ليفربول المتكامل.. ضمان 5 سنوات
ليفربول يجني ثمار جهد ٥ سنوات مع مدربه الألماني يورجن كلوب، الذي صنع فريقا متكاملا عاد للحياة من جديد.. تعرف على التفاصيل
يمضي فريق ليفربول في طريقه نحو التتويج بطلا لإنجلترا للمرة الأولى منذ 30 عاما، بعدما حوّل سباق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إلى موكب احتفالي.
وفاز الريدز يوم الأربعاء على كريستال بالاس برباعية دون رد قربته أكثر من اللقب ورفع رصيده لـ86 نقطة، وبفارق 23 نقطة عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي قبل 7 جولات من النهاية.
وبإمكان ليفربول تحقيق مجموعة من الأرقام القياسية كذلك، من بينها أكبر عدد من الانتصارات وأكبر حصيلة نقاط وأكبر فارق نقطي، إذا فاز في 5 مباريات من الـ7 المتبقة له.
حجم الإنفاق
تُبنى الفرق العظيمة بحق على أسس متينة، وليفربول ليس استثناء، وهو ما فعله المدرب الألماني يورجن كلوب منذ قدومه للفريق قبل ٥ سنوات، حين قرر إعادة النادي للحياة من جديد، بعد غياب عن البطولات وحتى المربع الذهبي للدوري الرنجليزي والمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
فحين أنفق مانشستر سيتي 35 مليون جنيه إسترليني على الحارس البرازيلي إيدرسون في 2017، أثار الأمر الدهشة لكن في العام التالي دفع ليفربول ما يقرب من ضعف هذا المبلغ لجلب حارس برازيلي آخر هو أليسون بيكر. وكانت صفقة موفقة للغاية.
أليسون حافظ على نظافة شباكه 21 مرة الموسم الماضي مع دخول ليفربول ومانشستر سيتي في سباق ملحمي على اللقب، وهو ما يزيد على أي حارس آخر، مقابل 11 "كلين شيت" هذا الموسم رغم غيابه لفترة طويلة بسبب الإصابة.
ويمتاز أليسون بالهدوء وتوزيع الكرة مثل ظهير حر متمرس ويجعل الصعب يبدو وكأنه شيء عادي.
وأمام أليسون، كان قلب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك عملاقا منذ انضمامه قادما من ساوثهامبتون في 2018. برقم قياسي وقتها، ونادرا ما كان لصفقة دفاعية مثل هذا التأثير المذهل.
قدرة فان دايك على التمرير جعلت ليفربول بوسعه التحول من الدفاع إلى الهجوم في غمضة عين. وفي أساسيات الدفاع، يفعل فيرجيل كل شيء برشاقة مذهلة.
وبعد ذلك، يأتي أمام فان دايك محركات ليفربول التي لا تكل، يوفر جوردان هندرسون وجورجينيو فينالدم وفابينيو، بالإضافة إلى جيمس ميلنر كبديل، ضغطا لا هوادة فيه يجده المنافسون خانقا للغاية.
أجنحة كلوب
عندما رحل فيليب كوتينيو إلى برشلونة في 2018، خشى البعض أن يفقد ليفربول اللمسة الإبداعية، لكنها ازدهرت، وواجه كلوب في بداية عهده صعوبات أمام الفرق التي كانت تركن للدفاع من الخلف وتترك لاعبيه يمررون الكرة بلا جدوى.
ثم حدث شيء ما، عزز ترينت ألكسندر أرنولد خريج أكاديمية الناشئين بالريدز مكانته في مركز الظهير الأيمن وانضم الظهير الأيسر آندي روبرتسون من هال سيتي مقابل مبلغ زهيد بلغ 8 ملايين جنيه إسترليني.
وبات الاثنان أفضل ظهيرين في العالم حيث يوفر كلاهما السرعة والاختراق والإبداع في فتح أفضل خطوط الدفاع تنظيما.
ويأتي ألكسندر-أرنولد في المركز الثاني وراء كيفن دي بروين ساحر مانشستر سيتي في صناعة الأهداف هذا الموسم بـ12 هدفا، بينما يحتل روبرتسون المركز الخامس بصناعته لـ7 أهداف.
مثلث الرعب
في وجود محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، يمتلك ليفربول ثلاثيا هجوميا من المستحيل تقريبا احتواء خطورته.
وبالإضافة لسرعتهما البالغة وقدراتهما الفتاكة على إنهاء الهجمات، يعد صلاح وماني بمثابة الحلم لأي لاعب وسط، ويقومان بانطلاقات ذكية وغير متوقعة دائما.
وأحرز صلاح وماني 32 هدفا في الدوري معا هذا الموسم لكن البطل المجهول في الأمام هو مهاجم كلوب رقم 9، الحديث هنا عن فيرمينو الذي يبذل كل ما في وسعه من أجل الفريق.
القائد هندرسون
غرس كلوب حس المسؤولية الجماعية في ليفربول، وهي من سمات كل الفرق العظيمة. لكن القائد جوردان هندرسون هو تميمة النادي بحق.
واحتاج هندرسون إلى سنوات عديدة ليخرج من ظل القائد التاريخي ستيفن جيرارد، وحتى الآن يضعه موقع "ترانسفير ماركت" للإحصائيات، في المركز 13 عند مقارنة القيمة السوقية لتشكيلة ليفربول.
لكن إسهاماته لا تقدر بثمن، حيث تطورت قدرات هندرسون في التمرير الطويل وطاقته لا تنضب، وفوق كل ذلك فإنه لا يتسامح مع أي تراجع في مستويات زملائه، ويتجنب الأضواء لكن لا يوجد قائد يستحق أكثر منه لرفع كأس الدوري الإنجليزي الممتاز عاليا.