تشكيل المليشيات المسلحة داخل الأراضي الليبية لتكون بديلا للجيش والشرطة.
ففي 17 مارس/آذار 2011، وبحسب مصدر استخباراتي وصل إلى فندق "المسيرة" بمدينة طبرق مجموعات قطرية بالتوازي مع مجموعة أخرى وصلت إلى بنغازي.
وضمت تلك المجموعات كلا من العميد القطري حمد الكبيسي، والعقيد علي المانع، والعميد بحري عبدالله البرداني، ويعمل بالمخابرات القطرية، والعميد عبدالله الفهد مسؤول توريد الأسلحة، والعقيد علي المناعي، وهو الذي حل فيما بعد محل الكبيسي في قيادة المجموعة القطرية بليبيا، إلى جانب عدد من الضباط من أصل يمني كانوا يعملون لصالح الاستخبارات القطرية.
ويقول المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، إن المجموعة القطرية اتخذت من عملها في إصلاح مطار طبرق العسكري غطاء للحديث مع الليبيين من عناصر الأمن والجيش السابقين، ودفعت لهم آلاف الدولارات لتشكيل مجموعة (كتيبة 17 فبراير) لحماية طبرق من هجوم محتمل.
وتم الترويج لهذا التحرك إخوانيا، بحسب المصدر، بأن أرتالاً عسكرية كبيرة تابعة للرئيس السابق معمر القذافي تتقدم في طريق أجدابيا (طبرق الصحراوي)، وتنوي سحق الثوار.
كما قامت المجموعة القطرية -بحسب المصدر- تحت هذا الزعم وبدعوى مساندة الثوار بزرع أجهزة تنصت أعلى فندق المسيرة في طبرق.
وبالتوازي كانت مجموعة قطرية أخرى وصلت إلى بنغازي، وكان عملها بالأساس هو الإشراف على دخول الأسلحة المتوسطة والصواريخ الحرارية المحمولة "ميلانو" عبر الجو والبحر.
وبحسب مصادر استخباراتية ليبية، فإن من ضمن الضباط والعناصر القطرية التي كانت تشرف على عملية شحن الأسلحة إلى ليبيا كلا من: ناصر عبدالعزيز المناعي وجاسم عبدالله المحمود، إضافة إلى عبدالرحمن الكواري الذي كان يتمركز في السودان مع ضباط قطريين آخرين، منهم ناصر الكعبي ومحمد شريدة الكعبي.
وبعد أسابيع قليلة من بدء دخول السلاح إلى بنغازي، تحت إشراف وتمويل قطر، بدأ تدفق أعداد كبيرة من المتطرفين وتدريبهم وتشكيل كتائب أطلق عليها "سرايا تجمع الثوار" وهي مليشيات ضمت مئات المتطرفين.
كما نصبت قطر القيادي الإخواني فوزي بوكتف قائداً لها عبر ترشيحات ودعم من على الصلابي المقيم في قطر، بحسب المصدر.
وحسب شاهد العيان، فإنه بالتدريج تحولت المليشيات "القطرية" إلى جيش وشرطة موازية في بنغازي وطبرق، وسط أحلام الدوحة بأن تتحول ليبيا إلى مستعمرة لها تقودها عبر تنظيم الإخوان والإرهابيين بعد توفير السلاح والعتاد والمال.
وكان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، تحديث في أكثر من مناسبة أن قطر بدأت انتهاك السيادة الليبية منذ فبراير/شباط 2011، حيث أمدت المليشيات والتنظيمات الإرهابية بالأموال والسلاح.
وكرر المسماري تأكيده بأن الدوحة تدعم هذه التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة بالكامل وأن الجيش الليبي لديه كافة الوثائق في هذا الشأن.