
كانت شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (AMD) على شفا الإفلاس في أواخر 2014، عندما تولّت الدكتورة ليزا سو منصب الرئيس التنفيذي. وبعد أقل من 8 سنوات، وتحديدًا في منتصف فبراير/شباط 2022، قفز سهم الشركة 35 ضعفًا، مقارنة بسعره عند بداية قيادتها.
وسو، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، قادت هذا التحوّل الاستثنائي من خلال تركيزها على ما تُجيده الشركة، وهو تصنيع وحدات المعالجة المركزية (CPUs) لأجهزة الحاسوب والخوادم. كما قامت بتوسيع نطاق أعمال الشركة لتشمل الرقائق الخاصة بأجهزة ألعاب الفيديو ومراكز البيانات، وهما مجالان أثبتا أنهما رهانات مربحة خلال جائحة كوفيد-19.
ومع ذلك، فإن ما كان بنفس القدر من الأهمية هو القرارات التي اتخذتها بعدم التركيز على مجالات معينة، مثل تطوير الرقائق للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، رغم أن باقي شركات صناعة الرقائق كانت لا تزال تؤمن بأن الأجهزة المحمولة هي المستقبل الكبير التالي.
وأتمت AMD أول عملية استحواذ لها تحت قيادة سو، حيث أنفقت 50 مليار دولار للاستحواذ على شركة Xilinx، وهي شركة أخرى متخصصة في تصنيع أشباه الموصلات. وذكرت AMD أن هذه الصفقة ستزيد من إجمالي السوق القابل للاستهداف لديها إلى 110 مليار دولار.
من هي سو؟
وُلدت ليزا تزو-فانغ سو في نوفمبر/تشرين الثاني 1969 في تاينان بتايوان، وانتقلت إلى الولايات المتحدة وهي في الثالثة من عمرها. ترعرعت في أسرة تشجع العلم منذ الصغر . التحقت بمدرسة Bronx High School of Science في نيويورك وتخرجت عام 1986 . وحصلت سو على ثلاث درجات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT): بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في الهندسة الكهربائية (1994)، وكانت رسالتها عن MOSFETs على السيليكون المعزول (SOI) .
وبدأت سو العمل في Texas Instruments عام 1994 ضمن فريق الأبحاث في هندسة أشباه الموصلات، ثم انتقلت إلى IBM كمهندسة بحثية ثم نائبة رئيس قسم البحث والتطوير، وساهمت بتطوير تقنية التوصيل بالنحاس التي حسّنت أداء الرقائق بنسبة تصل إلى 20% .
وقادت مشروع "IBM Emerging Products" عام 2000 والذي ركّز على شرائح biocomputer وتقنيات الاتصالات منخفضة الطاقة، وساهم في تطوير معالج Cell المستخدم في جهاز Sony PlayStation 3 .
ومن 2007 إلى 2011، شغلت منصبي المدير التقني والرئيس التنفيذي لقسم الشبكات والوسائط في شركة Freescale Semiconductor، حيث قادت جهودها في تطوير المعالجات المدمجة والشبكات وخطط التوسع العالمي .
AMD
انضمت سو إلى AMD عام 2012 كنائب رئيس وخلال سنتين قادت توسع الشركة لسوق الأجهزة المحمولة وأجهزة الألعاب بالتعاون مع Microsoft و Sony. وبعد توليها منصب الرئيسة والمديرة التنفيذية للشركة، قامت بإعادة هيكلة الشركة، وتركيز الاستثمارات على التكنولوجيا الصحيحة، وتبسيط خطوط الإنتاج، وتوسيع مجالات التركيز مثل الألعاب ومراكز البيانات .
وتحت قيادتها، قفزت حصة AMD في سوق المعالجات إلى نحو 11% بحلول عام 2017 بفضل سلسلة Ryzen، وارتفعت القيمة السوقية للشركة من 3 مليارات إلى أكثر من 200 مليار دولار، متجاوزة Intel لأول مرة .