«مورينيو الصغير» لـ«العين الرياضية»: رونالدو مجبر على المونديال.. ومحرز انتهى
حقق المدير الفني البرتغالي باولو دوارتي نجاحات كبيرة طوال مغامرته التدريبية، الممتدة لفترة تناهز العقدين من الزمان.
وخلال فترة لعبه مع نادي يونياو ليريا البرتغالي في موسم 2001-2002، تدرب المدرب الحالي لفريق الخلود السعودي تحت إشراف مواطنه جوزيه مورينيو، الذي غادر بعدها الفريق باتجاه بورتو البرتغالي.
وبعد انتهاء مسيرته كلاعب، قام باولو دوارتي بقيادة فريق القلب "يونياو ليريا" الذي حققه معه إنجازا باهرا في عام 2007 بالتتويج بلقب بطولة كأس إنترتوتو 2007 المرشحة لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
وأطلقت الصحافة على دوارتي لقب "مورينيو الصغير" نسبة إلى معلمه جوزيه مورينيو، بفضل تميزه الكبير في الجوانب التكتيكية وقدرته الفائقة على تحفيز لاعبيه.
وتولى بعدها تدريب منتخب بوركينا فاسو وقاده لاحتلال المركز الثالث في بطولة كأس أمم أفريقيا التي احتضنتها الغابون في عام 2017.
وخاض دوارتي بعدها عدة مغامرات تدريبية أبرزها تلك التي قادمته لنادي لومان الفرنسي، ثم الصفاقسي التونسي، وأيضا منتخب الغابون، ثم أول أغسطس الأنغولي، وأخيرا منتخب توغو.
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، تعاقد معه نادي الخلود الناشط ضمن دوري المحترفين السعودي، وخاض معه 6 مباريات حقق خلالها فوزا وحيدا وتعادلا وحيدا أيضا بجانب 4 هزائم.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدث باولو دوارتي عن مغامرته الجديدة مع نادي الخلود، بجانب تقييمه للمستوى الفني للدوري السعودي، ومدى قدرته على منافسة أقوى الدوريات في العالم.
وفي سياق آخر، تحدث "مورينيو الصغير" عن علاقة الصداقة القوية التي تربطه بجوزيه مورينيو، وكيفية استفادته من النصائح التي وجهها له الأخير من أجل إنجاح مسيرته التدريبية.
المدرب البرتغالي كشف أيضا عن الأسباب التي جعلت "سبيشيال وان" يفشل في معظم مغامراته الأخيرة في "القارة العجوز"، كما رفض الحديث عن تراجع أسهم الأخير بعد ابتعاده عن التدريب في الدوريات الخمسة الكبرى بأوروبا.
وأبرز المدرب الأسبق لمنتخب توغو موقفه من إمكانية مشاركة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في نهائيات كأس العالم 2026 التي ستحتضنها قارة أمريكا الشمالية، كما كشف عن مرشحيه للفوز بجائزة الكرة الذهبية الخاصة بأفضل لاعب في العالم وأيضا لقب أفضل لاعب أفريقيا في عام 2024.
وفي ختام حواره مع "العين الرياضية"، تحدث باولو دوارتي عن الأسباب الكامنة وراء تراجع مستوى رياض محرز نجم منتخب الجزائر في الموسم الحالي، مشيدا في الوقت ذاته بالأرقام التهديفية الرائعة التي حققها النجم المصري محمد صلاح طوال السنوات الأخيرة مع نادي ليفربول الإنجليزي.
تحد جديد
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص الأسباب التي دفعته لمغادرة منتخب توغو من أجل تدريب نادي الخلود السعودي، قال المدرب البرتغالي: "السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة هو رياضي بالأساس بحكم أن طموحي يتمثل في التدريب في القارات الخمس وأصبحت قريبا بشكل كبير من تحقيق هذا الحلم".
وتابع قائلا: "نادي الخلود حقق إنجازا تاريخيا بصعوده لدوري الأضواء في فترة زمنية قصيرة، بحكم أنه كان في الماضي القريب ينشط في الدرجات السفلى".
وأضاف: "نهدف لتقديم موسم جديد وضمان مركز في وسط الترتيب، وهو ما سيساعدنا على اكتساب خبرات اللعب في الدوري السعودي للمحترفين".
وأتم; "لست مهتما في الفترة الحالية بالعودة للتدريب في القارة الأوروبية، بقدر ما أسعى للاشتغال على مشروع طموح يسمح له بإثبات قدراتي".
الدوري السعودي على الطريق الصحيح
في معرض تقييمه للدوري السعودي، قال باولو دوارتي: "أعتقد أنه يسير في الطريق الصحيح، وبصدد إثبات وجوده كأحد أفضل الدوريات في العالم".
وأضاف: "عكس ما يعتقد الكثيرون، لا توجد 4 فرق فقط قوية في الدوري السعودي، بل 7 على الأقل بإمكانها المنافسة بجدية على لقب البطولة المحلية".
