عالقون عادوا.. الحياة تدب في معبري الحدود بين المغرب وإسبانيا
وسط أجواء فرح وزغاريد، استعادت حركة المرور في المعبرين الحدوديين البريين بين المغرب وإسبانيا وتيرتها الثلاثاء بعد غلق استمر عامين .
وفتحت الأبواب الحديد للمعبر الحدودي بين سبتة والفنيدق ،وتواصلت حركة المرور الثلاثاء حيث عبر مسافرون راجلون أو في سيارات.
وشهد المعبر الرابط بين بلدة بني أنصار وجيب مليلية شرقا الحركة نفسها، وفق وسائل إعلام محلية، لكن حركة المرور في المعبرين لم تستعد بعد كل حيويتها السابقة، ذلك أنها تقتصر حاليا على المسافرين الأوروبيين أو المغاربة المزوّدين بتأشيرة شنغن.
وكان من أوائل العابرين بعض المغاربة الذين بقوا عالقين في سبتة من بينهم راجل عرّف عن نفسه باسم نور الدين أعرب عن سعادته قائلا "كنت عالقاً لعامين في سبتة، أنا جدّ سعيد بالعودة إلى المغرب"،وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
من جهته قال رجل ستيني عند دخوله الفنيدق "أنا سعيد لهذه الخطوة، وأضافت سيدة مغربية "فقدت الأمل للحظة لكن الآن جد سعيدة".
وقوبلت هذه الخطوة بترحيب كبير من قاطني المناطق المجاورة للمدينتين الواقعتين تحت السلطة الإسبانية، أو المُستقرين بداخلهما.
يأتي هذا الإجراء تنفيذا لمقتضيات البيان المشترك المعتمد في ختام المباحثات التي أجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.
وعبر عدد من المسافرين الذين ولجوا عبر معبر باب سبتة، في تصريحات لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، عن سعادتهم الكبيرة باستئناف الحركة الاعتيادية للمسافرين.
وثمن المسافرون قرار السلطات المغربية بفتح المعبر، بعد تنظيمه وتأهيله، وهو ما سيساهم في ضمان انسيابية عملية السفر لتجديد الروابط على جانبي المعبر.
وعرف معبر باب سبتة عمليات واسعة للتأهيل وإعادة الهيكلة، وهو ما سيمكن من الحد من أنشطة التجارة غير المشروعة ( تهريب السلع والبضائع).
وحول فتح الحدود وعلاقة المغرب وإسبانيا، قال محمد الغلبزوري، أستاذ باحث في الكلية متعددة التخصصات بالناظور (شمال)، إن فتح الحدود ستكون له آثار إيجابية سواء بالنسبة للمغرب أو إسبانيا.
وأضاف الغلبزوري في تصريح لـ"العين الإخبارية"،أنه رغم التوتر الذي حصل في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا إلا أن لهما مستقبلا مشتركا بينهما، مضيفا أن إسبانيا لا يمكن لها أن تعيش بدون المغرب والعكس صحيح.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أنه رغم ثقل الملفات العالقة تبقى المسألة الاقتصادية والتجارية وكذا الجوار "تحتم على البلدين التعاون فيما بينهما".
وأكد الغلبوزي، أن خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها نصت على فتح الحدود والمعابر بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن منطقتي سبتة ومليلة عاشتا أزمة خطيرة جراء قطع العلاقات بين البلدين، ومن بين المنطاق ذلك الجزية الخضراء والخزيرات ومناطق أخرى.
وأوضح الأستاذ في كلية متعددة التخصصات بالناضور، أن المناطق الإسبانية عاشت فترة عصيبة جدا جرءا الإغلاق وهو ما جعل إسبانيا تمد يدها للمغرب وتؤكد على مطالب المغرب الأساسية.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز قد قام في أبريل/ نيسان الماضي بدعوة من العاهل المغربي بزيارة للمملكة في إطار مرحلة جديدة للشراكة بين البلدين.
وخلال هذه الزيارة وضع المغرب وإسبانيا خارطة طريق دائمة وطموحة، كان من بين عناصرها الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص.