"حرب كبرى" وشيكة قرب سرت بعد الحشد التركي.. هذه محاور المعركة
خبراء عسكريون وسياسيون ليبيون يؤكدون أن ناقوس الخطر لهذه الحرب الكبرى يدق بقوة خاصة أن تركيا تحشد الكثير من السلاح والمرتزقة
حذر خبراء عسكريون وسياسيون ليبيون من اندلاع "حرب كبرى" قرب مدينتي سرت والجفرة بسبب التدخل التركي المتحدي لإرادة الليبيين والقرارات الدولية، والتي تسببت في جميع الأزمات داخل البلاد.
وقال الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" إن ناقوس الخطر لهذه "الحرب الكبرى" يدق بقوة خاصة أن تركيا تقوم بحشد السلاح والمرتزقة والإرهابيين والطيران المسير، وأن على الجيش الليبي الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدرات دولته.
وأضاف الخبراء أن ليبيا تواجه كما مهولا من التدخلات الخارجية التي عقدت المشهد وجعلت الحل السياسي المرضي لجميع الأطراف صعبا وبعيدا جدا وأن كسر عنجهية تركيا على مشارف سرت والجفرة هو الذي سيجبر الطرف الآخر للجلوس على طاولة المحادثات.
"غزو تتاري"
ويرى اللواء ركن شرف الدين سعيد العلواني الخبير العسكري الليبي أن "ناقوس حرب كبرى على أسوار سرت والجفرة يدق بشدة مع التدخل التركي المتزايد والتحشيد الكبير الذي لا يمكن وصفه إلا بغزو تتاري".
وتابع العلواني في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن "تركيا مصرة بدعم واضح من دول بعينها علي المضي قدما رغم كل المعارضات الأممية ومجلس الأمن ودول أوربية وعربية لمهاجمة سرت والجفرة ولن يتراجع لأسباب عدة".
وأشار العلواني إلى أن تركيا حشدت ٲكثر من 20 ألف مرتزق ما بين سوري وجنسيات أخري ومن وصفهم بـ"الخونة" من إخوان ليبيا بقيادة زعماؤهم بمصراته والميليشيات بمسمياتها المختلفة والتنظيمات الإرهابية كأنصار الشريعة الفارين من الشرق الليبي وتنظيمي القاعدة وداعش.
ولفت إلى أن تركيا أرست تحالفات من الإرهابيين من المغرب العربي لاحتلال الشرق والجنوب الليبي كاملا بمعاونة بعض الإخوان الفارين من مصر لليبيا، لاستهداف بعض الخطوط الخلفية للجيش الليبي وحلفاءه وأشقاءه.
وكشف العلواني عن رصد جسرين جويين وبحريين ما بين أنقرة ومصراتة وطرابلس التي أوصلت الكم الهائل من الاسلحة والطائرات والمنظومات والاليات والسلاح والذخيرة التي جعلت من مصراته قاعدة رئيسية لتنفيذ الهجوم المخطط له.
العلواني أشار إلى أنه أصبح من الصعب إرجاع الدعم التركي هذا بلا تحقيق هدف يحافظ به أردوغان علي ماء وجهه أمام المعارضة التركية وغضب الشارع التركي خصوصا بعد وصول توابيت قادة وجنود أتراك من ليبيا عد مقتلهم في غارات لسلاح الجو الليبي وقبلهم في معارك عين زاره ونواحي طرابلس.
وتوقع بخطة تركيا للهجوم على سرت ، لافتا إلى تلك الخطوات ليست إلا تنفيذا لأجندات دول كبري وإلا لما شرع في كل ما يخطط له ومخالفة كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية.
ويرى العلواني وفقا لما تم رصده من تحشيدات وتحركات لتركيا وحلفائها على الأرض أن الهجوم التركي المحتمل سيكون على أكثر من محور منها مصراته أبوقرين القداحية أبونجيم ومن بينهما يتجه شرقا للالتفاف علي سرت في منطقة أبوهادي.
إضافة إلى محور أبوقرين الجفرة مباشرة مع محور آخر قادم من عمق الجنوب لاحتلاها والسيطرة علي قاعدتها الجوية هي وبراك الشاطئ، ومحور التنظيمات الإرهابية القادمة من زلة إلي ودان ثم أبوهادي من ناحية الوادي الأحمر فالهلال النفطي.
وأوضح أن تركيا تخطط لبدء المعركة بتغطية جوية مكثفة لضرب القاعدة الجوية والتجمعات ومخازن التسليح والذخيرة وأيضا بالمدفعية من البر والبحر عن بعد بعدها يتم الاقتحام البشري، إلا أن جميع هذه الخطط مكشوفة للجيش الليبي، والذي نفذ بالفعل في أوقات سابقة ضربات على الأرتال المتحركة في الجنوب.
قواعد تركيا مستهدفة
من جانبه، يرى محمد الترهوني المحلل العسكري الليبي أن تركيا تستنفر جميع قواتها ومرتزقتها وحلفائها باتجاه معركة سرت والجفرة الكبرى.
وأضاف الترهوني في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن تركيا ستتحرك لزاما باتجاه سرت لعدة أسباب خاصة أنه في حالة عدم تنفيذها ذلك فليس لتدخلها منذ مطلع العام أي قيمة أو عائد.
وأشار إلى أن تركيا تدرك أن أي إنشاء لأي قواعد أو تهيئة لإقامة طويلة وأبدية ستواجه بواسطة سلاح الجو الذي سيقصفها بعنف ولذلك ستسعى لنقل المعؤكة بعيدا عن الخطوط الخلفية لتكمل مهمة تأمين بقاءها.
وشدد الترهوني على أن الجيش الوطني الليبي قادر على حسم معركة سرت والجفرة لصالحه لما لديه من عدة خرج بها من طرابلس ومنظومات دفاع جوي حديثه والمدفعية والدبابات وآلاف الجنود الذين عادوا من محاور العاصمة.
الترهوني لفت إلى أن قوات الصاعقة بالجيش الليبي تتمركز في هذه المحاور منذ شهر يناير الماضي وتدرك طبيعتها جيدا وقد نجحت بالفعل في التصدي لهجوم المليشيات على سرت يوم 6 يونيو الماضي كما أسقطت عشرات الطائرات المسيرة في محاور بوقرين والقداحية.
وكشف أن القبائل الليبية دفعت بالآلاف من أبنائها وجهزت كشوف بأسمائهم ليكونوا كقوة احتياط في حال احتاجهم الجيش لذلك.
استقطاب دولي
بدوره، يرى المحلل السياسي الليبي عبدالله الخفيفي أن التدخلات الخارجية الهائلة وغير المسبوقة في البلاد ستدفع إلى حرب شاملة مع تركيا في سرت والجفرة.
وتابع الخفيفي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "التدخلات الخارجية عقدت المشهد وجعلت الحل السياسي المرضي لجميع الأطراف صعبا وبعيدا جدا بسبب تزايد الاستقطاب الدولي والإقليمي على ثروات البلاد، والعته التركي الحالم بسرقة مقدرات الدولة".
الخفيفي أضاف أن "الجيش الليبي وحلفاءه ليس أمامهم إلا كسر عنجهية تركيا على مشارف سرت والجفرة لإجبار الطرف المدعوم تركيا على الجلوس إلى طاولة المحادثات، بعد أن قبل الجيش الليبي بالالتزام بتعهداه وخروجه من قلب طرابلس لإنجاح عملية الحل السلمي".
وكان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي قال الثلاثاء، إنه تم رصد تحركات للمليشيات نحو سرت والجفرة، مضيفا أن المعركة القادمة لن تكون ليبية فقط وإنما ستدخل فيها أطراف عربية وأجنبية للتصدى للمخطط التركي الذي يهدد أمن السلم بالمنطقة.
وأكد أن القوات المسلحة لن تبدأ بالهجوم، ولكنها ستتصدى لأي محاولات من المليشيات أو القوات التركية للاقتراب من مواقعها.
وأوضح المسماري، أنه تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية مناطق النفط، من المليشيات المسلحة التي تهدر أموال الشعب الليبي وثرواته.
ورغم التزام الجيش الليبي بتعهداته الدولية وقرار وقف إطلاق النار المنبثق عن إعلان القاهرة، إلا أن المليشيات الموالية لتركيا والمرتزقة السوريين لا يزالون يحشدون قواتهم للهجوم على تمركزات الجيش الليبي شرقي مصراتة غربي سرت.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز