خبراء ليبيون: اشتباكات طرابلس مخطط إخواني لعرقلة الانتخابات
أكد خبراء ليبيون أن الاشتباكات التي وقعت بالعاصمة، هي الأعنف منذ عام، وليست عشوائية، وإنما هي مخطط إخواني لعرقلة الانتخابات.
اندلعت فجر الجمعة، اشتباكات عنيفة بين مليشيا دعم الاستقرار، ومليشيات 444، في العاصمة طرابلس، وكشفت مصادر في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الاشتباكات وقعت في منطقة صلاح الدين وطريق السدرة، جنوبي العاصمة طرابلس.
وشدد الخبراء في تصريحات لـ "العين الإخبارية" على أن معضلة المليشيات خطيرة جدا، ويجب دعم المسار الأمني، لأنه أصل الأزمة الليبية، ويجب تنفيذ توصيات لجنة 5+5 العسكرية.
وقال جمال شلوف، رئيس مؤسسة سلفيوم، للأبحاث والدراسات الليبية، إن التحالف الذي جمع أفرادا ليسوا على فكر واحد، ومتنافسين اجتمعوا فقط على قتال القوات المسلحة، تحت الراية التركية، وتحالفهم لن يدوم طويلا، وستعود للقتال بينها والصراع والتنافس على السلطة والمال.
وتابع، أن المليشيات اشتبكت بين الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، مشيرا إلى أن مليشيا الـ444 التابعة لأنقرة، معروفة أنها تأتمر بشكل مباشر من الحكام العسكريين الأتراك، وتسليحها بالكامل مختلف عن نظيرتها، و كانت تتبع اسميا للمنطقة العسكرية طرابلس.
تمرد المرتزقة
ويرجح شلوف أن تكون المليشيات خشت من تمرد المرتزقة السوريين -الذين تظاهروا في وقت سابق- خاصة مع قربهم من مخازن أسلحة متطورة، وهو ما أشار إليه عبدالباسط مروان، آمر منطقة طرابلس لدى المليشيات، ولذلك اشتبكت مع مليشيات الـ444.
وشدد على أهمية عنصر التوقيت في هذه الاشتباكات، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات، ونوه إلى أن السياسيين الآن لا يستطيعون أن يجاهروا بعرقلة الانتخابات بشكل مباشر، بعدما ألمحت الأمم المتحدة معاقبة من يعرقل الانتخابات طبقا لقرار 1970 لعام 2011.
وأشار إلى أنهم لجأوا مؤخرا إلى افتعال الأزمات الأمنية في المنطقة الغربية مثل طرابلس والعجيلات والزاوية، ما يشير إلى انعدام فرصة إجراء الانتخابات في هذه المناطق، وتعطيل استحقاق 24 ديسمبر، وهذه الأزمات وإن كانت تنافسية، ولكن الإسراع بها قد يكون نتيجة صراع دولي للسيطرة على مناطق في العاصمة.
إفشال للمسار
ومن جانبه، قال محمد الترهوني المحلل العسكري الليبي، إن الاشتباكات التي حدثت في العاصمة طرابلس، الأعنف منذ عام، وتأتي استباقا للعملية السياسية القادمة.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن المرحلة القادمة يفترض أنها مرحلة عملية سياسية بحتة، وهو ما تجاوب معه مجلس النواب والقيادة العامة، حيث دعما إجراء الانتخابات، إلا أن المليشيات تسعى لعرقلة المسار، وهو مخطط إخواني للانقلاب على نتائج الانتخابات مستقبلا.
وأشار إلى أن الحشد الشعبي وراء القيادة العامة، ودعمها للانتخابات، يؤرق مضاجع تركيا والإخوان، وهذا التحركات ربما تكون محاولة لإفشال الوصول للانتخابات بالوصول إلى حرب مليشياوية ضخمة بالعاصمة.
وأوضح أن إجراء الانتخابات يعني وجود استقلالية دولة، وخروج تركيا ومرتزقتها فورا وانتهاء مشروع الغنيمة العثمانية، مشيرا إلى أن ما حدث ربما يكون رسالة بأن المليشيات غير موحدة داخليا وليس لها رؤية، وبالتالي هنالك من سيرفض نتائج الانتخابات بالسلاح.
الإشكال الأمني
وبدوره، يرى محمد اللافي الخبير السياسي الليبي، أن الوضع في العاصمة طرابلس هش أمنيا، وأحداث الجمعة تثبت ذلك، وتعدد المليشيات وتبعياتها يجعلها في صراع دائم على السيطرة والنفوذ.
وأردف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الاشتباكات التي حدثت تؤكد أن الحل الأمثل هو دعم المسار الأمني المتمثل في لجنة 5+5، والتي طالبت بحل المليشيات ونزع سلاحها وإخراجها من المدن لكن دون استجابة من أحد.
وأشار إلى أن أي حل غير المسار الأمني يعتبر مسكنات، حيث إن الوضع ينذر بالانفجار والكارثة في أي وقت لأنهم تجاهلوا الحل الحقيقي للأزمة الأمنية.
وطالب اللافي بضرورة حل المليشيات ونزع سلاحها وإخراجها من المدن وإعادة تأهيل عناصرها ودمجهم في المؤسسات بشكل فردي وليس جماعات لأنهم غير نظاميين.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء استمرار الاشتباكات المسلحة، وإطلاق النار العشوائي في منطقة صلاح الدين، المكتظة بالسكان بطرابلس.
ودعت البعثة الأممية إلى الوقف الفوري لـ"الأعمال العدائية"، مناشدة جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg
جزيرة ام اند امز