الموسيقى وعلاج مشاكل الذاكرة.. نتائج جديدة تبهر العلماء
عندما كتب بول مكارتني أغنية "رجعت Get Back "، لم يكن ليتنبأ أبدًا بمدى فائدة أو صلة الأغنية بالعلاج بالموسيقى.
وتشجع العبارة التي تتردد كثيرا في الأغنية "عد إلى المكان الذي كنت تنتمي إليه ذات يوم"، مريض الخرف على تذكر ذكرى بعيدة.
ووجد العلماء، أنه بالنسبة لكبار السن الذين استمعوا إلى بعض الموسيقى المفضلة لديهم، بما في ذلك " البيتلز"، زاد الاتصال في الدماغ، وعلى وجه التحديد، اكتشفت الباحثون وهم فريق متعدد التخصصات من المعالجين الموسيقيين وأطباء الأعصاب والأطباء النفسيين، أن الموسيقى تسد الفجوة بين نظام السمع في الدماغ ونظام المكافأة، وهي المنطقة التي تتحكم في التحفيز.
وتقول سايكي لوي، مدير مختبر التصوير الموسيقي والديناميات العصبية: "هناك شيء ما يتعلق بالموسيقى وهو هذا الاتصال الوظيفي بين نظام السمع ونظام المكافآت، وهذا هو السبب في أن الموسيقى خاصة جدا، وقادرة على الاستفادة من هذه الوظائف المعرفية التي تبدو عامة جدا، والتي أصبحت فجأة منخرطة جدا مع الأشخاص المصابين بالخرف الذين يسمعون الموسيقى".
وجاءت الفكرة الأصلية لهذا البحث من تجارب لوي الخاصة في عزف الموسيقى في دور رعاية المسنين، وتذكرت كيف أن الأشخاص الذين لم يتمكنوا من إنهاء جملة كانوا يغنون مع أغنية كانت تعزفها.
وتقول لوي: "يبدو أن الموسيقى تشغل الدماغ بهذه الطريقة التي تختلف عن أي شيء آخر".
وأخضع الباحثون مجموعة من كبار السن تتراوح أعمارهم بين 54 و89 عاما للاستماع إلى قائمة تشغيل لمدة ساعة يوميا لمدة ثمانية أسابيع وتدوين استجابتهم للموسيقى بعد ذلك، وكانت لوي والفريق يفحصون أدمغة المشاركين قبل الاستماع وبعده من أجل قياس استجابتهم العصبية.
كانت قوائم التشغيل مخصصة للغاية وتضمنت مزيجا من الأغاني التي اختارها المشاركون ذاتيا، والتي تراوحت من فرقة البيتلز إلى بروس سبرينجستين، ومزيجًا مُختارًا مسبقًا من المقطوعات الكلاسيكية وأغاني البوب والروك والتراكيب الجديدة التي أنشأها هوبرت هو، الأستاذ المشارك للموسيقى في جامعة نورث إيسترن، وقام المشاركون بعد ذلك بتقييم كل أغنية بناءً على مدى إعجابهم بها ومدى درايتها.
وتقول لوي: "أهم درس تعلمناه من العلاج بالموسيقى هو أنه لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع لنوع الموسيقى الأفضل".
وتضيف: "ما وجده الباحثون كان مذهلاً، حيث كانت الموسيقى في الأساس تخلق قناة سمعية مباشرة إلى قشرة الفص الجبهي الأوسط، مركز المكافأة في الدماغ".
والجدير بالذكر أن قشرة الفص الجبهي الإنسي "هي واحدة من المناطق التي تفقد نشاطها والترابط الوظيفي لدى كبار السن، وخاصة الأشخاص المصابين بالخرف"، على حد قول لوي.