الجيش الليبي: لم نغادر سرت وعلى المرتزقة الخروج أولا
نفت القيادة العامة للجيش الليبي الأنباء المتداولة بشأن انسحاب قوات الجيش من تمركزاتها في محاور سرت وعودتها إلى أماكنها السابقة.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي اللواء خالد المحجوب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الأنباء المتداولة في هذا الشأن "عارية عن الصحة"، مؤكدا أن هناك ترتيبات ومراحل لقيام الجيش بخطوة كهذه.
وأشار المحجوب إلى أن عودة قوات الجيش الليبي إلى معسكراتها يجب أن يتزامن مع انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، في إشارة إلى اتفاق جنيف الموقع في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومن بين بنود اتفاق جنيف، إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراتها، بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا في مدة أقصاها ثلاثة أشهر.
بالإضافة إلى تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي، وخروج أطقم التدريب إلى حين تسلم الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها، وتكلف الغرفة الأمنية المشكلة بموجب الاتفاق باقتراح وتنفيذ ترتيبات أمنية خاصة تكفل تأمين المناطق التي تم إخلاؤها من الوحدات العسكرية والتشكيلات المسلحة.
تلك البنود التي جاء اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة بمدينة غدامس الحدودية الذي اختتم أعماله الثلاثاء الماضي، ليؤكد عليها، ويضيف إليها بنودًا جديدة منها تشكيل لجنة عسكرية فرعية للإشراف على عودة القوات إلى مقراتها وسحب القوات الأجنبية من خطوط التماس.
وأيضا استمرار تبادل المحتجزين، وتشكيل فرق هندسة لإزالة الألغام، وفتح رحلات دورية إلى سبها وغدامس مع تأهيل سريع للمطارين، وتشكيل لجنة مختصة بمتابعة ومكافحة خطاب الكراهية، بالإضافة إلى مطالبة مجلس الأمن بالتعجيل لإصدار قرار ملزم لتنفيذ بنود اتفاق جنيف.
المليشيات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج رفضت الامتثال لاتفاق جنيف واجتماعات غدامس، معلنة تحديها للمجتمع الدولي وعدم قبولها بفتح الطرق بين المدن والتواصل مع أي منطقة.
واستبعد خبراء وسياسيون ليبيون، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، التزام قطر وتركيا ومليشيات حكومة الوفاق الليبية، بنتائج اجتماعات اللجنة العسكرية 5+5 في غدامس الليبية.
وقال الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن هناك بعض البنود التي يصعب تطبيقها في الوقت الحالي، بسبب المليشيات المسلحة التي تتغذى على تهريب الوقود وانفلات الوضع الأمني، إلا أنهم أكدوا أن هناك صدمة اجتاحت معسكر الإخوان وقطر وتركيا من وصول العسكريين إلى "اتفاق غدامس".