محلل نفطي كويتي: تأثير محدود لأحداث "باب المندب" على أسعار الخام
محلل نفطي كويتي يؤكد أن تأثير الأحداث في مضيق باب المندب على أسعار الخام في الأسواق العالمية لا يزال محدودا نتيجة للاعتقاد بأنها مؤقته.
أكد المحلل النفطي الكويتي محمد الشطي أن تأثير الأحداث في مضيق باب المندب على أسعار الخام في الأسواق العالمية لا يزال محدودا نتيجة للاعتقاد العام في السوق بأن الأحداث الراهنة مؤقتة.. مشيرا إلى أن بين 4 إلى 5 ملايين برميل نفط تمر يوميا عبر المضيق الاستراتيجي.
وقال الشطي، اليوم الإثنين، إن الدول التي ستتأثر من هذه الأحداث مؤقتا ستقوم باستخدام المخزونات التجارية لحين وصول الإمدادات النفطية.. مشيرا إلى أن مضيق باب المندب الواقع جنوب غرب الجزيرة العربية هو القناة التي تعتمد عليها حركة التجارة بين دول آسيا من ناحية وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية من جهة أخرى.
وأضاف الشطي "وبأي حال فإن أسعار النفط تظل مدعومة بتناقص الإمدادات لأي سبب سواء أكان سياسيا أم فنيا".
- أمن الانتاج والإمدادات
وشدد الشطي على أن أمن الإنتاج والإمدادات النفطية يستدعي أمن النقل البحري إلي مختلف الأسواق.. مشيرا إلى أن أي إخلال بعملية النقل ووصول إمدادات الطاقة عموما والنفط والغاز إلى الأسواق يؤثر بشكل كبير على الأسعار.
وأوضح أن أي اعتداء على شحنات النفط أو تعطيل نقل النفط عبر الممرات أو غيرها يستوجب تعاملا دوليا معه حيث تنص اتفاقيات الأمم المتحدة الدولية على حق التمتع لجميع السفن والطائرات بحق المرور العابر الذي لا يجوز أن يعاق وفقا للمادة 38 من اتفاقية الأمم المتحدة الدولية.
وأوضح الشطي أن مضيق هرمز ومضيق باب المندب هما شريان الحياة لإمدادات النفط الخام من جهة والتجارة العالمية من جهة أخرى.. لافتا إلى أن مضيق هرمز يعد الممر الأهم في العالم لصادرات النفط من الخليج العربي والتي تقدر بين 15 إلى 20 مليون برميل يوميا تتوجه إلى شتى بقاع العالم.
وأفاد بان التأثير المباشر لوقف عبور الناقلات من مضيق باب المندب هو ارتفاع أسعار النفط وارتفاع تكاليف الشحن والنقل.. موضحا بأن ذلك مرتبط بمدى المخاطر وتوقيتها واستدامتها وحجم انقطاع الإمدادات من أسواق النفط.
وبين أن الاعتداء على ناقلات النفط عبر باب المندب إلى أسواق العالم يعد تحديا كبيرا أمام حرية التجارة.. قائلا إن "أي عرقلة لإمدادات النفط تعد تحديا أمام الإرادة الدولية وإذا ما استمر يجب أن يكون هنالك رد فعل قوي كونه يعرض أمن الإمدادات ويتسبب في قفزات كبيره للأسعار خصوصا إذا ما استمر الاعتداء على الناقلات وتسبب في قطع الإمدادات بشكل تام".
ورأى الشطي أن السوق النفطية تمر حاليا بمنعطف خطير، خاصة وأنها تعاني أصلا من انخفاض الإنتاج في عدد من المناطق ووجود حاجة ملحة لزيادة المعروض وهو ما دفع دول اتفاق أوبك إلى رفع إجمالي الإنتاج بمقدار 1 مليون برميل يوميا.
- قفزات متوقعة
وأشار الشطي إلى أن أي سبب قد يؤدي إلى نقص في الإمدادات سيؤثر سلبا في الأسواق وسيسهم في قفزات للأسعار.. موضحا أن السعودية تصدر بين 6 إلى 7.5 مليون برميل يوميا منها 600 إلى 800 ألف برميل يوميا يتم نقلها عن طريق البحر الأحمر ومضيق باب المندب "لذلك فإن أي تهديد يعني إرباكا لحركة التجارة وعمليات نقل النفط".
وأضاف بأن ما تعرضت له ناقلات النفط السعودية في باب المندب يعد تهديدا مباشرا أمام حركة الملاحة، وأن توقف الناقلات السعودية بشكل مؤقت عن استعمال مضيق باب المندب يعني حدوث تأخير في وصول النفط الخام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية.
وأوضح أن توقف الملاحة عبر مضيق باب المندب سيؤثر على حركة النقل في قناة السويس أيضا ما يؤثر سلبا في انخفاض إيراداتها بشكل مؤقت لحين تعافي الأوضاع مرة أخرى بعيدا عن التهديدات سواء في الخليج العربي أو الممرات المائية الاستراتيجية الأخرى.
يذكر أن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد الفالح أعلن يوم الأربعاء أن المملكة ستعلق جميع شحنات النفط الخام.
التي تمر عبر مضيق (باب المندب) إلى أن تصبح الملاحة خلال المضيق آمنة وذلك بشكل فوري ومؤقت.
وأكد الوزير الفالح أن "تهديدات المليشيات الحوثية الإرهابية على ناقلات النفط الخام تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر".