هل تأهل ليفربول "رغما عنه" في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية؟
الفريق الإنجليزي شارك بالصف الثالث في مباريات البطولة، ويلوح بالانسحاب بعد التأهل لربع النهائي على حساب أرسنال.
"الناس من حولنا يقولون إن مهمتنا مستحيلة، ولكي أكون صادقا معكم، هي تبدو كذلك بالفعل، لكن لأني أمتلككم، لأني أمتلك رجالا مثلكم لديّ فرصة، لدينا فرصة.. أنا حقًا كنت مؤمنا بذلك، الأمر لم يتعلّق بقدرات هؤلاء اللاعبين في كرة القدم، بل بمن هم أساسًا كأشخاص، كبشر، يا رفاق.. لقد تخطّيتم كل تلك الصعاب في حياتكم، ستتخطّون هذه المباراة، إنها مجرد مباراة كرة قدم".
كانت هذه الكلمات جزء من خطاب شهير ليورجن كلوب المدير الفني لليفربول، بعد تتويجه بجائزة أفضل مدرب في العالم، والكلمات المشار لها كانت تخص مباراة العودة أمام برشلونة، التي كانت مفتاح ليفربول للتتويج بدوري أبطال أوروبا بعد الهزيمة بثلاثية في الذهاب والرد برباعية في ملعب الأنفيلد، بالدور نصف النهائي.
ربما هذه الكلمات تكشف جانبا من شخصية كلوب في التعامل مع المباريات، قال عن مواجهة مهمة جدا في دوري الأبطال أمام برشلونة إنها مجرد مباراة كرة قدم، فليس غريبا أن يشارك بالصف الثالث في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، البطولة غير المهمة والمصنفة رقم ٣ بعد الدوري وكأس الاتحاد.
الصف الثالث
أغلب مدربي الفرق الإنجليزية تعتمد على اللاعبين الاحتياطيين في مباريات كأس رابطة المحترفين وكأس الاتحاد، لكن الألماني كلوب يذهب بعيدا بإشراك الصف الثالث من اللاعبين، بل والدفع بوجوه من الناشئين غير مقيدة من الأساس في قائمة الفريق التي تخوض مباريات الدوري الإنجليزي، مثل الظهير الأيسر نيكو ويليامز ولاعب الوسط بيدرو شيريفيلا الذي شارك في الشوط الثاني، وهو ما جعل الفريق يخرج من الدور الثالث "ما قبل دور الـ١٦" العامين الماضيين.
فمثلا قرر كلوب البدء بالحارس الرابع في قائمة الفريق كويمين كيليهر، صاحب الخبرة الضعيفة والذي استقبل ٥ أهداف في مباراة أرسنال، رغم وجود الحارس الثاني أدريان على دكة البدلاء وهو صاحب الخبرة الأكبر ولم يشارك مع الفريق في آخر مباراتين وبالتالي لا يشعر بالإجهاد.
الدكة
ربما أحد أسباب إشراك كلوب للصف الثالث والناشئين هو عدم وجود دكة بدلاء قوية للفريق، وبدائل حقيقة تشتاق للعب المباريات، الثلاثي الهجومي صلاح وماني وفيرمينيو ليس لهم بدائل حقيقة تنافسهم بقوة على المشاركة في المباريات، ففيرمينيو ليس له بديل كرأس حربة بعد رحيل دانييل ستوريدج للدوري التركي، والبديل المناسب لصلاح السويسري شاكيري مصاب في أغلب الفترات وبعيد عن المباريات، والبلجيكي أوريجي يشارك عندما يغيب أي عنصر من الثلاثي الهجومي لكنه ليس بديلا للاعب بعينه في مركز محدد، يلعب في الجناح الأيمن والأيسر ومركز رأس الحربة، وهكذا الحال في أغلب مراكز الفريق، فمثلا روبرتسون الظهير الأيسر لا يملك بديلا في حال غيابه.
الدوري أهم
لا يزال كلوب يحلم بتحقيق الدوري الإنجليزي مع ليفربول، وهو اللقب الغائب من ٣٠ عاما، لذلك هو يضحي بباقي البطولات المحلية من أجل الدوري، وربما يضحي بدوري الأبطال هذا الموسم من أجله.
المدير الفني لا يترك أي مناسبة دون أن يؤكد فيها على أهمية الفوز بالدوري، وفي ظل ضعف دكة الفريق ومحدودية البدائل فالمشاركة بالناشئين في مباريات الكأس أمر منطقي، لتفريغ الأساسيين لمباريات الدوري ودوري الأبطال، عكس منافسه مانشستر سيتي الذي يمتلك فريقين، فتكون مباريات الكأس متنفسا لدكة البدلاء وليس الناشئين.
الانسحاب
جاءت قرعة مباريات دور الثمانية من كأس رابطة المحترفين الإنجليزية لتضرب موعدا بين ليفربول وأستون فيلا ١٦ ديسمبر المقبل، قبل يومين من أولى مباريات ليفربول في كأس العالم للأندية، وهو ما جعل الألماني كلوب يلوح بالانسحاب من البطولة في حال عدم تغيير موعد المباراة بموعد آخر مناسب يراعي ضغط المباريات والمنافسة، لافتا إلى أنه سيرفض أن يخوض المباراة عصرا خلال فترة أعياد الكريسماس، ما يفتح الباب نحو تساؤل ما: هل صعد ليفربول لدور الثمانية من كأس الرابطة رغما عنه لأن البطولة لا تناسب أجندته مع البطولات الأخرى ذات الأهمية الأكبر؟
من المقرر أن يتم تحديد موعد لاحق لمباراة الريدز أمام الفيلاينز، لتناسب بطل دوري أبطال أوروبا، المشارك في مونديال الأندية، وعلى الأرجح قد يكون الأقرب لإقامة هذه المواجهة.