أزمة لينكر مع "حرباء بريطانيا".. حملة تضامن وصمت بعد 20 عاما
تعيش هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في أزمة كبيرة، جراء تصاعد الخلاف مع جاري لينكر أسطورة كرة القدم الإنجليزي، والذي وجّه انتقادات لاذعة لسياسة الهجرة في بريطانيا مؤخرا.
واضطرت الهيئة البريطانية واسعة الانتشار لإلغاء معظم تغطياتها الرياضية على مدار يوم السبت، بعدما رفض العديد من المذيعين العمل تضامنا مع لينكر، حيث تصاعد خلاف حول حرية التعبير عن الآراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقررت "بي بي سي" خلال وقت سابق، إبعاد لينكر قائد منتخب إنجلترا سابقا، وهو الأعلى أجرا في المحطة، ومذيع البرنامج الشهير "مباراة اليوم"، بعدما انتقد سياسة الهجرة في بريطانيا، وهو ما فجّر جدلا حول مدى حيادية الإذاعة.
بداية الأزمة
اندلعت الأزمة بعدما أعلن ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني قانونا جديدا الأسبوع الماضي، يخص اللاجئين، قبل أن يدلي لينكر برأيه في هذا الصدد.
وشارك لينكر، الذي سبق له إيواء لاجئين في منزله، مقطعا مصورا لوزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تتحدث فيه عن مقترح بقانون وكتب تعليق "يا إلهي، هذا أكثر من فظيع".
وفي رده على أحد التعليقات، قال لينكر "ليس هناك أي تدفق هائل (في اللاجئين). نستضيف عددا أقل بكثير من اللاجئين مقارنة بدول أوروبية كبرى أخرى. إنها سياسة قاسية لأبعد الحدود وموجهة ضد أشخاص هم أكثر عرضة للمخاطر، وبلهجة لا تختلف كثيرا عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي".
حقيقة استقالة مدير "بي بي سي"
من جانبه، نفى تيم ديفي مدير عام "بي بي سي" الأنباء التي تواترت مؤخرا بخصوص استقالته من منصبه على خلفية تلك الأزمة، مشيرا إلى أنها "عارية تماما من الصحة".
وأضاف "نحن مستمرون هنا، نعمل دائما في خط محايد، لا نميل إلى اليسار أو اليمين ولا إلى أحزاب بعينها، أتمنى عودة لينكر لكن أنتظر أولا الوصول إلى أكبر قدر من التوازن، بين رأي العاملين وسياسة المؤسسة نفسها القائمة على الحياد".
بيان وزاري
أصدر ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني بيانا دافع فيه عن سياسة الهجرة التي تمنع المهاجرين الوافدين في قوارب قصيرة عبر القناة الإنجليزية من طلب اللجوء، مشيرا إلى أنه "يتمنى انتهاء أزمة لينكر".
وأضاف بقوله "آمل أن يتم حل الوضع الحالي بين جاري لينكر وهيئة الإذاعة البريطانية بطريقة ملائمة، ولكن هذا أمر يخصهم ولا يخص الحكومة".
صمت بعد 20 عاما
لاحقا، تقرر بث برنامج "ماتش أوف ذا داي" والذي يقدمه لينكر منذ أكثر من 20 عاما، على الهواء في موعده المعتاد يوم السبت رغم غياب المذيع.
لكن عملية النقل ستكون صامتة بجانب عرض لقطات المباريات بسبب رفض مذيعين آخرين تقديمه بدلا من مهاجم إنجلترا السابق، من باب التضامن معه.
هل تُحل أزمة لينكر؟
في محاولة لحل الأزمة، قالت هيئة الإذاعة البريطانية يوم الجمعة إن هناك حاجة للاتفاق بشأن استخدام لينكر لوسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يعود إلى منصبه.
في المقابل، قال منتقدو إيقاف لينكر إن بوسعه الأخير التعبير عن آرائه الشخصية لأنه لا يعمل في برنامج إخباري.
كما اعتبر جريج دايك المدير العام الأسبق في "بي.بي.سي" إن الهيئة أخطأت في إبعاد لينكر لأن هذا يعطي انطباعا أن الحكومة يمكنها أن تبلغ الإذاعة بما ينبغي فعله.
وأضاف "سيكون التصور السائد أن لينكر مذيع البرامج التلفزيونية المحبوب تعرض للإيقاف بعد ضغوط حكومية بسبب قضية محددة".
حملة تضامن مع لينكر
أعلن 4 من المحللين الذين اعتادوا الظهور في البرنامج، وهم لاعبو إنجلترا السابقين إيان رايت وآلان شيرر وجيرمين جيناس وميكا ريتشاردز، أنهم لا يرغبون في الظهور وسط غياب لينكر.
وفي وقت سابق، قالت أليكس سكوت مقدمة برنامج "فوتبول فوكس" التلفزيوني في (بي بي سي)، إنه "ليس من الصواب الظهور في البرنامج اليوم بعد إبعاد لينكر".
كما رفض مذيعون آخرون الظهور على الشاشة، حيث قال جيسون محمد، الذي يقدم برنامج "فاينل سكور" إنه انسحب من برنامجه، بينما كتبت مقدمة البرامج كيلي سومرز، التي ظهرت في عدد من برامج الهيئة على تويتر "أؤكد أنني لن أكون على تلفزيون بي بي سي اليوم".
حرباء من رائحة الاستعمار
يعتقد البعض من خبراء الإعلام أن هيئة الإذاعة البريطانية هي آخر ما تبقى من الحقبة الاستعمارية، التي ورثت الجيل الجديد حروب الشائعات وتزوير الحقائق وفقا للخطط المخابراتية، وبالتالي من الصعب تصديق أن تكون هذه الجهة محايدة.
خبراء الإعلام يرون في BBC قدرتها على تحقيق أهداف سياسية باستخدام التمويه بإذاعة ونشر الأخبار ومعلومات منتقاة توحي بالحيادية والموضوعية لمستمعيها البسطاء، كـ"الحرباء" التي تبدل لون جلدها للتمويه.
وعلى مدار عقود عمدت "بى بى سى" على نشر قصص ومشاهد مفبركة لخدمة أجندتها الخاصة التي تستهدف كافة البلدان العربية بلا استثناء لا تفرق بين حليف وعدو، وكثيرا ما نجحت مخططاتها، قبل أن ينكشف الأمر لاحقا.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز