فيلم "ليمبو" في "القاهرة السينمائي".. لاجئ بين عالمين
في فيلمه (ليمبو) "التيه"، يسلط المخرج بن شاروك الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين ويطرح العديد من الأسئلة.
ماذا بعد رحلة الوصول لبلد المهجر؟ أي حياة تنتظر طالبي اللجوء وهم يترقبون السماح لهم بدخول المجتمع الجديد؟ وما هي التداعيات عليهم وعلى الدول التي تستضيفهم؟
يتجاوز الفيلم البدايات وتفاصيل الرحلة وصعوباتها لينطلق من نقطة مختلفة وهي أرض الوصول، إذ تدور الأحداث داخل معسكر تأهيل لطالبي اللجوء فوق إحدى جزر اسكتلندا يضم وافدين من الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا.
يلعب دور البطولة الممثل المصري أمير المصري، الذي يجسد دور عمر القادم من سوريا هربا من الحرب الأهلية الدائرة هناك، والذي يهوى الموسيقى ويجيد العزف على العود ويحلم بأن يحقق نفسه من خلال الفن.
وبينما ابتعد عمر عن الحرب وسافر طلبا للجوء انخرط فيها أخوه نبيل وهو ما أحدث جفوة بين الشقيقين.
وظلت العائلة التي لم تظهر طوال الفيلم سوى عبر المكالمات الهاتفية منقسمة بين الاثنين، فتارة ترى أن عمر اتخذ القرار الصحيح وتارة ترى أن أخيه هو الشجاع الذي بقي للدفاع عنهم وعن الوطن.
ورغم نجاحه في الوصول للغرب يظل عمر معلقا بالعالم الذي تركه خلفه، فهو قابض دوما على العود الذي ورثه عن جده، لكنه لم يعزف عليه ولا مرة منذ سافر ودائم الاشتياق للمأكولات التي كانت تعدها أمه ويحاول البحث عن مكوناتها لصنعها بنفسه.
في مشهد أراد المخرج التفرقة فيه بشكل واضح بين من غادر بلده مضطرا وبين من غادرها طمعا في الغرب، يظهر أحد الصيادين بالجزيرة ليعرض على اللاجئين العمل بشكل غير قانوني في مصنع لتعليب الأسماك، لكن عمر يرفض ويؤكد التزامه بالقوانين التي فرضها عليهم البلد الجديد بينما يقع البعض في الفخ ويتم القبض عليهم وترحيلهم.
وينافس الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين.
وقال الممثل أمير المصري: "في البداية ترددت قليلا في المشاركة بالفيلم، لأن معظم هذه النوعية من الأفلام تصور أن اللاجئ يأتي من منطقة متأزمة أو مدمرة إلى الجنة في الخارج، لكن بعد أن قرأت السيناريو أدركت أنه مختلف في طرحه".
وأضاف في مناقشة مع الصحفيين بعد العرض الأول للفيلم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأربعاء: "الفيلم يؤكد على نقطة مهمة وهي أن هؤلاء اللاجئين لم يأتوا إلى الغرب ليأخذوا مكان أحد أو ينتزعوا شيئا من أصحابه، بل على العكس تماما هم يحلمون دوما بالعودة إلى بلادهم لأن حياتهم في أوطانهم قبل الصراعات والحروب كانت أفضل بكثير من حياتهم كلاجئين".
وتابع: "هناك عنصرية ضد اللاجئين وأفكار مغلوطة عنهم، وهذا الفيلم يوجه رسالته للغرب ويحاول تصحيح الصورة".
شارك المصري (30 عاما) في عدة أفلام سينمائية في مصر من أبرزها: "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" مع محمد هنيدي في 2008، و"الثلاثة يشتغلونها" مع ياسمين عبد العزيز في 2010 قبل أن يتجه للعالمية ويشارك في مسلسلات وأفلام أجنبية.
وعن تجسيده شخصية لاجئ سوري والصعوبات التي واجهته في اللهجة، قال: "مخرج الفيلم عاش لمدة عام في سوريا وأستاذته في الجامعة هي من ساعدتنا كثيرا في ضبط اللهجة وكانت تجلس معنا مرة كل أسبوع قبل التصوير".
وأضاف المصري: "جلسنا أيضا مع بعض اللاجئين في مركز التأهيل وسمحوا لنا بالاقتراب منهم والتحدث إليهم والتعلم منهم. هم الأبطال الحقيقيون".
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز