الجنوب الليبي ينزع ورقة التوت عن دول الفتن والإرهاب
القيادات الاجتماعية الليبية بإقليم فزان أكدت لـ"العين الإخبارية" انتهاء الفتن الاجتماعية التي روجت لها الدول الداعمة للإرهاب.
ظل الجنوب الليبي لفترة قليلة مبعث القلق الأمني جراء انتشار عناصر التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة وداعش والمرتزقة التشاديين المنتشرين على طول الخط الحدودي فضلا عن انتشار الفتن المتلاحقة بين مكوناته الاجتماعية من طوارق وتبو وعرب.
إلا أن هذه القلاقل بدأت في التلاشي والاندثار مع انتشار قوات الجيش الليبي الذي أطلق عملية عسكرية مطلع العام الجاري لتطهير الجنوب وإعادة الأمن والاستقرار.
"العين الإخبارية" التقت عددا من القيادات الاجتماعية في الجنوب الليبي، خلال زيارة إلى القاهرة، واستطلعت معهم الأوضاع الأمنية والاجتماعية، وكذلك السياسية للإقليم الذي طالما روج له على أنه مهمل.
وأكدت القيادات الاجتماعية الليبية الجنوبية أن إقليم فزان –الجنوب الليبي- أصبح أكثر أمانا، وانتهت الفتن الاجتماعية بداخله والتي روجت لها وزرعتها الدول الداعمة للإرهاب، خاصة تركيا وقطر، لخدمة مصالحها الإجرامية.
ورقة التوت
وأكد أبوبكر سليمان أحد أعيان مكون التبو الليبي وشيوخ مدينة القطرون -جنوبا- أن الإرهاب ليس له دولة ولا قبيلة ولا عرق معين وإنما هو أيديولوجيا وفكر.
وأشار سليمان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه بسقوط تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر 2013 سقطت ورقة التوت عن الجماعة الإرهابية في ليبيا ومخططاتها، ولهذا انطلقت عملية الكرامة 2014 وكذلك خسروا في الانتخابات.
ونوه سليمان بأن القوى الوطنية الليبية الحقيقية تخلت عن كل مشاريعها والتفت حول الجيش الليبي الذي يقارع الإرهاب في كل ربوع ليبيا، وأنه بانتهاء عملية تحرير طرابلس سيذهب الليبيون إلى الانتخابات ليقدم كل منهم مشروعه الخاص.
وشدد سليمان على أن الجيش الليبي يؤمّن الجنوب من الإرهابيين المدعومين من الدول الضالعة في الإرهاب ويقضي على كل محاولات زعزعة الأمن أو اختطاف وترويع الأهالي.
وبخصوص انتماء بعض المليشيات وقياداتها من قبائل التبو إلى حكومة الوفاق ودعمها للإرهاب وعلى رأسها حسن موسى التباوي.
وأوضح سليمان أن مجموعات المعارضة التشادية في الجنوب الليبي كانت موجودة بل تشكلت في وسط ليبيا وتسلحت واصطفت في صفوف من دفع لها بشكل يكاد يكون رسميا.
وتابع سليمان أن المعارضة التشادية -التي قاتلت من أجل الارتزاق- انسحبت من وسط ليبيا إلى الشريط الحدودي بعد بسط الجيش الليبي سيطرته على الجنوب.
وفيما يخص المجالس البلدية في الجنوب قال سليمان إن عملها كان متوقفا لفترة طويلة رغم تبعيتها الاسمية لحكومة الوفاق التي يفترض أنها جاءت للوفاق بين الليبيين.
مضيفا أن فايز السراج خذل من سانده في وقت سابق، وأن الليبيين وجدوا أن الجيش هو الرهان الأخير على الاستقرار.
واختتم سليمان داعيا جميع مكونات المجتمع الليبي للتوحد تحت راية القوات المسلحة لتحرير ليبيا من الإرهاب، مشيدا باجتماع جميع القوى الليبية من قبائل ومدن وحكومات لإغاثة مدينة غات المنكوبة، قائلا: "هذه هي الفسيفساء الليبية التي نتحدث عنها فجميعنا ليبيون".
دول الإرهاب والفتنة بين الأشقاء
ويرى عمر الصالحين علي عظيم رئيس مجلس حكماء وأعيان مدينة أوباري، أن الجنوب الليبي أصبح يتنفس برئتين عوضا عن التنفس الصناعي بعد تطهير الجنوب من المليشيات.
وأوضح عظيم، لـ"العين الإخبارية" أن الجنوب دعم الجيش بعد أن عانى من المليشيات المؤدلجة والمتعاونة مع القوات الغازية من المرتزقة التشادية والسودانية، في ضوء الحكومات المختلفة التي تجاهلت هذه المعاناة سواء من خطف وسلب وابتذاذ.
وأكد عظيم أن المليشيات والجماعات الإرهابية حاولت العبث بالمكون الاجتماعي للجنوب، وبث الفتنة لتجد مناخا ملائما لتعيش فيه.
وأشار عظيم إلى أن أهالي هذه المدن رفضت المشاركة في مثل هذه المعارك، بفضل وعي القيادات الاجتماعية والقبلية بالجنوب لحقيقة المعركة، والتي سعت لردع الصدع بين الإخوان الأشقاء، لمدة عام ونصف العام.
وكشف عظيم عن أن الجهات الخارجية الراعية للفتنة والداعمة للإرهاب هي من سعت لنشر هذه الفوضى، في المنطقة الغنية بالبترول والمياه والزراعة، التي تصلح أن تكون منطقة سياحية عالمية، ولكن المكونات الاجتماعية أدركت حقيقة الفتنة.
وبخصوص المهاجرين غير الشرعيين أوضح عظيم أن بعضهم يسعى للوصول إلى البحر في الشمال، وبعضهم يسعى للارتزاق والعودة إلى بلادهم الإفريقية، وهؤلاء يمكن التعامل معهم في إطار القانون، أما بعضهم الذين يحاولون الإقامة والاستيطان أو النهب بالقوة فسيتم صدهم وردعهم.
قيادي طارقي: "أنا حفتر"
وفي السياق ذاته، أكد ناسامو سعيد محمد أحد قيادات قبائل الطوارق في الجنوب الليبي، أن الدول الداعمة للإرهاب تستغل المتطرفين لبث فتنة بين أبناء قبائل التبو والطوارق.
مؤكدا لـ"العين الإخبارية" أن الحقيقة تثبت أن ليس هنالك أي فتنة بين هذه القبائل وأنهم جميعا أهل البلاد.
وأشار القيادي الطارقي إلى أنه لم يحدث في تاريخ ليبيا فتنة بين أي من هذه المكونات الاجتماعية إلا بعد دخول المتطرفين قائلا: "بيننا علاقات زواج ومصاهرة ودم، وأفراحنا وأحزاننا معا".
وأوضح محمد أن الطارقي الحقيقي لا يقبل حقيقة أن يدخل ابن عمه من الطوارق النيجيريين مثلا إلى بلاده إلا ضيفا، مستدركا: "ولكن ليس من حقك أن تطالب بأن تسجل كـ"ليبي".
وعبر محمد عن تأييده للجيش الليبي في محاربة الإرهاب والمليشيات قائلا: "أنا حفتر.. ودمي حفتر" مشيرا إلى أنه كان عسكريا سابقا بالجيش الليبي، ويدين بالاحترام للجيش وقد سبق وشارك مع اللواء حفتر حينها في معارك تشاد خاصة معركة وادي الدوم.
من رعى الإرهاب لا يرعى مصالحة
وفي السياق ذاته، أكد عمر علي إبراهيم الدوجالي مقرر المجلس الأعلى لقبائل إقليم فزان، أن سكان الجنوب عانوا الأمرّين من الحرب التي نشبت في وقت سابق بين الإخوة من التبو والطوارق والتي تدمرت فيها البنية التحتية للمنطقة.
وأوضح الدوجالي لـ"العين الإخبارية" أن الحرب اشتعلت نتيجة لأجندة خارجية، من بعض الدول المعروفة بمصالحها في هذه الفتن.
وأكد الدوجالي أن الجنوب الليبي به 3 مكونات هي: العرب ويمثلون غالبية السكان، ويليهم الطوارق الذين يشكلون نسبة 20%، والتبو ويمثلون 5% من الوادي.
وأشار الدوجالي إلى أن الليبيين أدركوا من هو عدوهم، ولذلك يعيشون الآن في أمن واستقرار.