وتابع: "المسابقة متوازنة للغاية، ولا يمكن الحديث عن وجود سيطرة من قبل 4 فرق قادرة على تحقيق الفوز بسهولة في معظم مبارياتها".
وأتم: "الدوري السعودي أصبح اليوم محل متابعة من قبل متابعي كرة القدم في جميع أرجاء العالم، وهذا الأمر سيساعده على مزيد من التطور من الناحيتين الهيكلية والفنية خلال السنوات القليلة المقبلة".
مورينيو "أستاذي".. وهذا سر فشل تجاربه الأخيرة
وفي سؤال وجه له يتعلق بعلاقة الصداقة التي تجمعه بجوزيه مورينيو، أجاب المدرب البرتغالي قائلا: "جوزيه هو أستاذي وحصل لي الشرف أن تدربت تحت إمرته في موسم 2001-2002 أثناء إشرافه على فريق يونياو ليريا".
وتابع حديثه بالقول: "لدي علاقات قوية معه، وأحرص دائما على التواصل معه باعتباره ملهمي وأستاذي الذي أثر بشكل كبير على فلسفتي التدريبية".
وواصل: "بحكم معرفتي به، أؤكد لكم أن مورينيو من أفضل المدربين الذين مروا على كرة القدم العالمية، فهو مميز للغاية في الجوانب التكتيكية، بجانب قدراته الفائقة في مجالي التواصل مع الإعلام والسيطرة على غرفة الملابس".
وسجل المدرب اعترافا مثيرا بقوله: "قمت بمحاولة استنساخ ما كان يقوم به مع الاعتماد على بعض الإضافات الشخصية في الجوانب الفنية التكتيكية.. في كل الحالات هو يظل أستاذي وقدوتي الأولى في عالم التدريب بجانب جورجي جيسوس المدرب الحالي لفريق الهلال السعودي".
وفي سياق آخر، تعرض باولو دوارتي للأسباب الكامنة وراء فشل "سبيشيال وان" في مغامراته التدريبية الأخيرة، حيث قال: "لا يوجد مدرب بإمكانه أن يظل متوهجا لفترة تفوق الـ20 عاما.. كرة القدم تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة وطريقة لعبه أصبحت مكشوفة لدى باقي المدربين".
وتابع: "هناك عامل ثان أثر بشكل سلبي على النتائج التي حققها في السنوات الأخيرة يتمثل في عمله مع فرق متوسطة لا تملك جودة كبيرة على مستوى اللاعبين، عكس ما كان عليه الحال في بداياته".
وبخصوص موعد الاعتزال الذي يراه مثاليا للنجم كريستيانو رونالدو، قال المدرب البرتغالي: "نجم النصر مجبر على المشاركة في نهائيات كأس العالم 2026، خاصة أنه ما زال قادرا بدنيا وفنيا على مواصلة تحطيم الأرقام القياسية".
وواصل: "لم يسبق لكرة القدم العالمية أن عرفت لاعبا يملك عقلية احترافية مثل رونالدو، فهو يملك عزيمة استثنائية تجعله يضع دائما أهدافا عالية ينجح دائما في تحقيقها في مسيرته الكروية".
وتابع: "رونالدو يعتبر قدوة للاعبين الشباب، وهو بالتالي مطالب بالخروج من عالم الساحرة المستديرة من الباب الكبير عبر قيادته منتخب البرتغال للفوز بنهائيات كـأس العالم 2026".
فينيسيوس الأجدر بالكرة الذهبية
من جهة أخرى، رشح باولو دوراتي النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور للفوز بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها سنويا المجلة الرياضية الفرنسية "فرانس فوتبول" لأفضل لاعب في العالم.
وقال مدرب الخلود السعودي في هذا الصدد: "نجم ريال مدريد قدم مستويات قوية للغاية خلال الموسم الماضي، وأسهم بشكل كبير في فوزه بثلاثية الدوري والسوبر المحلي ودوري أبطال أوروبا".
وتابع: "أعتقد أنه في طريق مفتوح من أجل الفوز بهذه الجائزة الفردية".
تراجع محرز غير مفهوم.. ومحمد صلاح متكامل
في خاتمة حواره مع "العين الرياضية"، أبدى باولو دوارتي استغرابه من التراجع الكبير في مستوى النجم الجزائري رياض محرز خلال السنوات الأخيرة، وقال في هذا الصدد: "محرز فقد توهجه منذ عام 2020، واستغربت كثيرا من هذا التراجع الرهيب الذي عرفه مستواه طوال المواسم الأخيرة".
في المقابل، أشاد بتواصل تألق النجم المصري محمد صلاح مع نادي ليفربول، حيث قال في هذا الصدد: "نجم الفراعنة لاعب متكامل إذ ظل محافظا عل أرقامه التهديفية العالية، رغم التغييرات العديدة التي عرفها فريقه الإنجليزي في العامين الأخيرين بشكل خاص".
