أحلام مؤجلة 1.. ليفربول والدوري الإنجليزي.. 30 عاما من العزلة
ليفربول الملك المتوج على عرش الدوري الإنجليزي لسنوات طويلة تأجل حلمه في استعادة لقبه الغائب منذ 30 عاما بسبب كورونا.. تعرف على القصة
جاء تفشي فيروس كورونا في أغلب دول العالم خلال عام 2020 ليتسبب في تأجيل الكثير من الأحلام الكروية للأندية واللاعبين، والتي طال انتظارها كانت على وشك التحقق، قبل أن تتوقف الأنشطة الرياضية بشكل عام بسبب الفيروس الذي خلف عشرات آلاف الإصابات والوفيات.
وتسببت توقف الأنشطة الرياضية في أغلب دول العالم في غموض مصير تلك الأحلام، بسبب تأجيل بعض المسابقات لأجل غير مسمى وعدم وضوح الصورة بشأن إمكانية استئنافها أو إلغائها، بينما تأجلت مسابقات أخرى للعام المقبل لتتأجل معها بالتبعية بعض الأحلام المصاحبة.
العين الرياضية تتناول خلال الفترة المقبلة بعض الأحلام التي كانت قريبة من التحقق في 2020، لكنها تأجلت بسبب كورونا، مع استعراض السنوات الطويلة التي تأجلت فيها تلك الأحلام والمحاولات المستميتة السابقة لتحقيقها.
ليفربول والبريمييرليج.. قصة طويلة حزينة
في عام 1990 توج فريق ليفربول بالدوري الإنجليزي للمرة الـ18 في تاريخه، معززا صدارته لأكثر الأندية تتويجا بالمسابقة، بفارق 9 ألقاب عن جاره اللدود إيفرتون وكذلك أرسنال اللذين كانا أقرب ملاحقيه وقتها بنصف ألقابه فقط.
بعدها بعامين تم استحداث نظام البريمييرليج، الذي كان بمثابة مفترق طرق بين الريدز وبطولته المحلية المفضلة، بعد سنوات طويلة من العشق المتبادل بين الجانبين، لتنقلب الآية إلى النقيض، وتبدأ معاناة البطل في البحث عن طريق لاستعادة معشوقته.
معاناة ليفربول استمرت 29 عاما سابقة قبل الموسم الحالي، بينها 27 في حقبة البريمييرليج، شهدت الكثير من المتغيرات، التي كان أبرزها فقدان الريدز عرشه كأكثر المتوجين بالدوري الإنجليزي لصالح مانشستر يونايتد.
نحس غير عادي
نحس ليفربول طوال تلك الفترة لم يكن عاديا، ففي كل مرة من المرات القليلة التي كان يقترب فيها من تحقيق اللقب كان الحظ السيئ يقف أمامه ليضل الطريق إلى منصة التتويج فيسبقه إليها أحد منافسيه حارما إياه من ارتداء ثوب البطل من جديد.
وتوج أرسنال وليدز بآخر نسختين للدوري الإنجليزي بنظامه القديم، قبل أن تبدأ حقبة البريمييرليج موسم 1992-1993، والتي كانت حقبة كارثية على ليفربول فقد فيها كل شيء، بعدما كان سيد الكرة الإنجليزية الأول.
المواسم الـ27 السابقة للبريمييرليج شهدت تتويج 6 فرق مختلفة باللقب، بينها فريقان بشكل غير متوقع هما بلاكبيرن روفرز عام 1995، وليستر سيتي 2016، في الوقت الذي ظل فيه ليفربول بمثابة الحاضر الغائب، المعزول عن ركب الأبطال.
وشهدت تلك السنوات تتويج تشيلسي بـ5 ألقاب، من أصل 6 حصدها عبر تاريخه في الدوري الإنجليزي، وتبعه مانشستر سيتي بحصد 4 ألقاب من أصل 6 حصيلته الإجمالية هو الآخر في النظامين الحديث والجديد، فيما حصد أرسنال 3 ألقاب.
يونايتد يعتلي العرش
أما أبرز الفائزين خلال حقبة البريمييرليج فكان مانشستر يونايتد بقيادة مدربه الأسطوري الإسكتلندي السير أليكس فيرجسون، الذي بسط سيطرته وهيمنته على تلك الفترة محققا 13 لقبا خلال 21 موسما، قبل أن تغيب عنه شمس البطولة مع اعتزال السير في 2013.
وأسهمت الألقاب الـ13 ليونايتد في اعتلائه قائمة أكثر الأندية تتويجا بالدوري الإنجليزي عبر تاريخه برصيد 20 لقبا متخطيا غريمه ليفربول بلقبين، بعدما كان قبل حقبة البريمييرليج يحتل المركز الرابع بالتساوي مع أستون فيلا برصيد 7 ألقاب.
غفلة محارب
طوال أغلب مواسم البريمييرليج السابقة اكتفى ليفربول بتسجيل حضور لم يكن بارزا في مجمله، حيث قدم مشاركات كثير منها لا يليق بملك إنجلترا المتوج على عرشها لسنوات طويلة، وبالتحديد منذ عام 1976، عندما حقق لقبه التاسع بالدوري الإنجليزي.
في ذلك العام المذكور أصبح ليفربول أكثر المتوجين بالدوري الإنجليزي وقتها، بعدما تخطى أرسنال صاحب الألقاب الـ8 وقتها، والتي كان آخرها عام 1971، ليظل على عرش المسابقة سنتين فقط، شاركه بعدهما ليفربول فيه، قبل أن ينتزعه منه تماما بعد 3 سنوات أخرى.
وظل ليفربول منفردا بلقب الأكثر تتويجا لمدة 33 سنة، استغل 14 منها في إضافة 9 ألقاب عزز بها صدارته للأبطال، بينما خلد المحارب في الـ19 عاما الأخرى إلى ما يشبه النوم وليس الاستراحة، لينجح يونايتد عام 2009 في استغلال غفلته ومعادلة ألقابه الـ18 ومشاركته في عرشه.
وبعدها بعامين أذاق يونايتد ليفربول من الكأس التي أذاق منها الأخير أرسنال عام 1976، وتمكن من انتزاع عرش أكثر المتوجين بالدوري الإنجليزي عبر تاريخه بعدما حقق لقبه الـ19، قبل أن يضيف بعدها بعامين لقبه الـ20 والأخير حتى الآن.
4 محاولات جادة فاشلة
حقبة البريمييرليج بأكملها شهدت 4 محاولات فقط من ليفربول يمكن وصفها بالجادة من أجل التتويج باللقب، أولاها كانت عام 2002، عندما قادها مايكل أوين لمنافسة أرسنال حتى الأمتار الأخيرة للموسم الذي أنهاه الأخير متصدرا بفارق 7 نقاط.
بينما جاءت المحاولة الجادة الثانية عقب 7 سنوات من الأول، عبر جيل القائد ستيفن جيرارد والمهاجم الإسباني فرناندو توريس، حيث ظل الفريق يطارد غريمه مانشستر يونايتد حتى ما قبل النهاية بقليل، قبل أن ينجح الأخير في التتويج بفارق 4 نقاط فقط، محققا لقبه الـ18.
وكانت المحاولة الثالثة في 2014، عبر جيل القائد جيرارد ومعه المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز، حيث ضاع اللقب من الفريق بطريقة درامية أيضا بعد التعثر الشهير للقائد خلال مباراة تشيلسي قبل النهاية بمرحلتين، ليهدي الفوز للمنافس بنتيجة 2-0.
وأسهمت تلك الخسارة للريدز في إنهاء مانشستر سيتي الموسم في المركز الأول بـ86 نقطة، بفارق نقطتين فقط أمام ليفربول.
وكان السيتي حاضر كذلك في المحاولة الرابعة والأخيرة عام 2019، والتي كان فيها ليفربول قريبا بقوة من إنهاء الموسم بطلا بعدما تفوق عن منافسه في إحدى فترات الموسم بفارق 7 نقاط، أن يبدأ في فقدان النقاط بشكل درامي، لينهي السماوي المسابقة متصدرا بفارق نقطة وحيدة.
كورونا يحكم
في الموسم الثامن والعشرين للبريمييرليج بدأ ليفربول المسابقة عازما على حصد اللقب بأي ثمن، وتصدر منذ البداية وصال وجال وأسقط كل منافسيه في كل الملاعب، حتى أصبح الفارق بينه وبين السيتي أقربهم 25 نقطة، وبات الريدز على بعد انتصارين فقط من التتويج رسميا باللقب.
لكن يبدو أن العقدة أبت أن تنفك، والنحس أصر على البقاء، حيث جاء توقف المسابقة بسبب انتشار فيروس كورونا ليدخلها النفق المظلم، ويجعل مصيرها مجهولا ما بين الاستئناف أو الإلغاء الذي قد يصاحبه اعتبار الموسم كأن لم يكن.
ليظل حلم ليفربول مرهونا بالقرار الأخير بشأن الموسم، ويظل حلمه بالتتويج بأول لقب له في البريمييرليج مؤجلا لحين إشعار آخر.
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز