"باب المندب".. الممر الأمثل للتجارة بين الشرق والغرب
أعادت تطورات التوترات الأمنية على مضيق باب المندب مؤخرا، الحديث عن أهمية المضيق الاقتصادية والتجارية.
أعادت تطورات التوترات الأمنية على مضيق باب المندب مؤخرا، الحديث عن أهمية المضيق الاقتصادية والتجارية، بالنسبة لدول الخليج وشرق الكرة الأرضية، وبين غربها.
يوم الأربعاء، فاجأ وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، الأسواق العالمية، بإعلان بلاده تعليقا فوريا لمرور ناقلات النفط عبر المضيق فورا حتى إشعار آخر.
إعلان الفالح، جاء ردا على هجوم نفذته مليشيا الحوثي الإرهابية، ضد ناقلتي نفط سعوديتين، تأثرت واحدة بشكل طفيف، دون التسبب في تسريبات للخام في المياه.
ومساء أمس الخميس، أعلنت الكويت أن أثرا محدودا على إمدادات نفطها في حال غلق مضيق باب المندب، لحين توفير الحماية الكاملة للسفن والناقلات العابرة من خلاله.
إلا أن بيانات رسمية، تشير إلى أثر محدود لعرقلة مرور ناقلات النفط عبر المضيق، لأن معظم نفط الخليج والعراق، يوجه إلى آسيا، بالتحديد لأسواق الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
ولا يتجاوز عدد براميل النفط العابرة من خلال المضيق 4.6 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع 17.4 مليون برميل يوميا تمر عبر مضيق هرمز.
ومضيق باب المندب، أو بوابة الدموع، ممر مائي يصل خليج عدن وبحر العرب بالبحر الأحمر، ومنه عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط؛ ويقع بين اليمن في آسيا وكل من جيبوتي وأريتريا في أفريقيا.
ويعد باب المندب، أكثر مضائق العالم التي أسهمت في خفض كلفة التجارة بين الشرق والغرب، إذ كانت السفن تمر سابقا من رأس الرجاء الصالح (أقصى جنوب أفريقيا).
يبلغ عرض المضيق 30 كيلومترا مربعا، و16 كم هي الطريق المتاح لدخول وخروج السفن من وإلى البحر الأحمر، بعمق يصل إلى 200 متر، ما يجعل أي سفينة في العالم تمر من المضيق بسهولة.
ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه بالاتجاهين، بأكثر من 21 ألف قطعة بحرية سنوياً، تمثل 7% من حركة الملاحة البحرية العالمية.
وقال البروفيسور في الاقتصاد الدولي جاسم عجاقة (لبناني)، إن مضيق باب المندب في الوقت الحالي يتبع مضيق هرمز من حيث الأهمية.
وأضاف عجاقة، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أمس الخميس، أن أمن المضيق يعد أولوية قصوى لأوروبا وأمريكا ومصر في المقام الأول.
وزاد: "معظم تجارة أوروبا وأمريكا بين الشرق والغرب تتم عبر مضيق باب المندب ومنه مرورا بقناة السويس المصرية.. دول الخليج هي دول نفطية ومعظم إنتاجها يتجه لآسيا عبر الخليج العربي مرورا بمضيق هرمز".
وتشكل قناة السويس بالنسبة لمصر، أهمية استراتيجية واقتصادية، وأن أي أثر سلبي على أمن مضيق باب المندب، فإن التداعيات ستطال القناة وحركة السفن عبرها.
وحققت قناة السويس، عائدات مالية من مرور السفن عبر القناة، بلغت 2.34 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من 2018.
بينما بلغت عائدات القناة في 2017 نحو 5.4 مليار دولار، و5 مليارات دولار في 2016، ما يجعلها مصدرا رئيسا للنقد الأجنبي الداخل إلى البلاد.