قرصنة الليغا في العراق.. الأسباب والتأثير ورد الفعل الإسباني

تعاني بطولة الدوري الإسباني من أزمة تتعلق بالقرصنة وحقوق البث في العراق وهي قضية تحدث عنها خافيير تيباس رئيس رابطة الليغا.
وانطلقت منافسات الدوري الإسباني قبل أكثر من أسبوع حيث يمتلك الجمهور العراقي مثله مثل جميع الشعوب العربية شغفاً كبيراً بالبطولة التي ينشط فيها العملاقين برشلونة وريال مدريد، الناديين الأكثر شعبية في العالم.
ولكن تفشي ظاهرة القرصنة في العراق أكثر من أي بلد عربي آخر كان له دور كبير في جعل تيباس يعلق على الأمر.
ماذا قال خافيير تيباس؟
ومن جانبه أشار رئيس رابطة الليغا خافيير تيباس في تصريحات صحفية: "تمتلك العراق شغفاً بكرة القدم ولكن حال تمت مواجهة ظاهرة القرصنة فإن هذا سيساهم في نمو الرياضية والاقتصاد".
وواصل موضحاً: "سيساهم ذلك في توسيع الوصول للمحتوى المقدم بشكل قانوني ما يسهم في تحسين مستوى اللعبة".
وأتبع : "يضر هذا البث غير القانوني بالاستثمار المحلي ويحد من نمو صناعة الرياضة والإعلام بل ويعرض من يقومون بذلك لمخاطر أمنية، ومن ثم يجب حماية حقوق البث".
كيف ستتعامل الحكومة الإسبانية مع المسألة؟
من جانبه كشف تيباس في وقت سابق إجراءات تنوي الحكومة الإسبانية القيام بها لمحاربة ظاهرة القرصنة حيث سيتم تتبع عناوين الـIP، التي تنشر محتوى غير قانوني لليغا.
وواصل: "وبموجب أمر من المحكمة فإن مزودو خدمة الإنترنت سيتعرفون على عناوين الـIP ومعرفة حسابات المشتركين المعنيين.".
وستتمثل الخطوة الأخيرة في تسليم البيانات الشخصية لهؤلاء المشتركين إلى رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم من خلال الوصول إليهم.
بيان الليغا
ولقد أصدرت رابطة الدوري الإسباني في 11 أغسطس/ أب الجاري بياناً حازماً وشديد اللهجة حذرت فيه من سرقة المحتوى الذي تقدمه.
وجاء في البيان: "مع انطلاق الموسم الجديد 2025/2026، تُجدد رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (LALIGA) التزامها بمكافحة قرصنة المحتوى السمعي والبصري، التي تُمثل أكبر تهديد لقطاعي الرياضة والترفيه.".
وكشفت الليغا عن خسارة أندية المسابقة من 600 إلى 700 مليون يورو سنوياً بسبب البث غير القانوني للمباريات.
ولكن الضرر لا يتوقف عند هذه النقطة، حيث تشير التقديرات إلى أن: "أكثر من 50% من الفيروسات الإلكترونية مرتبطة بمحتوى مُقرصن أو منصات تنزيل غير قانونية، مما يُشكل تهديدًا خطيرًا للجماهير الذين يصلون إلى البث غير القانوني من مصادر غير مُصرح بها.".
علماً بأن إسبانيا نفسها تبقى من أكثر الدول استهلاكاً للمحتوى السمعي والبصري المقرصن في أوروبا خاصة على مستوى الشباب وذلك وفقاً لبيانات مكتب الاتحاد الأوروبي للملكية الفكرية (EUIPO).
وحث الليغا الجماهير على الاستمتاع بموسم 2025/2026 عبر القنوات الرسمية فقط، حيث تضمن خيارات البث القانوني تجربة مشاهدة آمنة وعالية الجودة خالية من مخاطر القرصنة.
أسباب انتشار القرصنة في العراق
تشير صحيفة "إنديبندنت عربية" في تقرير لها إلى أن هناك شرائح واسعة من الجمهور العراقي لا تزال تتعامل مع المحتوى والمنتجات الإبداعية في كل المجالات على إنها متاحة طالما الوصول إليها سهلاً دون الاهتمام بشرعية ذلك.
وعلق محمد الخزاعي مدير معهد التدريب الإعلامي في العراق على هذه المسألة قائلاً: "إن هذا سلوك يرتبط بعدة عوامل أبرزها الاقتصادي والثقافي، مثل ضعف حملات التوعية وغموض القوانين والأهم هو عدم تطبيق هذه القوانين بطريقة طبيعية".
وأتبع: "إضافة إلى ذلك هناك شيوع لثقافة المحتوى المجاني التي أصبحت في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي أكثر انتشاراً وأقل تقييداً".
وشدد المسؤول العراقي على أن : "البرمجيات والمحتويات المقرصنة لا تزال تجد طريقها بكل سهولة إلى أجهزة المستهلكين بمختلف مستوياتهم المعرفية والعلمية.
تقصير الجهات المعنية
وفي إطار متصل يعلق أحمد عماد، رئيس مؤسسة "الشاهد للصحافة والإعلام" على المسألة قائلاً: "رغم أن هذا الموضوع يمثل قضية جوهرية في العالم الرقمي المعاصر، لكن العراق تبقى حديثة العهد في هذا الصدد وتعاني ضعفاً كبيراً في الوعي والتطبيق".
وأكمل: "إن هذا الضعف في الوعي والتطبيق يمتد من مستوى الأفراد إلى مستوى المؤسسات".
وأتبع: "ومع الانفتاح الواسع على الإنترنت وسهولة الوصول للمحتوى بات انتهاك حقوق النشر والملكية أحد الأمور الشائعة بشدة".
ويشدد رئيس مؤسسة الشاهد على أن هناك حالات احتيال قد تم تسجيلها وذلك من خلال تواصل بعض المحتالين مع مواطنين عراقيين على إنهم يمثلون جهات حكومية وذلك بغية تحويل مبالغ مالية عبر رموز إلكترونية ثم يتبين لاحقاً إنهم ضحايا للقرصنة.
منصات القرصنة في العراق
وتضم منصات القرصنة المنتشرة بشدة في العراق أسماء مثل "MYTV+" وشبكة "نوروز تيليكوم" ومنصة "veo" و"فودو" وجهاز يدعى "فاملي بوكس".
ولقد طالبت السفارة الإسبانية في العراق وعدد من السفارات الأخرى الخاصة بالبلدان الأوروبية من الحكومة في بلاد الرافدين سرعة التحرك لوقف قرصنة المحتوى.